أخبار تونس – أولت تونس دائما مواضيع الاستقرار و السلم و العدل في العالم كل الاهتمام لما لها من بالغ التأثير على تنمية الشعوب وتطورها وسيادة علاقات الاحترام المتبادل وتبادل المصالح بعيدا عن كل هيمنة وتسلط. و عملت تونس المؤمنة بقيم السلم والعدل الدوليين على تحمل مسؤولياتها الدولية عبر العديد من المساهمات الجادة والجيدة من إحلال السلم بالعديد من مناطق التوتر في العالم لا فقط في إفريقيا بل في آسيا بكمبوديا وأوروبا بسراييفو عبر وحدات من الجيش الوطني في إطار قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام. كما ساهمت بمبادرات أخرى إيجابية في الكثير من المحافل الدولية للحد من الظواهر الانحرافية والإرهابية التي تهدد العالم . وهذا الوضع الإيجابي للسياسة الخارجية التونسية لم يمنعها من أن تكون دائما منحازة إلى قضايا السلم والاستقرار في العالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي يعتبرها الرئيس بن علي قضيته الأولى و داعمة لكل الجهود المبذولة لإقامة السلام العادل والشامل في المنطقة وإقامة الدولة الفلسطينية على أرضها المحتلة. وقد أكد الرئيس زين العابدين بن علي في النقطة 24 من برنامجه الانتخابي تحت عنوان ” تونس انحياز دائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم” على تمسك الدبلوماسية التونسية بقضايا الإنسانية. وإن تميز السياسة الخارجية التونسية بهدي من الرئيس زين العابدين بن علي عالميا مكنها من أدوات فاعلة لمزيد توطيد أسس التعاون والشراكة في مختلف البلدان والفضاءات الإقليمية ولاسيما منها الاتحاد المغاربي الذي يعد خيارا مصيريا لشعوب المنطقة وأجيالها المتعاقبة من دون إغفال جدوى العمل العربي المشترك باعتباره المجال الحيوي للمستقبل فضلا عن إحكام التشاور والتنسيق في إطار منظمة المؤتمر الإسلامي لما تشكله المنظومة اليوم وغدا من بعد سياسي واقتصادي لا يستهان به في زمن العولمة والتكتلات الضخمة المهيمنة اقتصاديا وتكنولوجيا . كما لم يغفل الرئيس بن علي في النقطة 24 من برنامجه الانتخابي على تأكيد الاهتمام بالبعد الإفريقي لتونس باعتباره يمثل واحدا من الخصوصيات المهمة للبلاد ودافعا لها لمواصلة الجهود الهادفة إلى دعم مسيرة الاتحاد الإفريقي وتسريع انطلاقة بلدانه نحو مصير أفضل للشعوب اقتصاديا واجتماعيا. إن هذه السياسة المبنية على العقلانية والتبصر والحكمة كانت وراء نجاحات البلاد العديدة في علاقاتها الدولية المبنية على الاحترام المتبادل. وهو ما جعل الفضاء الأوروبي بكل ثقله يقدم على إمضاء أول اتفاقية شراكة مع تونس كانت ذات أبعاد اقتصادية ثرية مكنت البلاد من أن تكون اليوم شريكا ندا وموطنا لاستقطاب العديد من الاستثمارات الأوروبية المهمة في قطاعات مثل الصناعات الفضائية والجوية. وقد شدد الرئيس بن علي في بيانه الانتخابي على مواصلة المضي قدما في تطوير هذه الشراكة مع الاتحاد الأوروبي، والمساهمة في الجهود الرامية إلى الاستفادة من الاندماج والتكامل داخل هذا الفضاء الأورومتوسطي باعتباره فضاء مستقبليا يحمل طموحات شعوب المنطقة في التعاون المثمر والندي والسلم وحسن الجوار. إن سعي تونس الدائم على إقامة علاقات تعاون متوازنة مع كل دول العالم ليس بالأمر الجديد فهو من ثوابت سياستها دائما، وحرص رئيسها على أن تكون هذه العلاقات مبنية على روح التعاون الصريح والجاد من دون السعي إلى الاستقطاب أو الهيمنة، لذلك عملت الدبلوماسية التونسية بهدي من الرئيس بن علي على دفع علاقات الصداقة مع دول القارتين الأمريكية والآسيوية والرفع في نسق التبادل التجاري وتعميق التعاون في مجالات الاستثمار والتكنولوجيات الحديثة. وإن مثل هذا التنوع لكفيل بتحقيق طموحات البلاد وشعبها من دون استقطاب ولا تبعية مقيتة. هكذا هي تونس سيدة أمرها وصاحبة قرارها. وهو ما حرص الرئيس على تأكيده في برنامجه الانتخابي للفترة القادمة 200-2014 ، مشددا على مساندة المساعي الهادفة إلى تطوير المنتظم الأممي والرفع في نجاعة تدخلاته من أجل تكريس عادل ومتوازن للشرعية الدولية وترسيخ دائم وشامل للسلم والأمن في العالم ..وهي القيم الثابتة لتونس والمناضلة من أجل استدامتها وصيرورتها بين الأمم العظمى كما الصغرى لأن الشراكة القائمة على توازن المصالح والأهداف هي وحدها الأمل في رسم صورة مغايرة لعالمنا الذي نريده خال من الحروب والفتن .