أخبار تونس – يبلغ هذه السنة مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة دورته السابعة وتدور فعالياته بمشاركة 58 فيلما متوسطيا من عشرين بلدا، هي المغرب وتونس ولبنان والجزائر وفلسطين وسوريا ومصر والأردن وفرنسا واليونان وكرواتيا وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا وصربيا ومالطا وسلوفانيا وقبرص وتركيا. وتشارك تونس بأربعة أفلام في الدورة التي انطلقت فعالياتها في مدينة طنجة المغربية اعتبارا من يوم الاثنين 12 أكتوبر وإلى غاية 17 من نفس الشهر، وهي: شريط “العبور” للمخرجة نادية تويجر وشريط “موسم الجحيم” للمخرج محمد عطية وشريط “بوتليس” للمخرج نصرالدين السهيلي وشريط “عصافير المدينة” للمخرج محمد شقشام. وتعد هذه الاعمال السينمائية المشاركة بمهرجان طنجة من آخر انتاجات هؤلاء المخرجين الشبان، والافلام الاربعة مدرجة ضمن لائحة المسابقة الرسمية، إذ ستمنح فى ختام التظاهرة ثلاث جوائز للفائزين: الجائزة الكبرى للتظاهرة وجائزتي لجنة التحكيم وجائزة السيناريو. وكان مهرجان الفيلم القصير المتوسطي بطنجة قد انطلق في دورته الأولى عام 2002 بمبادرة من المركز السينمائي المغربي. ويسعى منظمو المهرجان إلى خلق إطار للقاء والحوار والتبادل السينمائى وتسهيل متابعة ونشر الأفلام القصيرة على المستوى المتوسطي وتشجيع السينمائيين الشبان على تحقيق طموحاتهم الفنية. وانتظمت يوم الخميس الماضي على هامش المهرجان حلقة نقاش حضرها عدد من المشاركين من بينهم المخرجان التونسيان نادية تويجر ومراد بن شيخ. ومن بين الافلام التونسية التي نالت استحسان الجمهور يمكن ذكر مثالين وهما شريط “العبور” لنادية تويجر وشريط “للغفران جنة وجحيم” للمخرج مراد بن الشيخ. ويعد شريط “العبور” وفق ما ذكرته مخرجته الحاضرة في المهرجان أول تجربة لها في صنف الافلام الروائية القصيرة بعد أن كانت لها تجربة مع الفيلم الوثائقي من خلال شريط “الملجا”. وقد تمكنت هذه المخرجة من جعل الجمهور الحاضر يقاسم الطفل أمين حلمه بالحصول على درّاجة ويتابع رحلة بحثه في شوارع تونس العاصمة على المؤسسة التي ستمنحه الدرّاجة مقابل نجاحه في تعمير كل القصاصات الخاصة بالمسابقة. ويتكبد بطل الشريط مشقة الوصول الى تلك المؤسسة وهو الذى يعيش في حي شعبي على مرتفعات تونس ولكن حلمه يتلاشى عندما يدرك ان عليه انتظار نتيجة القرعة فهو واحد من ضمن عشرات الاطفال المشاركين في المسابقة.. ووفقت المخرجة في اختيار بطل شريطها الذى استطاع بملامح وجهه المعبرة مخاطبة وجدان المشاهدين وجعلهم يتعاطفون معه كما اعطي تجوال الكامرا في الحي الشعبي وفي شوارع العاصمة المزدحمة فكرة عن الحياة اليومية. ومن جهة أخرى قال المخرج مراد بن شيخ اثناء تقديم شريطه “للغفران جنة وجحيم” انه استقراء لكتاب رسالة الغفران لأبي العلاء المعرى الذى استرجعه المخرج في شخص علاء استاذ الادب العربي الذي يهوى البحث عن ذاته من خلال الانصهار في شخصيات كان لها وزنها في الموروث الادبي العربي. بحث يجعله يتأرجح بين الجنة والجحيم في محاولة لمعرفة كنه ذاته.