أخبار تونس – لقد ساهم التغيير بشكل كبير في إحداث نقلة نوعية كبيرة في البنية الأساسية بالبلاد وهو ما كان له بالغ الأثر على تسريع استقطاب الاستثمارات الهامة التي يحرص رئيس الدولة على أن تشمل كامل الجمهورية . وباستعراض الانجازات والمكاسب التي تحققت لتونس في مجالات التجهيز والإسكان والتهيئة الترابية خلال العقدين الماضيين، نلمس بيسر مدى التغيير الحاصل في البلاد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلي الغرب حيث تدعمت مكاسب القطاع عبر برامج و مشاريع شاملة أحدثت نقلة مميزة كان تأثيرها على الحركة الاقتصادية بالبلاد أفضل النتائج لليوم وللغد. وكانت البنية الأساسية في البلاد خلال السنوات التي سبقت التحول محدودة الشبكة من الطرقات المغلفة و المرقمة حيث كان لا يتجاوز طولها في مطلع السبعينات 7500كلم من أصل 16 ألف كلم تربط مختلف مناطق البلاد والجهات ويعزى هذا الوضع إلى الأولويات التي كانت سائدة . ومع التحول، حدثت نقلة مشهودة في القطاع لا يمكن بالمرة إنكارها حيث توسعت الطرقات وتم تأهيل الجانب الأكبر منها بما يلائم الحركة الجديدة للاقتصاد من جهة وتوسع العمران وبرامج التنمية الشاملة وازدياد أسطول السيارات وقد بلغ إجمالي ما تم إنفاقه خلال فترة التحول على البنية الأساسية من طرقات وطرقات سيارة وجسور ومحولات وغيرها نحو ثمانية آلاف مليون دينار تونسي منها 5.4809 مليون دينار خلال المخططات السابع والثامن والتاسع والعاشر و2808 مليون دينار مخصصة للمخطط الحادي عشر. وقد ساعدت هذه الاستثمارات الضخمة على تحسين جودة الحركة على الطرقات في البلاد مما ساهم في تدعيم الحركة الاقتصادية . ولقد كان لتوسع بناء الطرقات السيارة والسريعة بين مختلف جهات البلاد أثره الايجابي على استقطاب المزيد من الاستثمار الأجنبي خاصة داخل البلاد الشيء الذي سيدفع إلي تحقيق الأهداف الوطنية في توفير الشغل بالداخل والحد تدريجيا من الهجرة الداخلية . وحرصا من الرئيس على مزيد تفعيل البنية الأساسية في البلاد فقد افردها في الخطاب الذي افتتح به الحملة الانتخابية 2009 يوم 11 اكتوبر الجاري، بحيز هام من خلال النقطة 19 حيث أشار بالقول ” سنعمل على تطوير بنية أساسية واتصالية حديثة ذات مواصفات عالمية بإقرار دراستين إستراتيجيتين على المدى الطويل تتعلق الأولى بوضع خريطة وطنية للبنية التحتية والتجهيزات الجماعية الكبرى وتتعلق الثانية برسم شبكة من الطرقات السريعة تغطي كل الجهات في أفق 2030. وستتركز العشرية المقبلة على بلوغ 1500 كلم من الطرقات السريعة ليتحقق الربط الكامل بين مختلف جهات البلاد من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها. وفي ضوء التوجه المستقبلي و الطموح يتجلى الحرص الرئاسي في رسم معالم مستقبل البلاد إلى موفي العشرية الثالثة من الألفية الجديدة عبر إرساء كل مقومات الحداثة في إطار تنموي يسعى إلى كسب أفضل الرؤى والتصورات للناشئة عبر جملة من برامج ثرية في مجالات التجهيز العام للبلاد والسكن والتهيئة الترابية عبر: * وضع خريطة وطنية للبنية التحتية والتجهيزات الجماعية الكبرى * رسم شبكة مدروسة من الطرقات السيارة والسريعة تهم كل الجهات حتى أفق 2030 * وضع خطة متكاملة لمواصلة تهيئة الطرقات المرقمة وتحسينها وصيانتها * وضع برنامج على مدى العشرية المقبلة لمدن عصرية بتجهيزات جماعية متطورة * مواصلة خطة حماية المدن والتجمعات السكنية من الفيضانات * تعزيز شبكة الرصد الترابي والعمراني والسكني على المستوى الوطني * تشجيع السكن الجماعي بالمدن الكبرى إن البرنامج الانتخابي للرئيس زين العابدين بن على ” معا لرفع التحديات ” بمنطلقاته الموضوعية و الواقعية يعبر عن الأبعاد الاستشرافية لفلسفة الرئيس ورؤيته لتونس الغد القادرة على كسب التحدي وراء التحدي عبر يقظة مضاعفة وجهد متحفز للبناء والتعمير وغد أفضل للأجيال.