أخبار تونس – بحلول شهر الصيام يتغير السلوك الغذائي للصائمين من حيث التوقيت وعدد الوجبات ونوعيتها، كما يصادف هذا العام ارتفاعا في درجات الحرارة مما يتسبب في حالة عطش كبيرة خصوصا وأن عدد ساعات الصيام يقدر بحوالي 15 ساعة وهو ما يستوجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة حتى لا يكون لهذا الشهر المعظم تأثيرات سلبية تقطع مع جوهره وهدفه في أن يكون فرصة مواتية لتهذيب النفس والروح من جهة وتعديل السلوك الغذائي الخاطئ من جهة أخرى وهو عبادة وصحة تقي من بعض الأمراض. وحتى يكون لركن الصوم فوائد صحية على الصائم لابد له من تجنّب عديد السلوكيات السلبية التي تدفعه إليها الظروف الطبيعية وهي ارتفاع درجات الحرارة التي ينجر عنها شعور بعطش شديد مما يدفع بعض الصائمين إلى افتتاح إفطارهم بالماء البارد لإطفاء لهيب العطش. وهذا السلوك أكد المختصون في التغذية خطورته وتهديده للصحة. فالماء والسوائل ضرورية كي يتجنب الصائم الإصابة بجفاف الجسم خصوصا وأن شهر الصيام يتزامن مع تواصل ارتفاع درجات الحرارة لكن درجة حرارة هذه المواد لابد أن تكون ملائمة لحرارة معدة خاوية لمدة طويلة نسبيا. ومن العادات التي يتوجب تفاديها افتتاح الإفطار بالتدخين فهي عادة سيئة ومهددة للصحة لأن انتشار الدخان في معدة خاوية من الطعام يجعلها متهيئة للإصابة السريعة بالالتهابات وبالقرح. خاصة أنه يمكن استغلال شهر الصيام للإقلاع عن التدخين. وفي هذا السياق خصص لقاء صحفي عقده مختصون بالمعهد الوطني للتغذية والتقنية الغذائية للتأكيد على أهمية ترشيد استهلاك المواد الغذائية والتقليص من الشراء العشوائي لهذه المواد لاسيما وان حاجيات الجسم البشري تقل عند الصوم. وأكد المختصون على ضرورة تناول الصائمين غذاءا متوازنا وسليما يحتوي على كميات قليلة من الدهنيات والسكريات والأملاح مقابل كميات كافية من الخضر والحبوب والغلال والسوائل وتقسيم الإفطار على وجبتين تفصل الأولى عن الثانية مدة زمنية لا تقل عن نصف ساعة. ودعوا إلى ضرورة استعمال طرق سليمة في الطهي والابتعاد عن قلي الطعام والاكتفاء بالنسبة إلى البيض المقترن بالتقليد الغذائي للتونسيين خلال شهر رمضان باستهلاك بيضة واحدة في اليوم لتوفرها على الكميات اللازمة من الكولسترول إلى جانب الحرص على تناول السحور الذي يتعين أن يكون صحيا ويحتوى بالخصوص على سكريات بطيئة الاحتراق. كما حذّر المختصون المصابين بأمراض مزمنة ممن يتوجب عليهم تناول أدوية كامل اليوم من المخاطر المترتبة عن الصوم. ومن بين الأمراض المعنية قصور الكلى والكبد والقلب والسكري والحصى في المجاري البولية وبعض أمراض الغدد إلى جانب الأشخاص الذين أصيبوا بجلطة دماغية وقلبية والمصابين بقرح حاد في المعدة. ونظرا لطبيعة هذا الشهر الذي ترافقه سهرات يؤكد الأخصائيون على أهمية حفاظ الصائم على أوقات وساعات النوم.