أكّد وزير الثقافة عزالدين باش شاوش خلال اللقاء الذي جمعه بمثقفي جهة صفاقس على حرصه الشديد على القطع مع فلول النظام السابق داخل أروقة الوزارة ووعد بان يسعى جاهدا لكي تسجّل المدينة العتيقة ضمن التراث العالمي وهو الملف الذي سينطلق في الاشتغال عليه في إطار اللجنة الوطنية بتونس مع مجموعة من الباحثين والخبراء في مجال التراث من ولاية صفاقس وعلى الصعيد الوطني. وعبّر الوزير عن استيائه من مسألة الإنتقادات التي يوجهها الكثيرون لآداء الحكومة المؤقتة واصفا ذلك بالمبالغ فيه لما تقوم به هذه الحكومة من مجهود لم يتحقق في السابق وتطرّق في هذا الإطار إلى مرسوم 11مارس2011 الذي تم إصداره من قبل الرئيس المؤقت لفائدة قطاع التراث والقاضي بإلغاء 14أمرا صادرا عن الرئيس المخلوع، ويجيز هذا المرسوم استرجاع الأراضي التي تم الحوز عليها في منطقة قرطاج والتي ناهزت 37هكتارا لم تبن منها سوى5 هكتارات . ورغم المقترحات التي تحدّث عنها الوزير والتي وصلته مباشرة إلى مقر الوزارة من جملة من مثقّفي الجهة والتي أثارت ردود فعل قوية داخل القاعة بكونها لا تمثّل الساحة الثقافية الموسعة بصفاقس فإن وزير الثقافة سرعان ما تدخّل موضّحا بأنه متواجد في هذا اللقاء وكلّه آذان صاغية لأية مبادرة أومقترح . وعلى إثر الزيارة التي أداها للمدينة العتيقة والإنصات إلى مشاغل اهلها وحرفييها تعهّد بالعمل على تحويل فندق الحدادين إلى مركز حي لتقديم التراث الحرفي مع احتضانه لورشات حية للحرف المهددة بالإندثار وجعله مواكبا للتطور حتى لا يتم القضاء على التراث الحرفي بالجهة وصيانة دار الجلولي والجامع الكبير وتسجيل المدينة العتيقة ضمن التراث العالمي. كما وعد وزير الثقافة ببعث مجمّع متحفي للتراث الأثري والتقليدي والزيتونة بالمنتزه الحضري بطينة إلى جانب بعث متحف وطني للتراث البحري بشط القراقنة. «الوزارة مفتوحة لكل مقترحاتكم المقرونة بالعمل الثقافي النير ومستعدة للدعم بكل الوسائل» هكذا تحدّث وزير الثقافة مع المثقفين من صفاقس فاخبروه عن العراقيل وعلى ضرورة القطع أولا وقبل الحديث عن الدعم أوالترتيبات مع من يشغلون مناصب داخل وزارة الثقافة ويؤثّرون في القرارات حتى لا يتواصل سيناريو التصادم بين المثقّف المبدع وممارسة الإدارة.