أخبار تونس – اختتمت المطربة التركية “أينور كارادوغان ” مهرجان موسيقات” 2009′′ بالموسيقى والأغاني الكردية في سهرة السبت 24 أكتوبر بمركز الموسيقى العربية والمتوسطية بقصر ”النجمة الزهراء” في سيدي بوسعيد. وأدت المطربة “أينور” باقة من الأغاني باللغتين التركية والكردية ، بمصاحبة فرقتها المتكونة من أمهر العازفين، من خلال طابع موسيقي امتزجت فيه عديد الأنماط والأجناس التقليدية والمعاصرة مثل الموسيقى الشعبية الكردية وموسيقى “البوب” الحديثة. وقدمت المطربة عديد الأغاني المعروفة في أوساط الموسيقى الكردية مثل “أغنية سملو” و”زارا” و”أحمدو” و”ايفينديم” . وتنوعت الأغاني التي قدمتها” أينور” في العرض الاختتامي لمهرجان “موسيقات 2009′′ بين عدة إيقاعات موسيقية كان أساسها النغم الكردي الهادئ من جهة والإيقاع السريع الراقص للموسيقى الغربية العصرية كمحاولة جادة لتحديث الأغنية الكردية. وشدت “اينور” جمهور فضاء النجمة الزهراء من خلال أدائها المتميز لأغنية “هاي ديناي” المعروفة في شتى أصقاع العالم، مما جعلها بمثابة الرمز للشعب الكردي . ولقد أدى هذه الأغنية عديد المغنيين من ذلك مثلا المطربة التونسية الصاعدة آمال المثلوثي التي غنتها في عديد المهرجانات العالمية. وتنطوي موسيقى “أينور” على مخزون ثري يتأتى من التداخل بين مختلف الحضارات التي مرت على جبال الأناضول والسهول التركية الشاسعة بالإضافة إلى التجاور بين الحضارة العربية والتركية لاسيما طيلة فترة الحكم العثماني. ويظهر ذلك عبر التقارب الكبير بين نغمات الناي التركي المليئة بالشجن وآلات النفخ العربية و عبر الآلات الإيقاعية التركية والعربية. وتعد المطربة “أينور كارادوغان” حاليا من النجوم الصاعدة للأغنية الكردية في تركيا. فلقد ولدت بقرية “جميسقيزان” من إقليم“تونسيلي”جنوب تركيا سنة 1975 ودرست بمعهد الموسيقى في اسطنبول على أيدي خيرة الأساتذة في هذا الفن على غرار “بيقوم ارديم” و”اسكين ميتينار”. وظلت” أينور” وفيّة لموسيقى شعبها ولثقافتها الكردية الأصلية بالرغم من أن نجاحها كان ضمن مشاريع فنية أنجزت باللغة التركية ووجهت إلى الجمهور الناطق باللسان التركي خاصة عددا من الأفلام الناجحة من قبيل شريط “عبور الجسر” للمخرج الشهير “فاتيح أكين” والشريط الوثائقي المتميز “اسطنبول هاتيرازي” الذي يسرد التاريخ الطويل للموسيقى في اسطنبول. وفي حوار خاطف مع المطربة “اينور” قالت ل”أخبار تونس” إنها” سعيدة جدا بزيارتها لتونس من أجل إهداء السعادة والفرحة إلى الجمهور التونسي. وهو شرف لها أن تغني في اختتام مهرجان موسيقات 2009 وذلك يعد تجاوبا خلاقا مع موسيقاها التي تتغنى بأسمى معاني السلم والمحبة والحرية والتعايش المثمر بين الشعوب”.