أخبار تونس – تتجه السياحة التونسية اليوم إلى مراجعة الكثير من المسلمات السائدة بهدف تحقيق نقلة جديدة في المنتوج خاصة على مستوى الخدمات المقدمة للحريف سواء منه الوافد أو المقيم باعتباره قطاعا خدماتيا شديد الحساسية والتأثر. وقد حرصت وزارة الإشراف منذ سنوات عديدة على بلورة سياسة جديدة للخدمات وتجويدها بما يرفع من إنتاجية الوحدة السياحية أولا ويحقق بالتالي المرد ودية المرجوة للقطاع خاصة بعدما تم إطلاق برنامج إعادة تأهيل القطاع من خلال تأهيل الوحدات الفندقية وإعادة تصنيفها في ضوء المستجدات التي عرفتها السياحة في العالم وتزايد المنافسة... وأفاد وزيرالسياحة بأنّ الوزارة تعكف حاليا على تنقيح البرنامج الوطني الذي أطلق عام 2005 والمتعلق بتأهيل الوحدات الفندقية وإعادة تصنيفها، مشيرا إلى أنّ التنقيحات الجديدة ستشتمل على إحداث خطة جديدة لمراقبة جودة الخدمات المسداة للحرفاء وذلك بالتوازي مع مراقبة المنتوجات السياحية التي توفرها الفنادق تتمثل في خطة الحريف المتخفي. وتتنزل وظيفة “الحريف المتخفي” أو المواطن الرقيب في إطار الجهود المبذولة لتحسين الخدمات داخل الوحدة الفندقية ويهدف عمل أعوان مراقبة جودة الخدمات السياحية بالفنادق التي كشفها وزير السياحة خليل العجيمي خلال اللقاء الصحفي الذي عقده يوم الإثنين الماضي إلى معاينة مدى تطابق خدماتها مع المعايير المشروطة و تصنيف النزل ، على غرار ما هو معمول به في البلدان الأوروبية. موضحا أنّه و بقطع النظر عن مراقبة المنتوجات السياحية للفنادق (مساحة الغرف، نوعية التلفاز، نوعية الأسرّة...) سيضطلع المتفقدون بمهمة تفقد نوعية الخدمات وطريقة تقديمها للحرفاء اعتمادا على عدّة مقاييس (المدة الزمنية لقضاء حاجة الحريف، طريقة الاستقبال، طريقة المعاملة...). وفي صورة ملاحظة وجود إخلالات تسيء للمنتوج السياحي بالوحدة الفندقية وعدم تطابق خدماتها مع تصنيفها يقع الحطّ من تصنيف النزل لحث أصحابه على إعادة تأهيل خدماته والارتقاء بجودته. وذكر السيد خليل العجيمي أنّ وزارة السياحة قامت خلال عام 2009 بنحو 25 ألف عملية مراقبة للنزل والمطاعم السياحية كما أشار إلى إعادة تصنيف أكثر من 130 نزل ، كاشفا أن هناك 80 نزلا وقع الحط من تصنيفها وتجرديها من بعض النجوم لعدم تطابق خدماتها مع المعايير المعمول بها في القطاع منذ سنة 2005..