أخبار تونس – تعد الصناعات الجوية والفضائية من أدق واهم الصناعات في عالم اليوم لارتباطها أولا بقطاع شديد الحساسية وثانيا لتلازمها مع المستجدات التكنولوجية العالية الدقة والتي يكاد يمسك بها عدد محدود من دول العالم المتقدم الرائد في الطيران منذ أوائل القرن الماضي. عرفت تونس الطيران منذ بداياته الأولى و استطاعت بعد ارتقائها إلى مصاف الدول المستقلة أن تحقق في مطلع سبعينات القرن الماضي كسبا علميا وتقنيا على غاية من الأهمية والمتمثل في القيام بأول عملية صيانة تامة لطائرة من نوع بوينغ 727 في مصالح الخطوط التونسية وبخبرة تونسية وكان الحدث سابقة لم يقدم عليها احد من العرب والأفارقة وكانت هذه المبادرة وراء انطلاق العديد من التونسيين في دراسة هندسة الطيران وتقنياته وتكنولوجياته ومن ثمة بروز صناعة جوية وفضائية محتشمة في البداية لكنها اليوم جيدة وجادة انطلقت مع انتصاب أول المؤسسات المتخصصة في الميدان مع ثمانينات القرن المنقضي. واليوم يمكن الحديث عن صناعة جوية وفضائية تونسية بعد تعدد المؤسسات الصناعية الوافدة التي بدأت تنقل جانبا من نشاطها إلى بلادنا بفعل تأثيرات الأزمة المالية العالمية مثل ” زودياك “وسو جرما ” ولاتكوار” وايرباص ” في قادم الأشهر القريبة من جهة وبفعل قرب البلاد من أوروبا و توفر قاعدة مهنية وهندسية كفئة من التونسيين من جهة أخرى. وتونس التي تعد اليوم أحد البلدان الصاعدة في الفضاء المتوسطي حيث يعرف منذ سنوات عدة أفضل نسب النمو بالمنطقة في الأنشطة الصناعية بفعل موقعها الجغرافي والاستقرار السياسي وتنامي اقتصادها فضلا عن حوافز قانونية واستثمارية إلى جانب جودة ملحوظة في نظامها التربوي والتكويني، كلها ساعدت في زمن قياسي على بروز صناعة جوية وفضائية من خلال 21 مؤسسة تنشط في مختلف مكونات القطاع منها الأسلاك الكهربائية والميكانيكا الدقيقة والمسابك والبلاستورجيا والبطاقات الالكترونية العالية الدقة وصيانة الطائرات وتكوين الطيارين ومكاتب الدراسات وغير ذلك. ولضمان إشعاع الصناعات الجوية والفضائية التونسية دوليا تم سنة 2006 بعث مجمع الصناعات التونسية الجوية والفضائية بهدف مزيد إشعاع هذه الصناعة في محيطها وإيجاد شراكة وتعاون بين المؤسسات العاملة في الميدان في تونس من اجل تطوير سلسلة التزويد التونسية من الصناعات الجوية إلى جانب تمثيل المهنة والتعريف وتطوير الفضاء المناسب للصناعات الجوية والفضائية والمساعدة على انتصاب مؤسسات جديدة أخرى بالبلاد. ومن هذه المؤسسات “اوراليا ” إحدى فروع “ايرباص “التي سينطلق انجاز مركبها خلال لشهر القادم على مساحة 20 هكتارا قابلة للتوسع بالمنطقة الصناعية –المغيرة – قرب العاصمة بولاية بن عروس وستضم هذه المنطقة مركبان الواحد ب10 هكتارات الأول سيضم أنشطة “أوراليا ” والثاني سيخصص لمشاريع المناولة وتبلغ هذه الاستثمارات 60 مليون دينار تونسي. ويمثل الملتقى الأول الهام الذي ينتظم بالضاحية الشمالية للعاصمة بداية من اليوم والى غاية يوم 30 سبتمبر الجاري أبرز علامات هذه الصناعة الناشئة حيث ينتظر مشاركة عددا كبيرا من الناشطين في الطيران والصناعات الفضائية في العالم الذين سيلتقون مع نظرائهم في تونس بداية من صباح الغد في ورشات عمل ولقاءات مباشرة لتحقيق مغانم للجانبين . وستولى السيد محمد النوري الجويني وزير التنمية التعاون الدولي اختتام فعاليات اليوم الأول الذي خصص لتقديم الصناعات الجوية والفضائية التونسية والتعريف بأهم خصائصها