أخبار تونس – شهدت قاعة الكوليزي بالعاصمة ليلة أمس انطلاق فعاليات الدورة 14 من أيام قرطاج المسرحية المتزامنة مع الاحتفال بمائوية المسرح التونسي وذلك بحضور عدد هام من المسرحيين من تونس وخارجها وأجهزة الإعلام الوطنية والعالمية. وأعلن السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث في كلمته عن الافتتاح الرسمي لهذا “العرس المسرحي” الذي ستحتضنه عديد قاعات العروض والفضاءات في الفترة ما بين 11 و22 أفريل 2009. وتحمل هذه الدورة الاستثنائية شعار “مسرح بلا حدود” وتشكل أيام التظاهرة فضاء رحبا لتقديم ما لا يقل عن 70 عرضا مسرحيا تعمل على تنفيذها ركحيا 62 فرقة من تونس وعدة بلدان عربية وافريقية وأوروبية بالإضافة إلى فرق تمثيلية ذات صيت مرموق قدمت من إيران وألمانيا لتسجل حضورها لأول مرة. وأشار السيد عبد الرؤوف الباسطي في كلمته الترحيبية بضيوف الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية إلى أن حضور المسرح التونسي سيكون لافتا من خلال الأعمال الجديدة التي ستعرض جنبا إلى جنب مع أعمال مسرحية من عدة دول أجنبية مما يكشف درجة انفتاح الثقافة التونسية على تجارب متنوعة ورائدة. كما تثبت تونس من خلال احتضانها لهذه التظاهرة المتميزة أنها ستظل موئلا للمبدعين وأرضا للقاء والحوار زيادة على أن انفتاح تونس على الآخر المتعدد يعد من دلالات انخراطها المبكر في مسار الحداثة والتنوير. وتتطلع تونس إلى تحقيق تكامل خلاق بين المسرح وفنون التعبير الأخرى وتراعي في الوقت ذاته ضرورة فتح السبل أمام التجارب الشابة. وتوج حفل الافتتاح بعرض يحمل عنوان “بروفة” من تونس وهو عمل فرجوي يجمع حوالي مائة وستين مشاركا من مختلف الميادين تعتمد فكرته على جولة في رحاب الفرجة الحية من ولادتها في الكواليس إلى نشأتها في فضاءات شاسعة ومتعددة ويحاول العرض تصوير جوانب كبيرة من رحلة النص المسرحي من الإرهاصات الأولى للكتابة إلى مكابدة الممثلين عل الخشبة وفي الكواليس فتتداخل الأصوات بالحركات والايماءات. وتميز عرض الافتتاح بتقديم عروض متنوعة شملت المسرح والأداء الأوبرالي والغناء والموسيقى وإلقاء الشعر وعروض الفيديو بينما توزعت على مداخل قاعة الكوليزي ووسط شارع الحبيب بورقيبة عدة عروض فرجوية لفنون مسرح الشارع واستعراضات فنون السيرك. وكان لحضور بعض الممثلين التونسيين في حفل الافتتاح الوقع الطيب على الجمهور خاصة من خلال ارتدائهم أزياء تعود إلى عهود مسرحية خلت مثل اللباس المستوحى من شخصيات ألف ليلية وليلة والملابس التي تعود إلى العهد العثماني وزمن البايات وحتى الأزياء المأخوذة من المسرحيات الشهيرة لموليير وشكسبير وروائع “الكوميديا دي الآرتي” الايطالية وملابس أخرى تحيل على أزياء وكوافير مسرح الكابوكي الياباني. وتتواصل بداية من اليوم الخميس فعاليات الدورة 14 لأيام قرطاج المسرحية وذلك من خلال عروض متنوعة موزعة على 10 فضاءات وهي: المسرح البلدي وقاعة الفن الرابع وقاعة المونديال ومدار قرطاج (بعد عودته مؤخرا للنشاط المسرحي) ونجمة الشمال وفضاء التياترو وقاعة الحمراء بباب الجزيرة والمركز الثقافي الجامعي الحسين بوزيان وقصر المسرح بالحلفاوين. وتنطلق سلسلة العروض بهذه الفضاءات بداية من الساعة الثالثة مساء بينما يقدم آخر عرض حوالي الساعة التاسعة ليلا وستتيح إدارة التنظيم لجمهور الفن الرابع فرصة إعادة مشاهدة بعض المسرحيات في عروض ثانية. ووزعت المسرحيات المبرمجة على 4 أقسام وهي: حضور وانفتاح واكتشافات وبانوراما المسرح التونسي. كما تنتظم على هامش الدورة ندوة دولية حول مئوية المسرح التونسي تحت عنوان “على أبواب المئوية الثانية للمسرح التونسي، أي مستقبل للمسرح في العالم؟”.