أخبار تونس- يمثل شهر رمضان فرصة للقيام بأعمال الخير و التضامن التي تكرس التآخي و تخلق نوعاً من التحابب بين المسلمين من أبناء الوطن الواحد، وتعتبر موائد الإفطار الرمضانية في تونس، التي تنتصب طوال هذا الشهر الفضيل، من أبرز و أجل مظاهر التضامن وعادة تعكس مدى ارتباط الشعب التونسي ببعضه البعض. وتشكل هذه الموائد التي تقام منذ سنوات سنة حميدة دأب الرئيس زين العابدين بن علي على تكرارها وترسيخها لدعم مبادىء التضامن والتآزر والتكافل وإذكاء جذوة المد التضامني و التراحم بين أفراد الشعب التونسي. وينتفع الآلاف من الأفراد محدودي الدخل والمعوزين وفاقدي السند في كافة جهات البلاد بهذه الموائد حيث يقبل أغلبهم كل ليلة ليتكون بالتالي جو عائلي خاص وتتولد اللحمة والمودة بين رواد هذه الموائد. وفضلا عن المساعدات التي تقدمها الدولة لمنظمي هذه الموائد فإن عديد الأفراد يتبرعون بما تيسر من الأموال والأطعمة ويوصلونها إما مباشرة بأنفسهم أو في إطار القوافل التضامنية إلى الأحياء حتى تنتفع بها الفئات المعوزة كما يتطوع عديد الشباب والطلبة والنساء للمشاركة في تنظيم هذه الموائد التضامنية وتأمين سيرها في ظروف حسنة بدءا من استقبال المنتفعين وصولا إلى توزيع الوجبات الغذائية الساخنة على مستحقيها. وتوفر موائد الإفطار لمرتاديها وجبات غذائية يومية ذات خصوصية تونسية ومتكاملة من حيث القيمة الغذائية. ويتحصل المنتفعون إضافة لعشاء الإفطار على مستلزمات السحور من حليب وتمر وغلال وذلك إلى جانب تمتع أبنائهم بالملابس الخاصة بعيد الفطر. ولضمان انتفاع اكبر عدد ممكن من ضعاف الحال بهذه الموائد يتم إيصال وجبات العشاء والسحور إلى منازل الأشخاص غير القادرين على التنقل إلى الموائد وذلك على غرار المسنين وحاملي الإعاقات و قد حرصت تونس على أن تجعل من تلك الموائد – إضافة إلى تقديم العون للمحتاجين – مناخاً مناسباً لخلق نوع من التماسك الأسري و العادات العربية الإسلامية الأصيلة و على هذا النحو فقد استقطبت هذه الموائد عدداً من الأشخاص ليس فقط من فاقدي السند و من يعولهم بل أيضاً عابري السبيل و فاقدي الجو العائلي ممن تقدمت بهم السن و استولت عليهم الوحدة . يذكر أنه بالإضافة إلى موائد الإفطار الرمضانية فإن كافة شرائح المجتمع المدني والنخب السياسية قد انطلقت في تقديم وتوزيع عديد المساعدات العينية والمالية والغذائية والتي وصلت هذه السنة إلى 56 ألف تدخل.