أخبار تونس – تمثل التغيرات المناخية أكبر تهديد عالمي لصحة الأطفال في القرن الحادي والعشرين، حيث يجبر الجفاف والفيضانات والكوارث الطبيعية العائلات على ترك منازلهم والأطفال على هجر مدارسهم . وقد تميزت تونس بوعي مبكر بخطورة هذه التغيرات المناخية حيث كرست كل السلط المعنية مجهوداتها البشرية و المادية والمعنوية لنشر ثقافة الوعي لدى الأطفال كمحاولة للحد من هذا الخطر المناخي عبر آليات من بينها إحداث دليل مدرسي حول التغيرات المناخية ، إذ أقدمت خلية الإعلام حول الطاقة المستديمة و البيئة بدعم من الوكالة الوطنية للتحكم في الطاقة ،على إصدار قرص ليزري ناطق بعدة لغات ، يهدف إلى تحسيس الشباب المدرسي بإشكالية التغيرات المناخية . وتناول القرص بالصورة و الصوت عددا من المحاور المرتبطة بهذا الموضوع وتتمثل في فهم المناخ و ظاهرة الاحتباس الحراري و التأثيرات الممكنة للتغيرات المناخية وكذلك الوسائل اللازمة للحد من هذه الظاهرة . وتطرق هذا الدليل بالشرح و التحليل موضوع الطقس والمناخ مبينا أن الطقس هو مجموعة متنوعة من المتغيرات التي تحدث في الغلاف الجوي الذي يحيط بالكرة الارضية ، و أنه يتضمن التغيرات اليومية الحاصلة للحالة الجوية في منطقة محددة ، وتتمثل هذه التغيرات في درجة الحرارة و الضغط الجوي وحالة الرياح . ولشرح ظاهرة الاحتباس الحراري، يفسر القرص الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض ،وذلك كنتيجة لزيادة إنبعاثات ، ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيترون والأوزون وهي غازات طبيعية تلعب دورًا مهمًا في تدفئة سطح الأرض... ونتيجة لما يترتب عن التغير المناخي من أزمات بيئية واقتصادية ولحث الأطفال على مجابهتها و حماية كوكب الأرض ،وجب إتباع سلوكيات بسيطة في حركتها لكنها تترك أثارا ايجابية على الإنسان، وتتمثل في عدم تبديد الطاقة في المنزل ، واستعمال التجهيزات المقتصدة في الطاقة ، و الطاقات المتجددة كالسخان الشمسي ، إضافة إلى استعمال وسائل نقل جماعية للتقليص من تلوث الهواء ، و المشاركة في رسكلة النفايات بجميع أنواعها . وأفاد تقرير حديث بأن التغير المناخي قد يتسبب في وفاة 250 ألف طفل خلال العام القادم، مع ارتفاع هذا العدد إلى أكثر من 400 ألف طفل بحلول عام 2030. وأشارت مؤسسة “أنقذوا الأطفال” صاحبة التقرير، إلى أن التغيرات المناخية تمثل أكبر تهديد عالمي لصحة الأطفال في القرن الحادي والعشرين. وأوضح التقرير أن أكثر من 900 مليون طفل في الجيل المقبل سيتأثرون بسبب نقص المياه، وأن 160 مليون طفل سيكونون عرضة لخطر الإصابة بمرض الملاريا – أحد أكبر الأمراض القاتلة للأطفال دون سن الخامسة- مع انتشاره إلى أجزاء جديدة من العالم. ويتوقع أن 175 مليون طفل بريطانياً ما يعادل تقريبا ثلاثة أضعاف سكان بريطانيا سيعانون سنوياً من نتائج الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير والجفاف والفيضانات بحلول عام 2030. و يذكر أن تونس ، كانت قد صادقت على جميع الاتفاقيات الدولية المتعلقة بهذه الظاهرة ،و الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية و بروتوكول “كيوتو” ، كما وضعت هذه المشاغل في صميم سياسات التنمية المستديمة . و جدير بالذكر بان العالم اليوم يجتمع في كوبنهاغن ، في أضخم قمة عالمية للمناخ تهدف لإبرام اتفاقية دولية لمواجهة التغير المناخي والحد من ظاهرة الانحباس الحراري وجمع مليارات الدولارات للدول الفقيرة، في شكل مساعدات وتكنولوجيا نظيفة، حيث اجتمع قرابة 160 شاباً من جميع أنحاء العالم في كوبنهاغن، ليعبروا عن التزامهم بإ حداث تغيرات في حياتهم الخاصة، وطالبوا بأن تتخذ الحكومات في أنحاء العالم الإجراءات اللازمة لحماية الأرض من آثار تغير المناخ.