أكد السيد عبد الوهاب عبد الله عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي ووزير الشؤون الخارجية لدى إشرافه مساء أمس الاول الاربعاء بالمنستير على ندوة فكرية نظمتها لجنة التنسيق للتجمع في إطار الاحتفال بالذكرى 22 للتحوّل حول «الابعاد القيمية والعملية لانحياز تونس الدائم للسلم والاستقرار والعدل في العالم» أن المبادرات والجهود التي ما انفكت تبذلها تونس على الساحة العالمية قائمة على مقاربة محورها الانسان. وأوضح أن هذه المقاربة مثلت منذ تحول السابع من نوفمبر الذي أنقذ تونس من الانهيار وأرجع الثقة في النفوس وأعاد الأمل ووضع البلاد على الطريق القويمة، المنطلق والغاية لسياسة الرئيس زين العابدين بن علي وهو المنطلق ذاته للمقاربة التونسية للتنمية التي أرسى دعائمها رئيس الدولة في إطار نظرة شمولية أعطت لمفهوم التنمية أبعاده المختلفة والمتكاملة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية ومكنت من تحقيق مكاسب وإنجازات شملت كل القطاعات والجهات والشرائح. تجربة رائدة وبيّن أن هذه المكاسب التي فرضت نفسها رغم المحاولات اليائسة لأقلية مشككة لا شأن لها نالت تقدير واعتراف أكثر المحافل الدولية جدية وموضوعية فبوأت بلادنا مراتب طلائعية على المستويات الافريقية والعربية والدولية وهو يمثل تأكيد دولي لصواب خيارات الرئيس زين العابدين بن علي في مجال تحقيق التنمية المستديمة وإرساء الديمقراطية وتكريس مبادئ حقوق الانسان في مفهومها الشامل لكل أوجه الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. سياسة عقلانية وأضاف وزير الشؤون الخارجية في نفس السياق أن تونس توصلت منذ التحول بفضل سياسة الرئيس زين العابدين بن علي الاستشرافية والمتبصرة للتطورات العالمية المتسارعة الى رسم سياسة داخلية وخارجية عقلانية ومتوازنة مكنتها من التأقلم والانسجام مع جملة المتغيرات الاقليمية والدولية ومن التحول الى موقع فاعل في استحقاقاتها مؤكدا سعي بلادنا الى مزيد ترسيخ مقومات الاندماج وتوثيق روابط التعاون والتكامل في فضاءات انتمائها الاقليمي والدولي دعما لمناعتها وحفظا لمصالحها الحيوية وتعزيزا لقدراتها على الاضطلاع بدور متقدم في الساحة الدولية بالإسهام في توطيد أركان السلم العالمية وتقليص الهوة بين الدول الفقيرة والغنية وإشاعة قيم التضامن والتآزر والحوار. وأفاد السيد عبد الوهاب عبد الله في هذا الصدد أن تخصيص الرئيس زين العابدين بن علي ضمن برنامجه الانتخابي محورا للسياسة الخارجية تجسيد لهذه التوجهات الرائدة مشيرا بالخصوص الى السعي الدائب لسيادته في تعزيز البناء المغاربي كخيار استراتيجي وضرورة حتمية لكل شعوب المنطقة وتطلع بلادنا الى جعل الفضاء العربي فضاء أمن ونماء وانحيازها الدائم الى قضايا العدل والحق وجهودها الرامية الى إيجاد حل عادل وشامل للنزاع العربي الاسرائيلي بما يكفل حماية الحقوق العربية وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني الشقيق في إقامة دولته المستقلة والحصول على مطالبه الشرعية. وأضاف عضو الديوان السياسي أنه من ثوابت سياستنا الخارجية تعزيز اندماجنا في القارة الافريقية وتطوير مؤسسات الاتحاد الافريقي وإثراء الروابط السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع الفضاء الاوروبي الشريك الاقتصادي والتجاري الأول لبلادنا مشيرا في هذا الصدد الى الاشواط الهامة التي قطعتها علاقاتنا مع هذا الفضاء الاقتصادي الهام. وأكد وزير الشؤون الخارجية من جهة أخرى حرص تونس الدائم على دعم أطر التعاون الاوروبي المتوسطي وتعزيز الروابط بين ضفتي المتوسط لاسيما الحوار 5 زائد 5 والاتحاد من أجل المتوسط من أجل رفع التحديات المشتركة وتعزيز مقومات الاستقرار والسلم والتنمية المتضامنة بين كافة شعوب المنطقة. وأضاف أن الدبلوماسية التونسية تسعى انطلاقا من التوجهات الرائدة للرئيس زين العابدين بن علي الى تنويع علاقات تونس واستكشاف فضاءات جديدة للتعاون والشراكة من خلال تمتين أواصر الصداقة مع دول القارتين الامريكية والآسيوية وتعزيز العمل متعدد الاطراف من أجل تكريس المبادئ النبيلة الواردة في ميثاق الأممالمتحدة والاسهام الفاعل في التأسيس لنمط جديد من العلاقات الدولية قوامها الشراكة المتكافئة والتنمية المتضامنة ومزيد إشاعة السلم في العالم اعتمادا على سمعة بلادنا كبلد معتدل يحترم كافة المواثيق الدولية وتربطه علاقات متميزة مع كافة الدول الشقيقة والصديقة. وأكد في هذا الصدد أن مبادرات الرئيس زين العابدين بن علي الداعية الى إنشاء صندوق عالمي للتضامن وتكثيف الجهود الدولية للحد من آثار الأزمة العالمية الغذائية ومقاوكة الفقر في العالم واعتماد مدونة سلوك لمكافحة الارهاب وتحقيق العدل المنشود في العالم والسلم والاستقرار العالمي محاور ثابتة لتحركات الدبلوماسية التونسية. مستقبل آمن وبيّن السيد عبد الوهاب عبد الله في هذا الصدد أن التنشئة على القيم الانسانية الخالدة هي الضامن لمستقبل آمن ومشرق للبشرية مما يقتضي العمل على الاحاطة الدائمة بالشباب والانصات المتواصل لمشاغله وحمايته من كل أشكال الاقصاء والتهميش وتجنيبه مخاطر الانغلاق والتطرف مشيرا في هذا الصدد الى دعوة الرئيس زين العابدين بن علي الى وضع سنة 2010 سنة دولية للشباب وعقد مؤتمر يحضره الشباب من كل أنحاء العالم. وثمّن ما عبر عنه المواطنون والاطارات الجهوية بالولاية من انخراط فاعل في الخيارات الحضارية للتغيير واستبشار بالنجاح المتميز للانتخابات الرئاسية والتشريعية التي مثلت محطة بارزة في تاريخ تونس الحديث على درب تكريس المسار الديمقراطي التعددي جدد فيها الشعب التونسي بكل فئاته وشرائحه تمسكه بالرئيس زين العابدين بن علي عبر إرادة حرة وصادقة. وأشرف السيد عبد الوهاب عبد الله إثر ذلك في مقر لجنة التنسيق للتجمع الدستوري الديمقراطي على حفل اختتام الاحتفالات الجهوية بالذكرى 22 للتحوّل حيث تولى رفقة الوالي السيد خليفة الجبنياني والكاتب العام للجنة التنسيق السيد لطفي شوبة توزيع الهدايا والجوائز على الفائزين في مختلف المسابقات الرياضية والفكرية التي انتظمت بمناسبة هذه الذكرى الوطنية.