أخبار تونس- تتحول المقاهي التونسية في ليالي رمضان إلى فضاءات ترفيهية يؤمها الشباب والكهول على حد سواء لتدخين “الشيشة” أو “النارجيلة” لساعات طويلة حيث تزدحم الأماكن العامة بعد الإفطار مباشرة وحتى ساعات متأخرة من الليل، برواد السمر الذين يتحلقون حول “الشيشة” دون علم بمخاطرها الجمة. وما إن تلج مقاهي العاصمة وضواحيها، في الأحياء الشعبية والراقية التي تعج بالحرفاء من كلّ الأعمار، حتى تعترضك رائحة “الشيشة” المفعمة برائحة “القهوة العربي” والشاي لتشكل ضربا من ضروب اللمة التي تجمع أفراد الحي الواحد وحتى العائلة الواحدة. ويعزوا مدخنوا “الشيشة” ولعهم بها إلى الأجواء الرمضانية الخاصة التي تزيدها “النرجلية” تميزا إضافة إلى الاعتقاد بأنها أخف ضررًا من السجائر وهو ما ينفيه بشدة الأطباء الذين يؤكدون أن أضرارها تفوق السيجارة بعشرات الأضعاف. وتبين دراسات أن تدخين حجر الشيشة الواحد هو بمثابة تدخين 8 أعقاب سجائر وأن مدخن الشيشة يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من مدخن السجائر وبذلك يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والرئتين. كما أن مدخني الشيشة أكثر عرضة للإصابة بقرحة المعدة نظرا لكثرة الكوليسترول والحموضة في الشيشة ويسبب تدخين الشيشة آلاما في الرأس وخفقانا في القلب كما يؤدي إلى بعض أمراض الجهاز التنفسي مثل انسداد الشعب الهوائية ناهيك عن انتشار بعض الأمراض المعدية نتيجة لقيام أكثر من مدخن بالتناوب على نفس الشيشة. وكانت الحكومة التونسية قد دعت إلى تنظيم حملات مكثفة بمناسبة شهر رمضان المعظم للتحسيس بمضار التدخين و”الشيشة” واستهداف المواطنين والشباب والتوعية بأخطارها. يذكر أنه تم اعلان سنة 2009 سنة مكافحة التدخين وذلك عبر تكثيف برامج التوعية والتحسيس وتدعيم عيادات المساعدة على الإقلاع عن التدخين بالمستشفيات العمومية والحرص على تطبيق مقتضيات قانون منع التدخين بالأماكن العمومية. وتهدف خطة العمل لسنة 2009 إلى التقليص بصفة ملموسة من نسبة المدخنين في السنوات الخمس القادمة إلى جانب تنمية المعارف وتطوير المواقف والسلوك الرافض للتدخين لدى كل الفئات.