أخبار تونس – يعتبر الفنان التشكيلي القدير زبير التركي الذي وافته المنية اليوم 23 أكتوبر عن سن تناهز 85 عاما علما من أعلام الفن التشكيلي في تونس وفي العالم العربي، إذ انخرط في ابداع عدة لوحات ضمن “الفن المسندي” الذي انطلق بالبلاد التونسية مع بداية القرن العشرين خاصة من خلال تأسيس “مدرسة تونس” للفن التشكيلي. وتدعمت التجربة الفنية لزبير التركي على اثر التحاقه بمدرسة تونس للفن التشكيلي التي ضمت في البداية كوربورا وموزيس ليفي وكلود للوش وبوشالرل ثم انضم الى هذا الرباعي يحيى التركي وعبد العزيز القرجي وعمار فرحات ثم الهادي التركي. ويعد زبير التركي وجها من الوجوه البارزة في الثقافة الوطنية وأحد رواد الفن التشكيلي وشارك في ابراز الشخصية التونسية الاصلية وفي تأكيد ملامحها عبر أعماله الابداعية المتفردة في مجال الرسم والنحت والمسرح وبتقلده لعدد من المسؤوليات التي اضطلع بها في العمل الثقافي. ولد زبير التركي عام 1924 بمدينة تونس العتيقة في عائلة تركية الأصل ودرس بجامع الزيتونة، ثم بمعهد الدراسات العليا وبمدرسة الفنون الجميلة بتونس، عُيّن أستاذًا لللغة العربية بالمدارس الفرنسية أثناء الاستعمار الفرنسي لتونس وطرد من عمله أثناء الاحداث العنيفة لسنة 1952 وسافر إثر ذلك إلى السويد، حيث التحق بأكاديمية الفنون الجميلة بستوكهولم، ليتم فيها دراسته، ثم عاد بعد الاستقلال إلى تونس. وللتركي الذي يوصف بأنه من ابرز مبدعي البلاد في المجالات الثقافية تجربة طويلة في الرسم الكاريكاتيري للمجلات والصحف كما كانت له انجازات كثيرة في الرسم الجداري والنحت ومن أشهر منحوتاته تمثال عبد الرحمن ابن خلدون الذي يتصدر قلب الشارع الرئيسي بالعاصمة مما يعتبر دليلا على البراعة التشكيلية لزبيرالتركي. اشتهر زبير التركي بانتمائه إلى المدرسة التشخيصية وسرعان ما أصبح الرائد التونسي لفن الرسم وأخذت لوحاته شهرة واسعة، كما كانت تظهر رسوماته في الكتب المدرسية والطوابع البريدية وغيرها. شغل لفترة طويلة منصب مسؤول للفنون في وزارة الثقافة التونسية وأسس الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية بتونس، الذي ترأسه حتى مغادرته، كما أسس الاتحاد المغاربي للفنون التشكيلية. أقام التركي معارض كثيرة فردية وجماعية بتونس وخارجها مثل ستكهولم وباريس وروما ويعد معرضه الشخصي الذي أقامه عام 1982 برواق القرجي بتونس من أهم معارضه اذ احتوى على 184 لوحة. وكان زبير التركي قد حصل العام الماضي على جائزة رئيس الجمهورية 7 نوفمبر للابداع. وفي برقية لعائلة الفقيد توجه الرئيس زين العابدين بن علي بمشاعر التعاطف والمواساة مشيدا بخصال الفقيد وبانتاجاته الغزيرة وابدعاته الفنية الرائعة وما تميزت به من أصالة وتنوع وخصائص تعبيرية بليغة”. كما نعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث الفنان الراحل.