حالة الطقس: نهاية أُسبوع مُمطرة ... وتحسن في مخزون السدود    محمد صالح سويلم: زيادة الأوراق النقدية طبيعية ولكن تطوير الدفع الإلكتروني ضروري    واشنطن: منفتحون على أي مقترحات عربية حول خطة ترامب لغزة    قاض أمريكي يمنع تجميد ترامب للمساعدات الخارجية    طقس اليوم: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 21 درجة بهذه المناطق    "قرّة العنز" تحلّ بعد "العزارة": استمرار البرد في انتظار دفء الربيع    ترامب يعلن عن لقاء روسي أمريكي أوكراني في السعودية الأسبوع المقبل    أردوغان: خطة ترامب بشأن غزة تشكل تهديدا كبيرا للسلام العالمي    وزير الصحة الأمريكي: مواطنونا الأكثر مرضا في العالم    الرّابطة الثانية : تعيينات حُكّام مباريات الجّولة الخامسة عشرة    رئيس الجمهورية يعود جريح الثورة يُسري الزرلي قبل سفره إلى فرنسا لمواصلة العلاج    ماكرون: على أوروبا أن تتحمّل مسؤولية أوكرانيا بمفردها    اليوم عيد الحب ..هذا أصل المناسبة وتاريخها    رئيس الدولة يسدي تعليماته بجدولة ديون المواطنين من الفئات الضعيفة في فواتير استهلاك الكهرباء والماء    سعيد يستقبل رئيس مؤسسة فداء    هذا مادار في لقاء سعيد بمحافظ البنك المركزي    تهديد قطري بسحب الاستثمارات من باريس سان جيرمان    مدير المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض يُرشح تونس لاحتضان المركز الإقليمي لشمال إفريقيا    من 15 فيفري إلى 30 أفريل 2025: معرض «القرآن في عيون الآخرين» بدار الكتب الوطنية    أمهات المؤمنين: زينب بنت خزيمة ... أم المساكين    منبر الجمعة: صلاح القلب وبركة العمل    الحوار الطريق الأمثل للإقناع في الإسلام !    المهدية : في ندوة ثقافية ... أدب المُقاومة.. بين البث، والكشف    حي الانطلاقة: القبض على شقيقين يروجان المخدرات وهذا ما تم حجزه    تفاصيل بيع تذاكر مباراة الكأس الممتازة بين الترجي والملعب التونسي    المنستير: الدفع نحو حلحة مسألة التطهير بميناء مارينا الترفيهي استعدادا للموسم السياحي    بينهم الجبالي والبحيري..إحالة 11 متهما على أنظار الدائرة الجنائية    ظاهرة تسبيل بعض الأصناف من القمح اللّين بصفة مبكّرة: وزارة الفلاحة توضح    عاجل/ المؤبّد و60 عاما سجنا لهذا الإرهابي الخطير    بمناسبة عيد الحب: اغنيتان جديدتان لزياد غرسة ولطيفة العرفاوي    ضربة خلال مباراة تُدخل هذا اللاعب في "موت دماغي"    تحذير هام من أجهزة ذكية لقياس السكري.. #خبر_عاجل    اختتام فعاليات مؤتمر وزراء الثقافة العرب في العالم الاسلامي بجدة    الشركة الوطنية العقارية تنتدب.. #خبر_عاجل    باجة: يوم تحسيسي حول ترشيد استهلاك الطاقة لفائدة تلاميذ مدرسة عين الدفالي بتيبار    رقم ضعيف جدّا: هذا ما يستهلكه التونسي من لحوم حمراء خلال السنة    كأس افريقيا للأواسط: تونس في المجموعة الثالثة    بمناسبة عيد الحب.. تركيا تبيع اوروبا 75 مليون وردة    في قبة النحاس بمنوبة / يوم دراسي بعنوان : " دراسات أندلسية، أعمال الدكتور جمعة شيخة أنموذجا"    تونس تسدد ما يناهز 18،1 مليار دينار قيمة إصداراتها على السوق المالية الدوليّة    بمناسبة رمضان: تخصيص هذا الموقع والرقم الاخضر للإبلاغ عن الاغذية المشبوهة    الدوري الأوروبي : مباريات اليوم الخميس.    صفاقس حادث مرور بين شاحنة محملة بقوارير غاز وسيارة خفيفة    عملية دهس في ألمانيا..وهذه حصيلة المصابين..#خبر_عاجل    الرابطة الأولى: برنامج الدفعة الاخيرة من الجولة الرابعة إياب    علاج جديد يبعث الأمل لمرضى ''البهاق''    استعدادات وزارة التجارة لشهر رمضان: هذه المواد متوفّرة    تطاوين : مدينة غمراسن على موعد مع الدورة الأولى لمهرجان "الصدى الإلكتروني" خلال شهر أفريل وتخصيص مداخله لترميم "قصرالفرش"    مدير عام منظمة الصحة العالمية: سنضطر إلى "شد الحزام" !    تدعم موارد الميزانية: مبادرة فاطمة المسدي حول المصادرة محور نظر رسمي    على طريقة ريا وسكينة: جريمة قتل مروعة..معطيات وتفاصيل صادمة..    بطولة المنامة للتنس - عزيز دوقاز ينهزم في ثمن النهائي امام المجري مارتون فوسوفيتش بمجموعتين دون رد    التوقعات الجوية لهذا اليوم…    جريمة قتل تهز القيروان: شاب يُقتل طعنًا في الطريق العام    تعاون مشترك بين وزارة الصحة ووحدة البحوث الطبية البحرية الأمريكية لمكافحة الأمراض الوبائية    نحبّ البلاد ... كما لا يحبّ البلاد احد…عبد الكريم قطاطة    باقي 18 يومًا فقط: تفاصيل ولادة هلال رمضان وأول أيام الصيام فلكيًا    موعد عيد الفطر فلكيّا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاج بالمياه المعدنية في تونس: 95 منبعا و46 حماما و4 محطات استشفائية
نشر في الشروق يوم 28 - 05 - 2010

تستعد ولاية نابل لاطلاق أحد أكبر مراكز العلاج بالمياه المعدنية الحارة في تونس حول الموقع التاريخي لحمام بنت الجديدي، بعد أن تبين علميا أن لهذا المنبع الحار فوائد كبيرة في علاج عدة أمراض مثل الروماتيزم عافاكم الله والأمراض الجلدية وقائمة طويلة من أمراض النساء.
وتبلغ الاستثمارات المخصصة لهذا المشروع 50 مليون دينار مما يجعل بلادنا على باب ثورة حقيقية في مجال العلاج الطبيعي بالمياه المعدنية خصوصا بالنظر الى مشروع عملاق مماثل هو أيضا في منطقة الخبايات قرب ولاية قابس وآخر قرب مدينة توزر في قائمة طويلة للاستثمار في هذا الميدان الذي يبدو واعدا على عدة مستويات.
والواقع أن بلادنا عرفت تاريخيا بالعلاج بالمياه المعدنية الحارة وتوارثت ذاكرة التونسيين في كل الجهات الفوائد العلاجية لعيون الماء. وتحظى تونس بما لا يقل عن 95 منبع ماء معدني منها 65 منبع ماء ساخن أغلبها يتم استغلاله منذ القدم في حمامات شعبية فيما بدأت تظهر في الأعوام الأخيرة المراكز العلاجية المتطورة مدفوعة بالدراسات التي يعدها خبراء ديوان المياه المعدنية للخصوصيات العلاجية لتلك المنابع التي اشتهرت مع القرون بفوائد علاجية تقترب من «المعجزات الطبية» أحيانا حيث يدخلها المريض في مقعد أو محمولا على الأذرع ويغادرها جريا كما يروي الكثير من التونسيين.
ملايين في الحمامات
يقول لنا الأستاذ فرج الدواس مدير ديوان المياه المعدنية ان لدى العائلات التونسية تقاليد عريقة في ارتياد الحمامات الطبيعية والاقامة بها أياما في مواسم معروفة. غير أن استغلال تلك المنابع الحارة ظل تقليديا ويعاني من نقص فادح في المرافق خصوصا وأن الكثير منها يقع في مناطق معزولة جغرافيا. لقد طاف الأستاذ الدواس صحبة خبراء الديوان أغلب جهات البلاد للاطلاع على ما يمكن فعله لتطوير هذا القطاع وذلك بكشف الفوائد العلاجية واثباتها من الناحية العلمية وحماية المنطقة المحيطة به ودراسة المخزون المائي لأجل الرفع في تدفقه ومساعدة المستثمرين على بعث مشاريع تطابق المواصفات المطلوبة في مراكز العلاج. وهكذا تطور العلاج بالمياه المعدنية في الأعوام الأخيرة حيث أصبح لدينا 46 حماما استشفائيا و4 محطات علاج أشهرها حمام بورقيبة الذي تكلفت تهيئته قرابة 40 مليون دينار وجبل الوسط وقربص. وفي عام 2009 بلغ عدد مرتادي الحمامات المعدنية ما لا يقل عن 3 ملايين و600 ألف شخص، أما عدد مرتادي المراكز الاستشفائية، فلا يزال دون 40 ألف شخص. ولا شك أن ذلك عائد الى ارتفاع كلفة الاقامة نسبيا في هذه المراكز والتي تجعل العديد من الراغبين في التوجه اليها ينتظرون تغطية من صندوق التأمين على المرض رغم أنها لا تتجاوز نسبة 20 بالمائة من كلفة الايواء فيما تبلغ 80 بالمائة من كلفة العلاج وهو ما يقودنا الى الحديث عن امكانية المزيد من التغطية الاجتماعية في هذا المجال.
حمامات شعبية
يقول الأستاذ فرج الدواس ان عدد الذين يتكفل صندوق التأمين على المرض بنسبة من كلفة علاجهم بالمراكز الاستشفائية لا يقل عن 5 آلاف شخص سنويا يوجههم الأطباء رسميا الى هذه المراكز لما تم اثباته من فوائد علاجية فيها. غير أن هذا العدد لا يزال قليلا بالنظر الى ما يمكن تحقيقه من فوائد لكل الأطراف. لذلك يقول لنا الأستاذ الدواس: «أعد ديوان المياه المعدنية عدة دراسات في هذا المجال وطلبنا مراجعة الأسعار ونحن ندرس عدة صيغ لمساعدة الناس على الاستفادة من هذه الثروة الطبيعية التي تحظى بها بلادنا، مثل صيغ التعاونيات والجمعيات». أما أهم ما يحرص الديوان عليه فهو ضمان وجود حمامات شعبية حول منابع المياه المعدنية ذات أسعار رمزية، حتى أنه يشترط على كل باعث مشروع استشفائي احداث حمام شعبي بنفس الماء، «لأن عيون الماء كلها ملك الدولة التي تضمن حق الجميع فيها بأسعار مناسبة» كما يقول لنا السيد الدواس قبل أن يضيف إن الدولة قد أنفقت ما لا يقل عن 3 مليارات ونصف في الأعوام الخمسة الأخيرة لتأهيل القطاع ومساعدة الباعثين. وعلى مستوى آخر، يستمر الديوان في تحسيس الباعثين بأهمية مطابقة المواصفات العلمية والصحية في بعث مراكز الاستشفاء والحمامات المعدنية التي تتوقع كل الدراسات تزايد أهميتها في علاج العديد من الأمراض بكلفة مالية أقل بكثير من كلفة العلاج الكيميائي ودون أية مضاعفات وخصوصا في معالجة أمراض العصر مثل التوتر والحساسية.
ك. الشارني
قريبا مدينة استشفائية في الخبايات
تونس الشروق
أحصى ديوان المياه المعدنية ما لا يقل عن 9 مراكز ومحطات استشفائية و9 حمامات استشفائية بصدد الانجاز عبر البلاد أغلبها في حوض قابس الذي اشتهر تاريخيا بكثرة ينابيع الماء المعدني الحار حتى أن بعض تلك الينابيع كانت تستعمل في الري وانتاج خضروات نادرة في برد الشتاء.
ومن ناحية حجم الاستثمارات نذكر المركز الاستشفائي المندمج بحمام بنت الجديدي بكلفة 40 مليون دينار على مساحة 50 هكتارا ثم مركز السياحة الاستشفائية والصحية بتوزر بكلفة تناهز 37 ألف دينار ثم مركز السياحة الاستشفائية ببني مطير بكلفة 6 ملايين دينار، بالاضافة الى مشاريع أخرى أقل حجما مثل محطة سيدي عبد الحميد بسوسة (7 ملايين دينار) والمركز السياحي الاستشفائي بحمام ملاق بولاية الكاف الذي لا تقل كلفته عن 3.5 مليون دينار.
ويبقى مشروع الخبايات بولاية قابس أهم مشروع على عدة مستويات والأول من نوعه في افريقيا فهو يبدو تبعا للدراسات التي أعدها الخبراء مدينة حقيقية متكاملة على مساحة 140 هكتارا تضم كل المرافق وتوفر ما لا يقل عن ألف موطن شغل مباشر وألف سرير.
أما في قائمة الحمامات الاستشفائية التي هي بصدد الانجاز فنذكر حمام سيدي بولعابة بالقصرين (مليون دينار) وحمام جديد بجبل الوسط. أما جهة الحامة بولاية قابس والتي تعرف تاريخيا بكثرة ينابيع الماء الحار فسوف تعرف بعث ثلاثة حمامات استشفائية عصرية بكلفة جملية تناهز مليونا و200 ألف دينار تضاف الى الحمامات الاستشفائية الأخرى التي يقصدها سكان الجنوب منذ آلاف السنين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.