أخبار تونس – حظيت منظومة الكتاتيب في تونس في السنوات الأخيرة بعناية خاصة وذلك من خلال اطلاق برنامج إصلاحيّ متكامل، شاركت فيه عدة وزارات كوزارة الصحة العمومية، ووزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنّين، ووزارة التربية والتكوين، وانطلق تطبيقه بداية من السنة الدراسيّة 2001 – 2002. وفي اطار هذه الاصلاحات الجديدة التي ترمي الى القطع مع الصورة التقليدية لمؤسسة الكتاتيب من خلال تغيير المناهج والبرامج والفضاءات بما يجعلها تستجيب لروح العصر، افتتحت بمركز الدراسات الاسلامية بالقيروان يوم الاثنين أشغال ندوة علمية حول “تطور الكتاتيب في تونس” في اطار الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامي، وذلك تحت اشراف السيد بوبكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية. وقد تضمن برنامج الندوة جملة من المداخلات اهتمت بالجانب التاريخي والحضارى للكتاتيب في تونس وكذلك بواقع الدور التربوى للكتاب وافاقه المستقبلية. كما عرفت المداخلات بتجربة تكوين مؤدبي الكتاتيب من خريجي جامعة الزيتونة. ويعد تنظيم هذه الندوة دليلا على التطور الذي شهدته الكتاتيب، إذ يبلغ عددها حاليا 1051 كتّابا في انتظار أن يصل الى 1100 مع موفى 2009. ومن جهة أخرى يسجل عدد رواد الكتاتيب من الاطفال في تونس ارتفاعا واضحا، ويبلغ تعدادهم 25 ألف طفل منهم 13 ألفا في السنوات التحضيرية يدرسون في ظروف ملائمة تستجيب لمقاييس تراعي الشروط الصحية وتؤمن الوسائل التعليمية المتطورة والمعتمدة في التعليم الاساسي. وتشير المعطيات المتوفّرة إلى أن عدد الكتاتيب تضاعف ثلاث مرّات منذ سنة 1987، وازداد عدد الأطفال الدارسين فيها بنسبة 400 %. أما في ما يتعلق بتكوين بالمؤدبين الذين سينهضون بمهمة تلقين الاطفال في الكتاتيب فلقد تم اعداد جيل جديد من المؤدبين من حاملي الاستاذية في العلوم الشرعية والتفكير الاسلامي من جامعة الزيتونة واحاطتهم بالتكوين الشامل بالمعهد الاعلى للشريعة بتونس في اطار دورات يتلقون خلالها دروسا في مختلف العلوم التربوية.. وتركز الكتاتيب بالأساس على تعليم القرآن الكريم والسنة النبوية تليها العلوم العصرية الاخرى فضلا عن ادراج مادة التضامن بهدف تنشئة الطفل التونسي على المبادىء والقيم الاسلامية السمحة. ويهدف برنامج إصلاح منظومة الكتاتيب إلى تكوين جيل متشبّع بقيم الاعتدال والتسامح والوسطية، من خلال تعريفه بالآداب الإسلامية وتحفيظه نصيبًا مهمّا من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة، وتنمية ملكة الاستماع والفهم لديه، وفق مناهج بيداغوجيّة عصريّة. وقد تمّ في هذا الإطار مراجعة البرنامج التربوي بالكتاتيب مراجعة جذرية ليصبح التكوين بهذه الفضاءات جامعًا بين تحفيظ القرآن الكريم ومبادئ التربية الدينيةوالفنية ، وإيلاء رعاية فائقة لهذه الفضاءات، بما يجعلها تستجيب للأطر البيداغوجية والوسائل المعتمدة في الفضاءات الشبيهة.