أخبار تونس- مع بزوغ أولى مقومات مجتمع المعرفة والاقتصاد اللامادي صارت الخدمات البريدية والمالية المعتمدة على التكنولوجيات الحديثة من أوكد أوليات هذا المجتمع، وقد انخرطت تونس مبكرا في إرساء منظومة بريدية الكترونية تواكب آخر التقنيات الحديثة وتوفر خدمات ذات جودة عالية. وتمثل المدرسة الافتراضية للبريد التونسي أحد أبرز الهياكل التي تعنى بالخدمات الالكترونية كما تهتم بتقديم حلقات تكوينية عن بعد لفائدة أعوان البريد التونسي إضافة إلى إطارات ينتمون إلى 110 بلدا مغاربيا وعربيا وإفريقيا، لتتحول إلى قطب إقليمي في مجال التكوين في الخدمات البريدية الالكترونية. وقد تابع المنتفعون بهذا التكوين وانطلاقا من بلدانهم حوالي 20 ألف و216 ساعة تكوين خلال سنة 2008 مقابل 10 آلاف ساعة خلال سنة 2007 وفي مجال التكوين عبر الانترنات شهدت المدرسة الافتراضية للبريد التونسي إقبالا متزايدا من قبل أعوان البريد إذ أصبح يزاولها يوميا حوالي 2150 عونا بريديا أي ما يعادل 24 بالمائة من مجموع العاملين بالديوان الوطني للبريد. وساهمت المدرسة الافتراضية للبريد التونسي في مضاعفة عائدات الخدمات الالكترونية إذ مكنت المنظومات المالية الالكترونية من إرسال 175 مليون دينار بالعملة الصعبة إلى بلادنا خلال الثلاثي الأول من سنة 2009 من طرف أبناء تونس المقيمين بالخارج والسياح والمؤسسات. كما ساهم هذا الهيكل في تدارك تراجع الخدمات التقليدية والتموقع التدريجي صلب متطلبات الاقتصاد الجديد أو الاقتصاد اللامادي. وإضافة إلى المدرسة الافتراضية للبريد التونسي يضم البريد التونسي قاعة المبادلات المالية “Salle de marché” والتي تمكن حرفاءها خاصة المؤسسات الناشطة في مجال التوريد والتصدير من تأمين عمليات بيع وشراء العملة الصعبة إذ بلغ حجم العمليات المنجزة حوالي 76 مليون دينار خلال الثلاثة أشهر من سنة 2009. أما التحويلات المالية على الصعيد الوطني فقد بلغت في نهاية شهر مارس الماضي 141 مليون دينار أمنّها أكثر من 762 ألف مواطن شغل بإرسال حوالات الكترونية استلمت بصفة حينية ودون سند ورقي هذا كما أن منظومة الشيكات البريدية عبر الانترنات والمعروفة باسم “CCPNEE” قد أمنت هي الأخرى تحويلات مالية عبر الانترنات “Virements” صادرة عن المؤسسات الاقتصادية العمومية والخاصة بمبلغ جملي يقدّر ب 429 مليون دينار خلال الثلاثي الأول من السنة الحالية مقابل 240 مليون دينار خلال نفس الفترة من السنة الفارطة. وفي مجال تطوير الخدمات الإدارية المؤمنة عن بعد قام البريد التونسي بتأمين بيع أكثر من 650 شهادة مصادقة الكترونية. عرفت منظومة البريد اللامادي الرقمي “Courrier Hybride” للبريد التونسي إقبالا متزايدا من المؤسسات البنكية على غرار كشوفات الحسابات الشهرية ومكنت وسائل الدفع الالكتروني للبريد التونسي حامليها خلال الثلاثي الأول من القيام ب 1312729 عملية سحب أموال انطلاقا من الموزعات الآلية للأوراق المالية “DAB” وأكثر من 127.000 عملية خلاص مشتريات وخدمات عبر الانترنات وحوالي 20788 عملية خلاص مشتريات لدى المغازات التجارية المجهزة بالآلات الطرفية (TPE). وعلى ضوء هذه النتائج الايجابية التي حققها البريد التونسي في مجال الخدمات الالكترونية يمكن الجزم بان التجربة التونسية تعد مثالا جلب أنظار عديد الدول كما أنه جدير بالذكر أن تونس قد تم انتخابها لعضوية مجلس إدارة ومجلس الاستثمار البريدي للاتحاد الدولي للبريد خلال مؤتمره الرابع والعشرين والذي انعقد بجينيف خلال سنة 2008 حيث تحصلت تونس على المرتبة الأولى عربيا وإفريقيا والثانية دوليا وهو ما يعكس مكانتها المرموقة في مستوى الخدمات البريدية المقدمّة والتي تءخلها لأن تكون قطبا إقليميا للخدمات البريدية عن بعد.