افتتح الرئيس زين العابدين بن على يوم الثلاثاء اشغال المؤتمر الدولى رفيع المستوى حول “بناء اقتصاديات المعرفة من اجل احداث فرص العمل ورفع مستوى التنافسية وتحقيق التنمية المتوازنة” الذى ينتظم ببادرة من المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم”ايسيسكو” والبنك الدولي بالتعاون مع وزارة التربية والتكوين . وتميز هذا الموكب بتسلم الرئيس زين العابدين بن علي الدرع الذهبي للمؤتمر من المدير العام للايسيسكو تقديرا لجهود سيادته الرائدة في تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة وفي ارساء اسس النهضة العلمية والتكنولوجية والحضارية لتونس واعترافا بمساهماته المتميزة في تعزيز التعاون الدولي من اجل بناء اقتصاديات المعرفة وتشجيع الابتكار والتنافسية . والقى رئيس الدولة بالمناسبة كلمة جدد فيها التاكيد على ان الفجوة المعرفية والرقمية هى فجوة تنموية قبل ان تكون تكنولوجية وعلى انه لا مناص اليوم للجميع من الانخراط في الثورة المعرفية والرقمية والمراهنة على الموارد البشرية اساسا مبرزا اهمية التضامن الرقمى بين الدول ومقترحا بان تتولى المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة احداث برنامج خصوصي في بناء اقتصاد المعرفة يمول من قبل الدول الاعضاء ويعمل من اجل تعميق التعاون والتكامل بين الدول للاخذ باسباب التطور والنماء. كما دعا رئيس الجمهورية الى المراهنة على تكنولوجيات المعلومات والاتصال والاستثمار فيها وتعزيز الشراكة بشانها بين القطاع العام والقطاع الخاص حتى تستطيع الدول مواكبة العصر باكثر ما يمكن من مقومات التقدم والنجاح مشيدا في هذا السياق بالتعاون القائم بين تونس والمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة وبالتنوع الايجابي الذى اتخذه هذا التعاون في السنوات الاخيرة ليشمل عدة ميادين ذات اهتمام مشترك . وذكر الرئيس زين العابدين بن علي بان تونس ادركت مبكرا اهمية تكنولوجيات المعلومات والاتصال وضرورة الاستفادة منها وبادرت منذ اوائل تسعينات القرن الماضى بتعهد قطاعات التربية والتكوين والتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا بالاصلاح والتطوير وخصصت لها ثلث ميزانية الدولة . واستعرض في هذا الاطار الجهود التي بذلتها تونس لتحقيق التوظيف الامثل لتكنولجيات المعلومات والاتصال في الموءسسات التربوية والثقافية والشبابية والجامعية . وجرى هذا الموكب بحضور الوزير الاول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين واعضاء الديوان السياسي للتجمع الدستورى الديمقراطى ومفتى الجمهورية واعضاء الحكومة . كما دعى لحضوره الامناء العامون للاحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية ورؤساء الوفود المشاركة في الموءتمر وعدد من الشخصيات الوطنية . ويشارك في هذا المؤتمر رفيع المستوى الذى يتواصل على امتداد ثلاثة ايام وزراء للاقتصاد والتشغيل والمالية والتربية والتعليم العالي والبحث العلمي فى البلدان الاسلامية فضلا عن نخبة من الخبراء والاكاديميين ورجال الاعمال وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية . وتتركز الاشغال على محاور بناء اقتصاديات معرفة ناجحة وتشجيع الابتكار وتعزيز التنافسية الى جانب المقاربات القابلة للتنفيذ من الشركاء وصناع القرار ودفع التعاون الدولي من اجل النهوض بالتشغيل وتحقيق النمو الاقتصادى . وكان الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة ألقى كلمة ثمن فيها مسيرة التقدم في تونس في مختلف مجالات الحياة بقيادة الرئيس زين العابدين بن على وأخذها بأسباب التطور في مضمار بناء مجتمع المعرفة. وأكد أن تسليم الدرع الذهبي للرئيس زين العابدين بن على جاء تقديرا لجهود سيادته الرائدة في تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة وفي إقامة الأسس الراسخة للنهضة العلمية والتكنولوجية والحضارية في تونس واعترافا بإسهامات سيادته المتميزة في تعزيز التعاون الدولي من اجل بناء اقتصاديات المعرفة وتشجيع الابتكار والتنافسية. وأضاف قوله إننا نستمد من التجربة التونسية حوافز للمضي قدما من أجل توفير الإطار الملائم للنهضة العلمية والمعرفية والاقتصادية لدول العالم الإسلامي. ولاحظ ان اقتصاديات المعرفة تعد من أهم قضايا العصر حيث يتزايد اهتمام المجتمع الدولي بسبل بناء مجتمع المعرفة على قاعدة متينة من تطوير العلوم والتكنولوجيا وتشجيع الابتكار والإبداع في حقول البحث العلمي وإرساء نهضة معرفية شاملة تخدم الأهداف الإنسانية في الأمن والسلام وفي البناء والنماء وفي التقدم والرخاء. وأبرز تناقض الاقتصاد القائم على المعرفة مع الاقتصاد التقليدي الذي لم يعد يتلاءم مع متغيرات العصر ويحول بين الدول النامية والولوج إلى مجتمع المعرفة وبناء القوة الاقتصادية مؤكدا أن هذا المؤتمر الدولي بتونس سيكون مدخلا نحو حل المشاكل الناجمة عن جمود الاقتصاد التقليدي بالبحث عن فرص جديدة للتنافسية وإيجاد فرص الشغل للأجيال الجديدة لتمكينها من الإسهام في خدمة تنمية مجتمعاتها. وبين أن شعار المؤتمر حول إحداث فرص العمل ورفع مستوى التنافسية وتحقيق التنمية المتوازنة يعتبر من أهم أهداف منظمة الايسيسكو التي تصب جميعها في قناة واحدة وهى تحقيق التنمية التربوية والعلمية والثقافة للعالم الإسلامي. ومن جهتها اكدت الدكتورة شامشاد اختار نائبة رئيس البنك الدولي ان تنظيم تونس لهذه الندوة يجسد التزام الرئيس زين العابدين بن علي برفع تحديات التشغيل والتنافسية والتنمية المتوازنة مشيرة الى مساندة البنك الدولي لمثل هذه المبادرات من أجل المساعدة على التعريف بفوائد ومزايا مجتمع المعرفة والعمل على تنمية وتطوير التعاون الدولي لبناء اقتصاديات المعرفة. واعتبرت ان المعرفة ونشرها على الوجه الأكمل يمثلان عاملين ضروريين لدفع الانتاجية وتعزيز التنمية الاقتصادية المستديمة ملاحظة ان التجارب الناجحة على صعيد اقتصاد المعرفة اكدت وجوب ترسيخ وتجذير المعرفة في منظومة التعليم ودعم ذلك بالبحث والتجديد والمشاركة فى شبكات الانتاج وقنوات المناولة العالمية. وأفادت ان مقاييس مؤشر الاقتصاد المعرفي للبنك العالمي تبرز ان منطقتي الشرق الاوسط وشمال افريقيا سجلتا تقدما خلال العشرية الماضية فى ما يتعلق بالتعليم واعتماد تقنيات الاتصال والاعلام فضلا عن التحسن التدريجي للبيئة المؤسساتية ملاحظة في هذا السياق ان الصادرات التكنولوجية فى تونس تضاعفت خمس مرات بين سنتي 1997 و2005. وأكدت في نفس السياق اهمية وضع استراتيجية واضحة للاقتصاد المعرفي واعداد مخططات للتنمية تولي اهمية بالغة لتحديث قطاع التربية وللبنية التحتية لتكنولوجيات الاعلام والاتصال كما ترتكز على تعزيز المنظومة الاقتصادية وتشجيع التنوع الاقتصادي عبر دعم القطاع الخاص مشيرة الى المبادرة التي قام بها البنك العالمي في اتجاه دعم اقتصاد المعرفة بالعالم العربي.