أخبار تونس في إطار الإحاطة بالفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود قررت الدولة بعث صناديق ذات صبغة تنموية وإنسانية أساسا الصندوق الوطني للتضامن 26-26 والبنك التونسي للتضامن والذي تم تأسيسه بموجب القرار الرئاسي المؤرخ في 21ماي1997 ويهدف إلى توفير التمويل وإنشاء مصادر دخل للأشخاص الذين لا تتوفر لديهم الموارد اللازمة أو الضمانات الكافية، كما تم في تونس فسح المجال للمنظمات غير الحكومية للقيام بدورها الاجتماعي والإنساني في نفس النهج التضامني التنموي الذي رسمته البلاد منذ العشريتين الماضيتين . وفي هذا السياق تعمل أندا العالم العربي وهي منظمة دولية غير حكومية تم تأسيسها في تونس سنة 1990 وهي تهتم بتقديم الخدمات المالية وغير المالية لفائدة صاحبات وأصحاب المشاريع الصغرى في الأحياء الشعبية. وإلى جانب وظيفتها الأولى المتمثلة في إسناد القروض الصغرى لذوي الدخل المحدود فإن إندا تدعم إشعاع تونس التضامني و سياستها التكافلية من خلال تنظيم منتديات إقليمية عربية و متوسطية كالمنتدى الخامس “سنابل” الذي احتضنته تونس من 5 إلى 8 ماى 2008 حول القروض الصغرى فى العالم العربي وتحت الرعاية السامية للرئيس زين العابدين بن علي إلى جانب احتضانها في تونس للمنتدى السادس للبنك الأوروبي للاستثمار لتقديم نتائج الدراسة حول القروض الصغري في المتوسط . وقد مثلت مشاركة هذه المنظمة في فعاليات الصالون الدولي للخدمات البنكية والمالية والنقديات من 3 إلى 6 ديسمبر الجاري علامة مميزة في إطار ربط الصلة بمختلف الزائرين الراغبين في بعث مشاريع صغرى والذين لم تتوفر لهم إمكانية الحصول على تمويلات من البنوك الكلاسيكية، كما عرفت بمختلف القطاعات التي تدعمها أندا للقروض الصغرى، إذ لا تنحصر أنشطتها على ميادين البيئة والأعشاب والتي اعتبرت من أهم أنشطتها عند انبعاثها في بداية التسعينات، بل تشمل أيضا عدة برامج أخرى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في إقليمتونس الكبرى خاصة. وتعتبر ” أندا العالم العربي” من الخلايا الناشطة ضمن عائلة ” أندا العالم الثالث” التي تأسست في داكار، السينيغال وذلك منذ 30سنة والتي تقوم رسالتها على التصدي للفقر والإقصاء وأسبابهما وهي في الماقبل تهتم بالمحيط والتنمية. وفي آخر إحصائيات قدمتها هذه الخلية وذلك حتى موفى شهر سبتمبر، بلغ عدد القروض المسندة 71 ألف قرضا بمبلغ يقدر ب48.400ألف دينار، لحرفاء بلغ عددهم الإجمالي 162 ألف حريفا هم أساسا من المستثمرين الصغار وأصحاب مشاريع صغرى ينتمون إلى القطاع المهمش فحوالي 60 بالمائة من الحرفاء دخلهم أقل من المعدل المعتمد في تونس، كما تمكنت هذه المنظمة من تشغيل 620 موظفا و للمنظمة 57 فرعا في تونس موزعة على 21 ولاية من أصل 24 . ويحتوي جناح هذه الجمعية على مختلف البيانات التي يمكن أن ترشد الحريف الراغب في الحصول على قروض صغرى ومدة استرجاعها و جذاذات تعرف بعناوين مختلف الفروع وموقع الواب وإصدارات تعرف بمختلف المشاريع الناجحة في مختلف الميادين... وحرصت أندا على التنويع في قروضها حتى تستجيب لطلبات حرفائها وتتراوح قيمتها بين 150 و 4000 دينار لتلائم إمكانيات كل حريف ونذكر في هذا السياق أربع قروض: ” مولني” و” السلفة” و”قرض الماشية” و”قرض التعليم”، يعنى الأول بتمويل المشاريع الصغرى القابلة للتطوير و الثاني بالأنشطة المتواضعة المدرة للدخل وعادة ما تكون هذه الأنشطة في منزل الحريف و الثالث خاص بمربي الماشية و الرابع يعنى بمساعدة العائلات على تحمل المصاريف المدرسية. وتتميز الخدمات المسداة من طرف هذه الجمعية بالسرعة حيث لا تتجاوز مدة الإجابة 15 يوما وعادة ما تكون الإجراءات بسيطة وملائمة لكل المطالب، هذا فضلا عن كونها تساهم في تقديم خدمات مرافقة كالتثقيف المالي والتكوين التقني لتحسين منتجات الحرفاء والتشخيص وإسداء النصائح الخاصة، كما تساعدهم على تسويق منتوجاتهم. و يشرف على تمويل أندا 7بنوك تونسية و4مؤسسات عالمية وذلك عبر قروض تجارية هذا فضلا عن كونها تتمتع اليوم باستقلالية مادية إذ توصلت إلى تحقيق اكتفائها الذاتي وذلك بفضل ما يدفعه الحرفاء لها وهو ما يغطي كل مصاريفها.