أخبار تونس – بمناسبة الدورة 16 لأيام السينما الأوروبية التي تنتظم بعدة ولايات تونسية من1 إلى 18 ديسمبر 2009 تم مساء الأحد بقاعة البرناص بالعاصمة عرض شريط سينمائي من مالطا بعنوان “القفص” (IL GAGGA) للمخرج ماريو أزوباردي. وهذا الشريط هو واحد من الأفلام التي يبلغ عددها 35 فيلما بين قصير وطويل سيتم عرضها بعدة فضاءات تنتمي إلى 15 بلدا أوروبيا من بينها فرنسا وايطاليا وبلجيكا وألمانيا والمجر واليونان و3 بلدان مغاربية وهي تونس والجزائر والمغرب، وذلك في العديد من المدن التونسية كجندوبة والقيروان وصفاقس والمهدية وقابس وسوسة، علما وأن تظاهرة أيام السينما الأوروبية تنظمها المفوضية الأوروبية بتونس بالتعاون مع سفارات البلدان الأعضاء في الاتحاد الأوروبي ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث. img src="http://www.akhbar.tn/wp-content/uploads/2009/12/cinema.jpg" alt="" title=""القفص".. شريط مالطي في الدورة 16 لأيام السينما الأوروبيةwidth="350" height="225" class="aligncenter size-full wp-image-34493" / ويستعرض شريط “القفص” الذي تدوم مدة عرضه 75 دقيقة جوانب هامة من المجتمع المالطي المعاصر خاصة خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي لاسيما غداة تحرر الشعب المالطي من نير الاستعمار البريطاني. وتم تصوير الشريط -الذي كتب قصته الاديب المالطي الشهير فرانس ساموت سنة 1971 – من طرف المخرج ماريو أزوباردي وهو لا يزال شابا يزاول دراستة الجامعية وكان الشريط قد تم ترميمه بين سنتي 2006 و2007 ليشاهده الجمهور في نسخة جديدة ويظهر ذلك بوضوح من إستعمال صور بالأسود والأبيض وأخرى بالألوان. ومثلما يظهر عنوانه فإن شريط “القفص” يصوّر معاناة الشاب “فريدو” في التأقلم وسط بيئة إجتماعية منغلقة يتفشى فيها التعصب السياسي والتزمت الديني بشكل خاص ويعالج الشريط حقبة تاريخية كانت فيها مالطا لا تزال حديثة الاستقلال تسعى إلى بناء نظام حديث للدولة والمجتمع. وتعترض “فريدو” بطل شريط “القفص” عدة صعوبات منها التواصل مع أفراد أسرته والبحث عن زوجة تتلائم مع أهوائه وميولاته فينكسر خاطره عدة مرات بعد فشله في الحب إلى حد جعله يشعر بالاختناق والضيق ويبدع مخرج الشريط في نقل مشاعر البطل وبقية الشخصيات باستعمال عدة تقنيات سينمائية مثل تكبير ملامح الوجه والتكثيف من المشاهد المأثرة واعتماد أسلوب الومضة الورائية (الفلاش باك) بالإضافة إلى اختيار موسيقى تتطابق مع التبدل السريع والفجئي لأحداث الشريط. ويعد المخرج ماريو أزوباردي من خيرة المخرجين المالطيين وأحد الذين أسسوا السينما كصناعة قائمة الذات في مالطا ولقد بعث هذا المخرج سنة 2007 مؤسسة كبرى تعنى بإنتاج الأفلام وبتطوير الفن السابع في بلاده بعد أن عاد من إقامة طويلة له في كندا. كما كشف شريط “القفص” لجمهور قاعة البرناص مدى التقارب الكبير بين اللهجة العامية التونسية واللغة المالطية مما جعل جل المتابعين للشريط يتجاوبون كثيرا مع أطوار العرض السينمائي ومما خفف من الصعوبة النسبية للعنونة المصاحبة للشريط التي كانت باللغة الانقليزية. ويعكس الشريط في مواطن عديدة منه علامات التداخل والتواشج بين الثقافات المتوسطية التي تكشف ثراء وتعدد في العادات والتقاليد كل ذلك يتأتي من التاريخ الطويل والثري لمجتمعات حوض البحر الأبيض المتوسط كما تحضر في هذه الثقافة عناصر الطرافة والفكاهة والمرح.