أخبار تونس - لاتزال الخزينة الثقافية للبلاد التونسية تثرى بالعديد من الكتب التي تؤرخ للمدن التونسية الضاربة في القدم لتدون تفاصيل مدينة تشبثت بالأصالة وواكبت التحضر. ولأن صفاقس، ثاني أكبر المدن التونسية بعد العاصمة،و ثاني قطب تجاري و ثاني قطب تكنولوجي و ثالث مدينة صناعية فقد استحقت تدوين كل تفاصيلها المعيشية ، من قبل أحد أبناء هذه المنطقة ، الأستاذ ماهر كمّون مؤلف كتاب ” صفاقس، الأمس و اليوم ” باللغة الفرنسية و الصادر عن دار الطير للنشر ، وبطبعة أنيقة كشف الكتاب عن تاريخ مدينة صفاقس و رسم حاضرها . وتضمنت صفحات الكتاب، الثرية بصور معبرة ، فصولا لعدة مواضيع متنوعة تراوحت بين التاريخ و المعمار و الحياة الإجتماعية . وقد تجول بنا الكاتب في صفاقس بين أزقة المدينة العتيقة وأنهج الأحياء العصرية وكأنك في قلب المدينة ثم مرفأ الصيد البحري وشط القراقنة إلى غابات الزيتون... متراوحا بين تعداد الأطباق والأطعمة والحلويّات الصفاقسيّة والمصطلحات العربيّة التي اختص بٳستعمالها متساكني الجهة، و ذلك حسب ماجاء في موقع “leaders.com.tn” كما عاد بنا إلى تاريخ صفاقس مستعرضا الفتوحات العربيّة وصولا إلى الإحتلال الفرنسي الذي تبعه استقلال البلاد، وجال بمختلف مواقع المدينة فتحدث عن البحر وميناء صفاقس ومرفأ الصيد البحري وعن شط القراقنة وعن جزر قرقنة. ثم دخل المدينة العتيقة وطاف بمختلف أنهجها وأزقّتها ذات الطابع المعماري العريق، واتجه نحو الأحياء العصريّة بمختلف أنهجها الواسعة الجميلة وبناياتها ذات المسحة العربية الإسلامية كقصر البلدية والمقر السابق لشركة صفاقسقفصة وفندق الزيتونة. وتنقل نحو الغابة فتدرج من الأجنّة الى البورة ومنها الى الحوايز ثم الهناشر حيث توجد غابات الزيتون الفتانة، وخلال هذه الجولة توقف الكاتب عند جلّ الحرف التي اضمحل البعض منها كالطرّاق أي القرباجي أو الطرّاح وغيرها ووصفها وصفا دقيقا كما تحدث عن مختلف الأطباق والأطعمة والحلويات الخاصّة بالجهة كالشرمولة والحوت المالح ومرقة الصبارص وخبز الشعير والملبس والجاويّة. كما تطرق الأستاذ ماهر كمون إلى نهضة صفاقس الإقتصادية والمشاريع الضخمة التي تم إنجازها أو هي بصدد الإنجاز مثل مشروع تبرورة والمطار والمواني البحرية وغيرها... ولأن عاصمة الجنوب ثرية في لهجتها ، فقد خص الأستاذ كتابه بقاموس موجز لما يزيد عن 180 مصطلحا عربيا مع تفسيرها كالأسبولي والغميقة والباقية والشكبة والفوّارة...