أخبار تونس– تحتفل تونس مع دول العالم باليوم العالمي للشباب الذي يصادف الثاني عشر من أوت من كل عام، وسط أجواء مفعمة بالتفاؤل والأمل بمستقبل أفضل وأكثر إشراقا لهذه الفئة تحت شعار ” الاستدامة تحدينا ومستقبلنا”.. ويعود اختيار هذا اليوم، إلى تبنّي الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 17 ديسمبر 1999، في قرارها رقم (54/120)، توصية من المؤتمر العالمي للوزراء المسؤولين عن الشباب في لشبونة في العام 1998، تم بموجبها الإعلان عن يوم 12 أوت يوما دوليا للشباب. و يمثل الشباب اليوم في تونس ثروة بشرية ذات أهمية أساسية في المسار التنموي. وقد عملت تونس على استثمار الكثير من مواردها في النهوض بأوضاع الشباب من الجنسين ومن مختلف الفئات في جميع المجالات فتعددت الإجراءات المتخذة من أجل اندماج أفضل للشباب في مسارات التنمية الوطنية والمساهمة فيها من جهة والتمتع بجودة الحياة من جهة ثانية. وقد تم وضع إستراتيجية وطنية للسياسة الشبابية للفترة 2009-2014 بإذن من رئيس الجمهورية، لتشكل إطارا شاملا ومتكاملا لتنمية القطاع وتحدد جملة من القيم والمبادئ والأهداف تعمل كل الأطراف المتدخلة على احترامها والعمل على تكريسها. ويتزامن الاحتفال بعيد الشباب، هذه السنة مع مبادرة الرئيس بن علي الداعية إلى وضع سنة 2010 تحت شعار ” السنة الدولية للشباب ” تتوج بانعقاد مؤتمر عالمي للشباب برعاية منظمة الأممالمتحدة وبالتعاون مع المنظمات الدولية المعنية يحضره الشباب من كل أنحاء العالم ويتوج بإصدار ” ميثاق دولي “، يكون هو الرابطة التي تشد شباب العالم إلى القيم الكونية المشتركة ويعبرون فيه عن آمالهم في رفع تحديات التنمية المستديمة وعن تطلعاتهم وتوقهم إلى استشراف مستقبل أفضل.” وتجسم هذه المبادرة موقف تونس الثابت لتعزيز التنمية الشاملة والعادلة والمتضامنة، لاسيما مع اتساع الفجوة بين دول الشمال ودول الجنوب وانتشار مظاهر الفقر والتهميش من خلال دعوة المجموعة الدولية إلى الإحاطة بالشباب والاهتمام بقضاياه ودعم الحوار معه في سائر الميادين . وقد شهدت سنة 2008 تنظيم حوار شامل مع الشباب تحت شعار ” تونس أولا ” أفضى ولأول مرة إلى صياغة “ميثاق الشباب التونسي” أمضى عليه أكثر من مليون و300 ألف شاب وفتاة. كما تم إحداث منتدى وطني دائم للحوار مع الشباب يفسح المجال لحوار تشاركي مع الشباب ويعمل على مناقشة وتدارس مواضيع ذات علاقة بقضايا الشباب ومشاغله. كل هذا يجعل من فئة الشباب ذات صوت هام في المواعيد الكبرى في تونس وخاصة منها الانتخابات الرئاسية والتشريعية 2009، الذي سيقدم عليه هذه السنة أكثر من نصف مليون صوت انتخابي جديد بفضل التخفيض في سن الانتخاب من 20 إلى 18 سنة بمقتضى القانون الدستوري المصادق عليه في 28 جويلية 2008 الذي تضمّن تنقيح الفصل 20 من الدستور. ولا يشمل التخفيض في السن فقط الناخبين بل كذالك المترشحين إلى مجلس النواب في إطار الانتخابات التشريعية حيث تم التخفيض في سن الترشح من 28 إلى 25 سنة، سنة 1988 ونظرا للمكانة البارزة التي يحتلها الشباب في المجتمع التونسي تم إدخال تعديل على الدستور سنة 1997 يقضي بتخفيض سن الترشح مرة ثانية إلى 23 سنة. وقد حاز الشباب نصيبا هاما من العناية الرئاسية في مشاريع التنمية بالمخططات الخماسية و منها المخطط الحالي الحادي عشر الذي ينتهي بحلول عام 2011. حيث من المنتظر أن تتحقق لفائدة الشباب العديد من الانجازات لا سيما في المجالات ذات الأولوية كالتشغيل من ذلك التخفيض في نسبة البطالة التي تمثل الهاجس الأكبر الذي يشغل الشباب التونسي من 14.3 إلى 13.4 بالمائة بحلول العام 2011 عبر إحداث 412 ألف موطن شغل جديد داخل البلاد و توفير ما يقرب 1500 فرصة عمل بالخارج. ومن بين أهداف المخطط الحادي عشر العمل على تعزيز دعائم جودة التعليم وتعزيز البحث العلمي و إيجاد تكامل بين أنظمة التربية و التكوين والتعليم العالي و ربطها بسوق الشغل. و فيما يتعلق بقطاع الصحة فمن ضمن أهداف المخطط مقاومة الأمراض غير السارية و المزمنة لدى الشباب و ذلك من خلال دعم عمليات التثقيف الصحي المجاني و إحداث وحدات لمعالجة حالات تعاطي المخدرات.