بين السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستورى الديمقراطي لدى إشرافه يوم الأحد بمدينة صفاقس بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي على إحياء الذكرى السادسة والخمسين لاستشهاد الزعيم الهادي شاكر التقدير الكبير الذي يخص به سيادة الرئيس زعماء تونس ومناضليها وشهدائها وكل من ضحى في سبيل استقلال الوطن وعزته. وأكد الرعاية الموصولة التي يحظى بها المناضلون والمقاومون وأسر الشهداء من قبل سيادة الرئيس مذكرا بمختلف المبادرات والإجراءات التي اقرها منذ التحول لصيانة الذاكرة الوطنية وإبراز مآثر الشعب التونسي وبطولاته وأمجاده حتى تكون على الدوام مصدر فخر وعبرة . وروح نضالية عالية ووطنية صادقة وحنكة سياسية نابعة من فكر إصلاحي تونسي أصيل. وذكر بأن التجمع الذي يتوفر على موروث حضاري إصلاحي ثري شهد مع تحول السابع من نوفمبر 1987 عملية إنقاذ حضارية وما فتئ يستقطب في صفوفه مناضلين متشبعين بقيم التضحية والوطنية والإصلاح والاعتدال مجسما نموذجا متميزا في تحقيق ترابط الأجيال ومختلف الشرائح الاجتماعية وتلاقح التجارب وتكاملها في سبيل خدمة الوطن وتحقيق أهدافه الطموحة في مزيد الرقي والازدهار والإشعاع. وتناول في جانب آخر من كلمته المكاسب التي ما انفكت تحققها البلاد طوال سنوات التغيير على مختلف الأصعدة في إطار تلازم وثيق بين الأبعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية وهي مكاسب أهلتها لتبوأ مكانة طلائعية ضمن البلدان الصاعدة ولنيل تقدير المحافل والهياكل الدولية المختصة. ولاحظ السيد محمد الغرياني أن هذه المكاسب الهامة المتلاحقة لا تزيد الشعب التونسي إلا عزما على مزيد البذل والعطاء لبلوغ الغايات التنموية المنشودة مشيرا إلى جسامة وتشعب التحديات العالمية الراهنة والتي تتطلب من كافة التونسيين وفي طليعتهم التجمعيون مضاعفة الجهد لتطوير الإنتاجية ورفع القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني والتحلي بروح المبادرة. وبين في هذا الصدد تطلع التونسيين إلى البرنامج المستقبلي الجديد للرئيس زين العابدين بن علي الذي سيؤمن مواصلة المسيرة التنموية على درب النجاح والنماء مؤكدا أن البرامج الرئاسية السابقة حققت أهدافها في دفع تونس إلى الاقتراب من مؤشرات البلدان الأكثر نماء وازدهارا. وأضاف أن البرنامج الجديد لسيادة الرئيس سيكون عنوانا كبيرا لمرحلة النجاح في كسب رهانات العصر وضمان الارتقاء بجودة الحياة وبواقع المواطن التونسي إلى أعلى المراتب في كافة المجالات إضافة إلى استكمال تجسيم المشروع الحضارى الرائد للتغيير ولا سيما مواصلة تطوير التشريعات والقوانين ومسار الإصلاح السياسي. ولدى تطرقه إلى الانتخابات الرئاسية والتشريعية ليوم 25 اكتوبر 2009، أكد الأمين العام للتجمع على مزيد الإلمام بأحكام المجلة الانتخابية وبالتحويرات الأخيرة المدخلة عليها لتوسيع مجال المشاركة السياسية ولضمان أوفر أسباب النجاح للعملية الانتخابية بما يدعم النهوض بالتعددية السياسية في تونس. وبين حرص رئيس الجمهورية على توفير الظروف الملائمة لإنجاح هذه المواعيد الوطنية الهامة وحث كل الأطراف المشاركة فيها على احترام القوانين والالتزام بقواعد وأخلاقيات الممارسة الديمقراطية الراقية. p وثمن الأمين العام للتجمع ما عبر عنه المواطنون والإطارات في جهة صفاقس من تعلق متين بشخص الرئيس زين العابدين بن علي واعتراف بالجميل لسيادته ومن انخراط فاعل في خياراته الحضارية وعزم راسخ على المساهمة النشيطة في تحقيق أهدافه المستقبلية الرائدة . وكان السيد محمد الغرياني وضع قبل ذلك رفقة والي صفاقس والكاتب العام للجنة تنسيق التجمع بالجهة ورئيس دائرة المناضلين بالتجمع إكليل زهور وتلا ومرافقوه فاتحة الكتاب على ضريح الشهيد الهادي شاكر وأضرحة شهداء 5 أوت بصفاقس. كما افتتح معرضا وثائقيا بمقر لجنة التنسيق يعرف بمختلف مراحل كفاح هذا الزعيم الوطني قبل أن يعطي إشارة انطلاق قافلة تضامنية بمناسبة شهر رمضان المعظم وعيد الفطر المبارك إلى مستحقيها بمختلف مناطق الولاية. كما أشار أشرف الأمين العام يوم السبت بصفاقس على منبر حوار مع النخب والكفاءات والإطارات التجمعية بالولاية وأكد ضرورة تعميق الوعي برهانات المحطات الانتخابية المقبلة لما لها من انعكاس مباشر على حياة المواطنين مبينا أن الدور الوطني الكبير الذي يضطلع به التجمع بكامل الثبات والاقتدار يحمل الكفاءات والإطارات التجمعية مسؤولية كسب رهانات معارك الإصلاح والتحديث والنماء المتواصلة التي يخوضها التجمع على كافة الأصعدة. p ودعا إلى أهمية تأمل الواقع المتطور للبلاد باعتباره يعطي دفعا متجددا من التفاؤل والطموح لكل الأجيال والفئات من أجل مضاعفة الجهود وتكثيف المبادرات قصد بلوغ أعلى نسب الرفاه والإشعاع. وبين أن التزام التجمع برسالة حضارية واضحة المعالم ومتكاملة الأبعاد وانتهاجه لأساليب عمل عصرية ونضال راق جعله محور التقدم والازدهار في تونس وكذلك محل رهان جميع الشرائح وفي طليعتها النخب والكفاءات التي ما انفكت تبرهن عن التحامها بمشروع التغيير تصورا وانجازا. وأضاف بأن الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة ستعكس بلا أدنى شك المظهر الراقي لتقدم الشعب التونسي في مجال المشاركة في الشأن العام وفي ممارسة حقه في الانتخاب والاختيار. كما ستعطي هذه الانتخابات دفعا إضافيا لتطوير المسار الديمقراطي والتعددي الذي ما انفك يتطور بالتوازي مع ارتفاع مؤشرات النماء العام بتونس انطلاقا من المرجعية الإصلاحية التي حدد معالمها وأبعادها الرئيس زين العابدين بن علي. ولاحظ الأمين العام أن قوة التجمع وتجذره في كل الأوساط يعدان خير ضامن للاستقرار السياسي الدافع نحو مزيد الازدهار الاقتصادي والسلم الاجتماعية.