أخبار تونس- شكلت الزيارة التي أداها في الأيام القليلة الماضية إلى تونس السيد لورانس كانون وزير الشؤون الخارجية الكندي إلى تونس مناسبة متجددة للبلدين لمزيد توطيد العلاقات الثنائية التي تزيد عن نصف قرن والبحث في سبل الارتقاء بها أكثر . وقد أكد الوزيران التونسي والكندي خلال المحادثات التي جمعتهما في تونس في الأيام الأخيرة هذه الرغبة المشتركة التي تحدو البلدين لمزيد تطوير العلاقات وأهمية المزايا المتوفرة للاستثمار لدى الجانبين فضلا عن التشاور الثنائي حول المسائل ذات الاهتمام المشترك معربين عن الإرادة المشتركة في مزيد تعزيز العلاقات التونسية الكندية والارتقاء بها إلى مستوى شراكة فاعلة مع ضرورة العمل على تنويع التعاون الثنائي عبر تشخيص مجالات تعاون جديد و من خلال استقراء العلاقات التونسية الكندية يبرز خلال العقود الخمسة السابقة أن الاستثمار الكندي في تونس شهد تحولا جوهريا في السنوات القليلة الماضية حيث تحول من استثمار عمومي مساند للتنمية إلى استثمار خاص في جل الأعمال برز في قطاع الطاقة أساسا والذي بلغت قيمته حوالي 350 مليون دينار يعمل اليوم الجانبان على تثمينه في المستقبل نظرا لما توفره تونس من امتيازات استثمارية وقانونية مشجعة للقطاع الخاص. إن خلق مجالات توازن في العلاقات الاقتصادية بين البلدين هو الآن أكثر من ضروري خاصة وان كندا تعد بوابة مشرعة نحو السوق الأمريكية في بعديها الشمالي والجنوبي ذلك أن إمكانيات كبيرة متاحة اليوم لتطوير التعاون بين البلدين عبر استغلال السوق الكندية كمنفذ لتسويق السلع التونسية من المواد الغذائية ومنتوجات البحر وزيت الزيتون والتمور و المواد البيولوجية أو الصحية فضلا عن مكونات السيارات والمواد الميكانيكية والالكترونية التي يمكن أن تنتفع بأداءات جبائية تفاضلية منذ أن أبرمت تونسوكندا اتفاقية عدم ازدواج ضريبي سنة 1982 واتفاقا يخص التعريفة التفاضلية العامة الكندية. كما تتميزالعلاقات التونسية الكندية متميزة أيضا ببعدها الإنساني حيث يزاول حاليا قرابة 2000 طالب تونسي دراستهم الجامعية العليا بالمعاهد والمؤسسات التعليمية الهامة هذا فضلا عن جالية مقيمة محدودة العدد لكنها فاعلة في مجتمعات الإقامة وذلك دأب التونسي وهو ما جعل الوزير الكندي في لقاءاته يثني على ذلك قائلا إن تونس صوت للاعتدال والرصانة وهو ما يجعلنا نحرص على تطوير علاقات البلدين بنسق مطرد.