أخبار تونس – يمثل البرنامج الوطني لتعليم الكبار منذ إحداثه سنة 2000 آلية لتنفيذ مشروع الرئيس زين العابدين بن علي في مجال إرساء مجتمع المعرفة وضمان حق التعلم مدى الحياة. ويشار إلى أن البرنامج الوطني لتعليم الكبار مكنّ منذ إحداثه من تحرير 552601 دارس من الأمية من بينهم 434640 فتيات أي 78.7% و284260 في الوسط الريفي أي بنسبة 51.4%. كما تمكن البرنامج خلال نفس الفترة من وضع منهج إدماجي يلبي حاجات التعلم الأساسية لدى اليافعين والكبار يشمل الآليات القرائية والتواصلية والتدريب على المهارات. وقد مثلت الجهات أولوية في سياسة تونس التنموية حبث شمل البرنامج الوطني لتعليم الكبار مختلف الجهات وتعتبر ولاية جندوبة في الشمال الغربي من أكثر المناطق استفادة من هذا البرنامج فقد بلغ عدد الدارسين ببرنامج تعليم الكبار لسنة 2009-2010 25 ألفا و150 شخصا يتوزعون على 384 مركزا و1637 فوجا ويؤطرهم 1027 مدرسا من بينهم 300 من حاملي شهادة الأستاذية. وقد بلغ عدد المتحررين من الأمية في ولاية جندوبة منذ إنطلاق البرنامج سنة 2000 حوالي 65 ألفا و764 دارس مما مكن من تقليص نسبة الأمية من 40.1% إلى 17 %. ويبقى الهدف المرسوم لبرنامج تعليم الكبار النزول بنسبة الأمية إلى دون 10 % مع موفى سنة 2010 لدى اليافعين والفئات النشيطة والى دون 1 % لدى الشبان الأقل من 30 سنة. ويشار إلى أن العمل الجمعياتي في مجال تعليم الكبار يعد متقدما حيث توجد 26جمعية جهوية و 26 جمعية محلية إلى جانب الفروع التي يناهز عددها 150 فرعا. وقد شهدت الصيغ والوسائل التعليمية في هذا الصدد تنوعا ملحوظا تمثل في إدراج تعلم استخدام الحاسوب وإنتاج دروس تلفزية في التواصل الاجتماعي تشجع على المشاركة بأكثر فاعلية في مختلف جوانب الحياة العملية. كما تم إنتاج كتب مطالعة لفائدة محدودي القدرات القرائية وإصدار ملحق شهري بجريدتي “العقد” و”الحرية” لترسيخ مكتسبات الدارس ومساعدته على الانتقال إلى مرحلة التعلم الذاتي. ويذكر أن عديد المنظمات والمؤسسات العاملة في مجال التنمية البشرية على غرار “الالكسو” و”اليونيسيف” و”اليونسكو” اعتمدت التجربة التونسية نموذجا بحكم توفقها في وضع منظومة لمحو الأمية تعمل على إدماج المتعلمين من الكبار ضمن الحياة العامة وتغيير مسالك حياتهم بمجرد التخلص من الأمية.