أخبار تونس - تحظى الفلاحة البيولوجية في تونس بعناية خاصة بهدف اعتمادها نمطا لإنتاج زراعي يضمن التوازن الطبيعي ويحافظ على خصوبة التربة. وقد تجسمت العناية بقطاع الفلاحة البيولوجية في جملة من الإجراءات لتشمل عديد المنتجات وتعزز قطاع التصدير لذلك حدد البرنامج الرئاسي لتونس الغد أهدافا طموحة تتمثل في مضاعفة الإنتاج البيولوجي بنسبة 200٪ سنة 2009 ودعم قدرته التصديرية والاستفادة من الطلبات المتزايدة على هذا النوع من المنتجات الفلاحية في الأسواق العالمية وخاصة منها الأسواق الأوروبية. تمكنت تونس بفضل جملة التدابير التي أقرّتها من الرفع من المساحة الجملية للمستغلات الفلاحية البيولوجية من حوالي 16 ألف هك سنة 2001 إلى 285 ألف هك سنة 2008 وكذلك الرفع من قيمة الإنتاج الجملي الفلاحي البيولوجي. ويعود هذا التطور الهام الذي عرفه قطاع الفلاحة البيولوجية رغم حداثته إلى المكانة الهامة التي يحظى بها ضمن الإنتاج الفلاحي والذي يبرز جليا من خلال القوانين والتشريعات الخصوصية وإحداث هياكل مختصة مثل المركز الفني للفلاحة البيولوجية والإدارة الفرعية للفلاحة البيولوجية والتكوين في الفلاحة البيولوجية، ومن جملة الحوافز الأخرى التي انتفع بها القطاع منحة سنوية ولمدة خمسة أعوام للمساهمة في تغطية تكاليف مراقبة الإنتاج البيولوجي في حدود 70٪ من هذه الكلفة على أن يفوق حجم المنحة 5 آلاف دينار هذا بالإضافة إلى إسناد جائزة رئاسية كبرى لأحسن منتج في الفلاحة البيولوجية. كما تم تكوين شبكات جهوية مختصة من الفنيين وتكثيف الإحاطة الفنية والاقتصادية للمتدخلين وإدماج تدريس الفلاحة البيولوجية في معاهد التعليم العالي الفلاحي وبعث برامج البحوث الخصوصية بالإضافة إلى تركيز مشروع تعاون دولي مع بعض البلدان الأوروبية في مجال تبادل الخبرات والمعلومات. ويذكر في هذا الصدد بأن تونس وضعت سنة 1999 الإطار القانوني المنظم لتعاطي الفلاحة البيولوجية كما أقرت جملة من الحوافز والتشجيعات على ذمة الفلاحين قصد الانتقال إلى هذا النمط من الفلاحة إلى جانب توفير الإحاطة والتكوين والرسكلة مع الارتقاء بنشاط البحث العلمي لرفع مستوى الإنتاج. وفي هذا السياق انتظمت مؤخرا بالقيروان ندوة محورها “واقع وآفاق الفلاحة البيولوجية بتونس” ببادرة من لجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي بالقيروان في إطار منتدى الفكر السياسي. وبالمناسبة أفاد السيد عبد الرزاق دعلول كاتب الدولة المكلف بالصيد البحري انه سيتم وضع إستراتيجية شاملة لقطاع الفلاحة البيولوجية إلى موفى سنة 2016 تقضي بالخصوص بالتوسع في المساحات الزراعية خاصة بعد أن تم في جوان الماضي تسجيل تونس ضمن الدول المصدرة للمنتجات البيولوجية نحو الاتحاد الأوروبي إلى غاية 2012 . وأشار إلى أن الفلاحة البيولوجية بولاية القيروان بدأت تحظى باهتمام الفلاحين إذ بلغت المساحة الجملية المصادق عليها بالجهة مع نهاية سنة 2008 أكثر من 1250 هك على ملك 177 متدخلا كما فاق الإنتاج الفلاحي البيولوجي بالجهة 5600 طنا في نفس السنة. واستعرض السيد عبد الرزاق دعلول الآفاق الواعدة للفلاحة البيولوجية بالجهة وخاصة في قطاعات الزياتين والمراعي والغابات والحبوب والأعلاف والأشجار المثمرة المدرجة. ويذكر أنه في إطار التشجيع على العمل في هذا القطاع تم وضع جملة من الحوافز من ذلك إسناد منحة خصوصية بنسبة 30٪ من قيمة التجهيزات والآلات والوسائل الخصوصية الضرورية للإنتاج وفق الطريقة التي تهم البنية الأساسية على غرار البناءات وتجهيزات الصرف والتطهير وتجهيزات الري والإنارة والبيوت المكيفة والتجهيزات التي تتعلق بوحدة الاستسماد مثل آلات رحي المواد العضوية وآلات لغربلة وتحضير الأسمدة وتجهيزات على مستوى المكافحة البيولوجية وتشمل المنح أيضا التجهيزات والتقنيات الزراعية والتحويل والتكييف وكل ما يتعلق بالمساعدة الفنية على غرار العقود الخاصة بالمساعدة الفنية ومصاريف التربصات.