أخبار تونس – في إطار مساعدة ومآزرة ضحايا ومنكوبي الأمطار الغزيرة التي تهاطلت ليلة الأربعاء على عدد من ولايات الجمهورية خصوصا منطقة الرديف التي بلغت كميات الأمطار فيها 162 ملم منها 150ملم في حوالي الساعة مقابل 16 ملم في نفس الفترة خلال السنة الماضية. اتخذ رئيس الدولة مجموعة من الإجراءات والتدابير الحينية والاستثنائية لمجابهة الأوضاع الناجمة عن الأمطار التي تهاطلت بغزارة على منطقة الرديف حيث أوفد رئيس الدولة وزراء الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج والصحة العمومية والتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية إلى معتمديه الرديف لمعاينة الأضرار ومواساة العائلات المنكوبة وتقديم المساعدات الأولية للمتضررين. وأوصى سيادة الرئيس بتسخير كل الإمكانيات المتاحة للتخفيف من وطأة ما خلفته هذه الفيضانات من أضرار وتأمين الإحاطة والعناية اللازمتين لمتساكني المنطقة. كما تم منذ وقوع هذا الحدث الجلل إيفاد أربع طائرات محملّة بالمساعدات والمعونات المتنوعة إلى منكوبي الفيضانات وضحاياها. ويسجّل للمجتمع المدني بمختلف هياكله مبادرته بالانخراط في المد التضامني وتوجيه المساعدات لمتساكني المناطق المتضررة تأكيدا لمدى تأصل روح التضامن بين التونسيين في مثل هذه الظروف الصعبة. ويذكر أن مجموعة من هياكل المجتمع المدني على غرار الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري والاتحاد الوطني للمرأة التونسية ثمنوا الإجراءات الفورية التي أذن بها رئيس الجمهورية لمجابهة الأوضاع الناجمة عن الفيضانات ومتابعته الشخصية للأوضاع بالجهات وخاصة بمنطقة الرديف ومبادرته بإيفاد عدد من أعضاء الحكومة لمعاينة الأضرار ومواساة المتساكنين وتقديم المساعدات العاجلة للمتضررين. وأكدت المنظمة الشغيلة متابعتها للأوضاع بالجهات داعية الهياكل النقابية إلى الاستعداد لتوفير كل الدعم للمتضررين بها. كما أعربوا عن إكبارهم لما أذن به الرئيس بن على من إجراءات فورية وتحرك سريع لمختلف أجهزة الدولة والمصالح الجهوية قصد مجابهة الوضع بأكثر ما يمكن من السرعة والنجاعة للحد من مخلفات الفيضانات وإرجاع مظاهر الحياة العادية إلى مجراها الطبيعي. وأكدت المنظمة الفلاحية في هذا الصدد وضع كل إمكانياتها وطنيا وجهويا ومحليا للمساهمة في تعزيز هذا المد التضامني النبيل بما من شانه أن يخفف من وطأة الأضرار المسجلة. ويشار إلى أن الاتحاد الوطني للمرأة التونسية أعلن على اتخاذه الإجراءات اللازمة على مستوى هياكل الاتحاد الجهوية والمحلية لمد يد العون لمتساكني المناطق المتضررة. ومن جهة أخرى ثمّنت المنظمة التونسية للأمهات المتابعة الشخصية لرئيس الدولة للأوضاع الناجمة عن الأمطار الغزيرة لا سيما بمنطقة الرديف والتي أسفرت عن خسائر بشرية ومادية جسيمة. وأكدت المنظمة أهمية القرارات التي اتخذها سيادة الرئيس لإغاثة المتضررين وتشريك كل الأطراف للحد من تفاقم الأضرار. ويشار إلى أن هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي أوفدت إعانات عاجلة إلى مختلف الجهات التي شهدت فيضانات وبالخصوص منطقة الرديف. وتأتي هذه المبادرة التضامنية التي قامت بها هياكل التجمع استجابة سريعة للقرارات التي أذن بها سيادة الرئيس لتجاوز الأوضاع الناجمة عن التقلبات المناخية. وفي إطار الحرص على المساهمة في تنفيذ الإجراءات الاستثنائية التي اقرها رئيس الدولة لمجابهة الأوضاع الناجمة عن الأمطار الغزيرة بعديد المناطق دعت المنظمة الوطنية للشبيبة المدرسية كافة إطاراتها القاعدية والمحلية والجهوية للمساهمة الميدانية في الجهود المبذولة للحد من تأثيرات هذه الأمطار لا سيما من خلال حملات عمل تطوعي لمساعدة العائلات المنكوبة وإعادة النسق الطبيعي للحياة في أقرب الآجال. هذا الوضع الطارئ الذي تعرّضت له منطقة الرديف دفع جميع الأطراف إلى مضاعفة مجهوداتها من أجل التخفيف من وقع الأضرار التي لحقت بالأرواح والممتلكات حيث تمّ تعزيز عدد المتدخّلين من قوات الجيش الوطني وقوات الأمن الداخلي والأطباء وأعوان التمريض ويذكر أنّ عددًا من أعوان الصحة العمومية واصلوا عملهم دون توقّف طيلة ما يزيد عن 24 ساعة بالإضافة إلى التواجد المستمرّ للمسؤولين المباشرين للقطاع الصحي منذ الساعات الأولى لحدوث هذه الكارثة الطبيعية المفاجئة. ويلاحظ أن الوضع الطارئ الذي تعرّضت له مدينة الرديف غذى الرّوح التضامنية التي تميّز بها أهالي المنطقة ومدى انصهارهم في عمليات الإغاثة مع بقية الأطراف حيث هبّوا نحو المناطق المعزولة لتقديم المساعدة لفائدة المتضرّرين وقد ساعدهم على ذلك معرفتهم الجيّدة بتضاريس مدينتهم ومختلف مواقعها مقيمين بذلك الدليل على حسّهم الوطني. وفضلا عن المساعدات الرسمية فقد تدفقت عديد المساعدات من المناطق المجاورة للرديف على غرار أم لعرائس التي قدمت مساعدات غذائية للمتضررين. وبدأت الحياة تدبّ تدريجيَّا في مختلف أجزاء مدينة الرديف من ذلك عودة الكهرباء الذي انقطع تمامًا على البيوت مثلما هو الشأن لمياه الشرب التي انقطعت هي كذلك عن كامل المدينة ويأتي ذلك في أعقاب المجهودات المبذولة من قبل الجهات المعنية وفي هذا الإطار تسعى المصالح الصحية المختصّة إلى مراقبة نقاط التوزيع مع استعمال الوسائل والأدوية الضرورية لمنع أيّ طارئ.