أخبار تونس – يحتوي الجنوب التونسي على مائدة جوفية قادرة على تغطية حاجيات مشاريع المحطات الاستشفائية بالمياه الحارة. وبالتالي فإنّ استغلال المياه المعدنية بإقامة محطات استشفائية ومراكز ترفيه من شأنه تحقيق الانصهار والتكامل بينها وبين كل من السياحة الصحراوية والسياحة الجبلية والزيادة من قدرة هذا القطاع على مزيد الاستقطاب والرفع من عدد الوافدين من السياح على هذه المناطق الجنوبية لتونس. ولمزيد تطوير عدد هذه المحطات خاصة في الجنوب التونسي انطلق في قابس انجاز الدراسات الخاصة بتنفيذ مشروع محطة استشفائية عصرية بمنطقة الخبايات من معتمدية الحامة. وستشمل المرحلة الأولى انجاز البنى التحتية على مساحة 40 هكتارا بعد أن تم توفير كامل الرصيد العقاري اللازم للمشروع الراجع بالنظر لديوان المياه المعدنية. ويحتوي المشروع على محطة استشفائية بالمياه الحارة ونزلا وملعب صولجان ومرافق خدماتية مختلفة بكلفة جملية تقدر بحوالي 18 مليون دينار. وتقدر طاقة استيعاب المحطة بأربعة آلاف سرير مع إمكانية استقبال ألف زائر يوميا. وتبعا لبرامج الديوان الوطني للمياه المعدنية سيتم بالتنسيق مع المصالح الجهوية بقابس تكليف شركة خاصة للإشراف على المحطة الاستشفائية لتنطلق في مرحلة ثانية العمليات الترويجية للمشروع. ومن المبرمج أن يتواصل انجاز كافة مكونات المحطة الاستشفائية بالخبايات الممتدة على مساحة 142 هكتارا على 10 سنوات بما يوفر ألف موطن شغل مباشر إضافة إلى ألف موطن شغل غير مباشر. وإنّ إحداث مثل هذه المشاريع الرائدة في مجال السياحة الاستشفائية بتونس من شأنه أن يدعم دون شك التطور الذي تشهده السياحة الصحراوية بكامل مناطق الجنوب التونسي خلال السنوات الأخيرة. وما المياه المعدنية المتوفرة بكثرة في أغلب ولايات الجنوب إلاّ رافد من الروافد الأساسية التي بالإمكان توظيفها على الوجه الأكمل من أجل تنويع مجالات الاستقطاب التي توفرها السياحة الصحراوية والجبلية خصوصا وإثراء المنتوج السياحي الوطني عموما إلى جانب استعمالاتها المختلفة في عدد من القطاعات الأخرى.