انتظم اليوم الجمعة بقصر الرياضة بالمنزه تجمع نسائي كبير مساندة لترشح الرئيس زين العابدين بن علي للانتخابات الرئاسية أشرفت عليه السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة. وسادت هذا التجمع الذي حضرته جموع غفيرة من النساء من مختلف الشرائح والأعمار والجهات ومن سائر القطاعات وممثلات عن مكونات المجتمع المدني التونسي أجواء حماسية كبرى عبرت من خلالها الحاضرات عن مساندتهن للرئيس زين العابدين بن علي والتفافهن حول خياراته الصائبة وتوجهاته الحكيمة وامتنانهن لما خص به المرأة منذ تحول السابع من نوفمبر من رعاية موصولة وما افردها به من إجراءات وقرارات رائدة عززت مكاسبها ودعمت مكانتها في المجتمع وجعلت منها شريكا فاعلا للرجل في كل المجالات وعلى مختلف المستويات. كما عبرت الحاضرات اللائي غصت بهن مدارج قصر الرياضة من خلال هتافاتهن بحياة رئيس الدولة والأعلام وصور سيادة الرئيس ولافتات الإكبار والاعتزاز والعرفان التي رفعنها تمسكهن بالرئيس زين العابدين بن علي حتى يواصل مسيرة الخير والنماء التي يقودها بكل حنكة واقتدار من اجل تقدم تونس ومناعتها ورفعتها بين الأمم. وألقت السيدة ليلى بن علي في هذا التجمع كلمة أكدت فيها أن المرأة التونسية التي بلغت درجة عالية من الرشد والتحرر تستأثر بمنزلة رفيعة في الأسرة والمجتمع وتحظى بمؤشرات باهرة ومشجعة في كل الميادين وهي تقيم الدليل في كل المسؤوليات على كفاءتها واقتدارها وجدارتها بالتقدير والتشجيع ملاحظة انه لذلك أتاح لها البرنامج الرئاسي الجديد مزيدا من الآفاق ودعم حضورها في مواقع القرار ليبلغ نسبة 35 بالمائة عوضا عن 30 بالمائة حاليا. وبعد أن ذكرت بان الخماسية الماضية كانت خماسية الشباب بامتياز بما سادها من أنشطة وتظاهرات ومبادرات واستشارات شملت كل أوضاعه ومشاغله إضافة إلى الحوار الشامل الذي تتواصل على امتداد سنة 2008 واختتم بالإمضاء على الميثاق الوطني للشباب أوضحت حرم رئيس الدولة انه أمكن الخروج بالتجربة التونسية في مجال الحوار مع الشباب من المحلية إلى العالمية بفضل دعوة سيادة الرئيس إلى جعل سنة 2010 سنة عالمية للشباب وما وجدته هذه الدعوة من ترحيب وتأييد لدى المجموعة الدولية. وأكدت على ضرورة أن يكون أبناء تونس وبناتها في طليعة المرحلة القادمة وفي مقدمة قوى التطوير والتحديث وهو ما لا يتسنى الا بتشريكهم في كل ما يهم الشأن العام للبلاد. وأشارت حرم رئيس الجمهورية إلى التحديات المطروحة مبينة انه لا سبيل لمواجهتها إلا بحزم الأمور وبمواصلة سبيل الجهد والكد بعزم لا ينثني يجمع بين العلم والعمل وبلائم بين الثوابت الوطنية ومقتضيات الحداثة وبين الإمكانيات المتاحة وهذه التحديات دون تهميش أو إقصاء لأحد. وأكدت في هذا السياق أن تونس وطن الجميع لكل فيها حظوظ وفرص وحقوق وعليه واجبات ومسؤوليات والتزامات لذلك فانه لا فضل لتونسي على تونسي و لا لتونسية على تونسية إلا بما يؤديه كل واحد من عمل صالح لفائدة شعبه ووطنه. ودعت السيدة ليلى بن علي إلى الانخراط في البرنامج الرئاسي للخماسية القادمة «معا لرفع التحديات» انخراطا شاملا وفعالا والى مساندته ودعمه بدءا بالتوجه يوم 25 أكتوبر 2009 إلى مكاتب الاقتراع لاختيار الأولى بتامين مسيرة البلاد والأقدر على قيادة الشعب الرئيس زين العابدين بن علي. وقد قوطعت هذه الكلمة عديد المرات بالتصفيق الحار من قبل المشاركات في هذا الاجتماع وهتافاتهن بحياة تونس وحياة رئيس الدولة. وحضرت هذا التجمع بالخصوص عضوة الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطي وعضوات الحكومة وعدد كبير من الإطارات النسائية. وفي ما يلي النص الكامل لكلمة السيدة الفاضلة ليلى بن علي ،حرم سيادة رئيس الجمهورية، بمناسبة الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية: المنزه، في 16 أكتوبر 2009 بسم الله الرحمان الرحيم حضرات السيدات، نلتقي اليوم في هذا الاجتماع النسائي الكبير، وبلادنا تعيش غمرة الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية، في أجواء احتفالية رائعة، تبرز وعي التونسيين والتونسيات جميعا بممارسة حقهم الانتخابي، في مناخ ديمقراطي تعددي، يتميز بالتعامل الحضاري، وبالشفافية، واحترام القانون. ومن دواعي الارتياح والاعتزاز، أن تنعم تونس خلال الخماسية الماضية بمقومات الأمان والاستقرار والعيش الكريم، في عالم تفاقمت اضطراباته واختلت توازناته وتكاثرت تحدياته، ولم تصمد أمامه سوى قلة قليلة من الدول التي نجحت في ترتيب شؤونها وتأمين قدراتها. لقد استطاعت تونس أن تشق طريقها بنجاح في تجربة وطنية أصيلة على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي وفاق وتماسك وتكامل بين الدولة والأطراف الاجتماعيين ومكونات المجتمع المدني عامة، بعيدا عن متاهات الخلاف والاختلاف ومظاهر التوتر والغلو التي عصفت بدول كثيرة. وكان الشغل الشاغل للدولة هو نشر التعليم والمعرفة بين كل الفئات وفي كل الجهات والارتقاء بحياة التونسيين والتونسيات إلى الأفضل في سائر المجالات، مع التمسك بهويتنا وخصوصياتنا الثقافية والحضارية والدينية وما تميزت به على الدوام من إبداع واجتهاد وتسامح واعتدال ووسطية وبعد عن كل إفراط أو تفريط. وقد اتخذت تونس كل المبادرات والإجراءات التي تتيح لأبنائها وبناتها فرص الانخراط في مجتمع المعرفة وتعلم المزيد من اللغات الأجنبية والإستئناس بتقنيات الإعلامية وتكنولوجيات الاتصال، ومواكبة ما يجري في العالم من مستجدات متنوعة في المضامين والمناهج وفي مجالات العلوم والتقنيات الحديثة. كما رسخت تونس مبدأ تكافئ الفرص بين مختلف فئات المجتمع، ونشرت ثقافة التضامن وعمقت مجالاتها، ودعمت عنايتها بالفئات ذات الحاجات الخصوصية، وكثفت إحاطتها بالأشخاص المعوقين وحرصت على دمجهم في الحياة النشيطة. وكانت منزلة المرأة والشباب في المجتمع التونسي من أبرز الاهتمامات السياسية والاجتماعية التي تضمنتها البرامج الرئاسية منذ التحول إلى اليوم. فالمرأة التونسية أصبحت تحظى بمنزلة فضلى في الأسرة والمجتمع، وبشراكة كاملة مع الرجل قل نظيرهما شرقا وغربا. وهي تتبوأ مراكز قيادية متقدمة في الإدارات والمؤسسات وفي شؤون المال والأعمال، وتتميز بحضورها المكثف في سائر ميادين العمل والنشاط، وفي مختلف مكونات المجتمع المدني، لإيمانها بآن المساواة قيمة إنسانية سامية وغاية اجتماعية رفيعة لا تدرك إلا بالمثابرة والاجتهاد وبالعمل الهادف والآداء الجيد. وقد تمكنت المرأة بفضل تشجيع رئيس الدولة لها وما تميزت به من ذكاء وإقدام وقوة شخصية، من أن تسجل حضورها بما يقارب نسبة الثلث في تركيبة مجلس النواب ومجلس المستشارين والمجالس البلدية والمجالس الجهوية. كما تمكنت الفتيات من الاستئثار بنسبة 58% من مجموع تلاميذ التعليم الثانوي وبنسبة 60% من مجموع طلبة التعليم العالي. إن المرأة التونسية بلغت درجة عالية من الرشد والتحرر، وهي تستأثر بمنزلة رفيعة في الأسرة والمجتمع، وتحظى بمؤشرات باهرة ومشجعة في كل الميادين، كما تقيم الدليل في مختلف المسؤوليات التي توكل إليها، على كفاءتها واقتدارها، وجدارتها بالثقة والتشجيع. لذلك أتاح لها البرنامج الرئاسي للخماسية القادمة (2009-1409) المزيد من الفرص والآفاق، ودعم حضورها في مواقع القرار ليبلغ به نسبة 35% على الأقل عوضا عن 30% حاليا. أما المرأة الريفية التي برهنت بدورها على كثير من الشجاعة والمثابرة، فسنتخذ لفائدتها إجراءات وآليات جديدة لمزيد تحسين أوضاعها الصحية وتطوير البرامج الاجتماعية والاقتصادية التي تستهدفها مباشرة كبرنامج تعليم الكبار، والتوعية، والوقاية، والإحاطة، ومساندة الاقتصاد العائلي في الوسط الريفي. أما بالنسبة إلى الشباب، فيمكن القول بأن الخماسية الماضية كانت خماسية الشباب بامتياز، بما سادها من أنشطة وتظاهرات ومبادرات واستشارات منتظمة شملت كل أوضاعه ومشاغله وتطلعاته، إضافة إلى ذلك الحوار الشامل الذي استغرق كامل سنة 2008 واختتم بالإمضاء على الميثاق الوطني للشباب. وقد أمكن الخروج بالتجربة التونسية في مجال الحوار مع الشباب من المحلية إلى العالمية، بفضل دعوة السيد الرئيس إلى جعل سنة 2010 سنة عالمية للشباب، وما وجدته هذه الدعوة من ترحيب وتأييد لدى المجموعة الدولية. حضرات السيدات، إن أبناءنا وبناتنا من مختلف الأجيال هم ثروتنا التي بها نؤسس المستقبل الواعد لهم ولشعبنا وبلادنا. وهذا المستقبل يبقى في الجانب الأكبر منه رهين ما نتيحه لهم من وقت للرعاية الصحية والإحاطة الاجتماعية والتنشئة التربوية. وهي مسؤولية على قدر كبير من الأهمية تتقاسمها كل الأطراف المعنية لا سيما منها الأسرة والمدرسة ومكونات النسيج الجمعياتي عامة. وأؤكد في هذا السياق الدور التربوي الحاسم الذي يجب أن تقوم به كل هذه الأطراف، فيما يخص الرعاية والإحاطة بأبنائنا وبناتنا، وربط علاقات ثقة وتفاهم متبادلة معهم على جميع المستويات، كما لا بد من تنمية الإحساس لديهم بحب الوطن والولاء له والغيرة عليه، وحفزهم إلى الانخراط الواعي في ثقافة التطوع والمشاركة، ووقايتهم من الأنماط الفكرية والسلوكية المتطرفة. وحري بنا اليوم ومجتمعنا يبذل جهودا جبارة لتحقيق التقدم والازدهار، أن يكون أبناؤنا وبناتنا في طليعة هذه المرحلة وفي مقدمة قوى التطوير والتحديث. وهذا لا يتسنى إلا بتشريكهم جميعا في كل ما يهم الشأن العام لبلادنا والواقع السائد في عالمنا. ذلك أن أوضاع مجتمعنا، لا تستقيم إلا إذا استقامت أوضاع أبنائنا وبناتنا. وأن فرص المشاركة، لا تكون مجدية وناجعة، إذا لم يكن أبناؤنا وبناتنا عنصرا أساسيا في إثرائها ودعمها. حضرات السيدات، إن تقدم الشعوب لا يأتي من فراغ، وبناء الأوطان، يتطلب الكثير من قوة الإيمان والثقة بالنفس والاستعداد للتضحية والقدرة على الإضافة والإفادة، حسب طبيعة كل مرحلة وظروفها ومتطلباتها. وإن العالم يطرح على بلادنا في هذه الظروف الدولية الصعبة، تحديات كبرى، سياسية واقتصادية وعلمية وتكنولوجية. وليس لنا من سبيل، سوى أن نحزم أمرنا في كل شؤوننا، ونواصل سبيل الجهد والكد بعزم لا ينثني، يجمع بين العلم والعمل، ويلائم بين ثوابتنا الوطنية ومقتضيات الحداثة، وبين الإمكانيات المتاحة والتحديات المطروحة، دون تهميش أو إقصاء لأحد. لقد أكد رئيس الدولة مرارا أن تونس وطن الجميع، لكل فيها حظوظ وفرص وحقوق، وعليه واجبات ومسؤوليات والتزامات. لذلك لا فضل لتونسي على تونسي ولا لتونسية على تونسية، إلا بما يؤديه كل واحد من عمل صالح لفائدة شعبه ووطنه. ولنا في المراتب المشرفة التي تحظى بها تونس في التقويمات والتقارير التي تصدرها المنتديات والمؤسسات العالمية المشهود لها بالخبرة والمصداقية، ما يبعث فينا الاعتزاز ويقوى لدينا الإصرار على المضي قدما في طريق العمل والإنجاز في عصر لا مكان فيه إلا لأصحاب العزائم الصادقة من الذين نذروا أنفسهم لخدمة وطنهم ودعم مكاسبه والدفاع عن مصالحه وصيانة حرمته واستقلاله. حضرات السيدات، إن البرنامج الرئاسي للخماسية القادمة (2009-2014)، قد وضع تحت شعار “معا لرفع التحديات” بكل ما يمثله هذا الشعار من تعبئة وطنية شاملة للتوجه نحو المستقبل بأكثر حظوظ النجاح. فهو برنامج يرسم معالم المرحلة القادمة بمتغيراتها القريبة والبعيدة ويهيئ لبلادنا سبيل الالتحاق بركب الدول المتقدمة. وهو ما يدعونا إلى أن ننخرط في هذا البرنامج الرئاسي انخراطا شاملا وفعالا، وأن نسانده وندعمه بكل ما أوتينا من بذل وجهد. ولنبدأ بالتوجه كلنا يوم الأحد 25 أكتوبر 2009 إلى مكاتب الاقتراع، لنؤدي واجبنا الانتخابي، ونمارس حقنا في الاختيار بكل حرية وروية، في نطاق مرجعية القيم الوطنية المشتركة التي يؤمن بها التونسيون والتونسيات، ويحرصون في كل المناسبات على تجسيمها بحماس ومسؤولية. فلنكن جميعا يوم الأحد 25 أكتوبر 2009 في الموعد لاختيار الأولى بتأمين مسيرة بلادنا، والأقدر على قيادة شعبنا. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته”.