تحت سامي إشراف الرئيس زين العابدين بن علي ينتظم الأحد 11 جانفي اليوم الوطني للطفولة وهي مناسبة سنوية لتثمين ما تحظى به الطفولة في تونس من مكاسب وإنجازات تكرس المصلحة الفضلى للطفل وتبرز مزايا الاستثمار في الأجيال الناشئة كخيار تنموى استراتيجي. ويتميز اليوم الوطني للطفولة هذا العام بتنظيم الدورة الثانية للمهرجان الوطني لإبداعات الطفولة في اطار تضامن اطفال تونس مع الأطفال الفلسطينيين. وتتضمن فقراته بالخصوص معرضا لابتكارات الاطفال من مختلف جهات البلاد في شتى مجالات الفنون وورشة لرسوم الأطفال حول محور تضامن تونس قيادة وشعبا مع أطفال فلسطين الى جانب حلقات حوار لفائدة الناشئة حول حقوق الطفل من منظور شامل لحقوق الإنسان. كما تقام بمساهمة الهياكل والجمعيات ذات العلاقة معارض وأيام تنشيطية لفائدة الأطفال المقيمين بالمستشفيات وقوافل إعلامية بالمناطق الريفية والأحياء ذات الكثافة السكانية إلى جانب تدشين 15 ناديا نموذجيا. وتمثل خطة العمل الوطنية الثانية لفائدة الطفولة 2002/2011 إطارا مرجعيا لتأمين الشمولية والتواصل في تنفيذ الأهداف المرسومة وإحكام التنسيق بين مختلف القطاعات والمؤسسات المعنية. وهي تستند إلى محاور أساسية ومتكاملة تخص ميادين الصحة والتربية والحق في الحماية. وقد مكنت المكاسب الرائدة في مجال النهوض بالطفولة من تحقيق نتائج متميزة في تجسيم الحقوق الاساسية للطفل مما بوأ تونس مكانة مرموقة لدى الأوساط الاممية المختصة اعترافا بتقدمها في الإحاطة الشاملة بالطفولة وتأمين عوامل التنشئة السليمة والمتوازنة. وتتجلى هذه المكاسب بالخصوص في ارتفاع نسبة الأطفال المتمدرسين في سن السادسة إلى أكثر من 99 بالمائة وتقلص نسبة وفايات الرضع الى 16 فاصل 8 بالالف وارتفاع نسبة التغطية بالتلاقيح للاطفال وفق الرزنامة الوطنية إلى 98 بالمائة. كما إتجهت العناية الى وضع خطة شاملة للنهوض بالمؤسسات الراعية للطفولة المبكرة وتحسين نسبة تغطيتها والارتقاء بخدماتها دعما لمساهمتها في تطوير مكتسبات الطفل المعرفية وعيا باهمية مرحلة الطفولة الاولى في عملية التنشئة. وأثمرت هذه الخطة الترفيع من عدد المحاضن وتوسيع شبكة رياض الاطفال سيما بالجهات ذات الاولوية والمناطق الريفية ليبلغ عددها حاليا 3058 روضة الى جانب احداث نواد للتنشيط ومراكز جديدة للاعلامية الموجهة للطفل والى جانب العمل على تنفيذ البرامج الوقائية والعلاجية والفحوص الطبية الدورية برياض الاطفال وبالمؤسسات التربوية تم تدعيم التنشيط التربوى والاجتماعي باعتباره محورا استراتيجيا لتنمية ثقافة الطفل وصقل مواهبه وفسح المجال لابداعاته ووقايته من مخاطر الشارع وتجرى الجهود حثيثة لتطوير هذه البرامج وتوسيع اشعاعها على اكبر عدد ممكن من الاطفال في المدن والارياف والمناطق الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية. ويتم الحرص على نشر الثقافة الرقمية بين صفوف الاطفال من خلال العمل تدريجيا على استكمال ربط المؤسسات التربوية وفضاءات الطفولة بالانترنات الى جانب تمكين الاطفال ذوى الاحتياجات الخصوصية من التفاعل مع التكنولوجياالحديثة للمعلومات والاستفادة من معارفها من خلال احداث مركز الاعلامية الموجهة للطفل المعوق. وتؤكد جملة هذه المكاسب صواب مقاربة تونس الاستشرافية في اعداد اجيال متوازنة ومتساوية الحظوظ في مجال الاستفادة من برامج التنمية وفق توجهات ثابتة تعتمد العمل الوقائي وتراعي خصوصيات الطفولة واوضاعها بما يتوافق ومقتضيات القوانين والتشريعات الوطنية والدولية.