أخبار تونس – في حصيلة المخرج السينمائي هشام بن عمار عدة أفلام وثائقية نذكر من بينها “كافشانطا” سنة 1999 و”رايس الأبحار” سنة 2002 و”شفت النجوم في القايلة” سنة 2006 وتتميز كلها بطرافة الطرح والمعالجة الفنية المتقنة. ويستند هشام بن عمار في إنتاجه السينمائي على تجربته الطويلة في الميدان ، فبعد أن درس الفنون الجميلة شرع في تنشط نوادي السينما ثم حرّر عديد المقالات في النقد السينمائي بالإضافة إلى مشاركته في الإدارة الفنية لبعض الملتقيات والمهرجانات السينمائية مثل: “اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي بتونس” DOC A TUNIS . ويعد شريط “كان يامكان في هذا الزمان ” آخر ما أنجز المخرج هشام بن عمار والذي تم تقديمه في عرض خاص بالإعلاميين والمحترفين السينمائيين في قاعة سينما “آفريكا آرت” صبيحة يوم الأربعاء وشكل هذا العرض حدثا بارزا إذ حضره كثير من النقاد السينمائيين والمخرجين وعشاق الفن السابع كما سجل المخرج العالمي هيبير سوبير (صاحب شريط “كابوس داروين” حضوره بمعية المخرج المكسيكي البارز دورسكي. والشريط الذي تبلغ مدة عرضه 85 دقيقة هو من إنتاج شركة 5 / 5 ، أخذت مناظره في عدة مدن انطلاقا من تونس ومرورا بباريس ولندن وبروكسل، بينما قام بتصويره: هشام بن عمار وحاتم الناشئ ووليد مطار وعبد الصبور بالعربي وربيع مسعودي وآن كلوسات ولويز برنال والودي كلومار. ويتناول هذا الشريط الجديد الذي دام تصويره سنتين مسيرة النجاح المبكر للطفل النابغة في الموسيقى أنس الرمضاني (من مواليد 1995 ) بعد نجاحه في مناظرة معهد ” مينوين” المتخصص في العزف على آلة الكمنجة يوم 14 سبتمبر 2007 مما دفع الحكومة البريطانية التي يوجد بها المعهد إلى منح هذا الشاب المتميز منحة الدراسة إلى غاية سنة 2014. ويكشف المخرج هشام بن عمار في شريطه خلال عرضه للمسيرة الباهرة لأنس قصة أسرة بأكملها خاصة والد الشاب عبد الرؤوف الرمضاني أستاذ الموسيقى الذي سهر كثيرا من أجل تكوين ابنه وصقل موهبته مع الإشارة إلى المساعدة الفعالة للجمعية الخيرية “موال” التي ترأسها السيدة آمال القعيّد. كما يكشف الشريط بإسهاب عن شرائح واسعة من الذين ساهموا من قريب أو بعيد في دفع الشاب أنس الرمضاني إلى الإبداع، بداية من الموسيقيين العالميين مثل دافيد أوستراخ وأشهر عازفي الاركسترا والأوبرا الذين كانوا خير حافز لهذا الشاب كي يفرض ذاته ويبرع في فن العزف. ويركز المخرج هشام بن عمار على التقاط المشاهد المؤثرة خاصة تلك المتعلقة بمشاعر الوالد تجاه ابنه وابتهاجه به وهو يحقق النجاح إثر النجاح علما وان الموسيقى كانت مهنة توارثها أنس أبا عن جد وذلك أثناء مشاركتهم العازفين الهواة في آلات النفخ ... كما تتميز كاميرا هشام بن عمار بجمالية خاصة إذ يكثف من تصوير الملامح وقسمات الوجه عن قرب ويكثر من المشاهد التي تحيل على الشفافية والنقاء لاسيما من خلال تتبع ما تشكله الطبيعة من سحر وشفافية ورقة تماشيا مع موضوع انشغاله المتمثل في الموسيقى والأصوات المنغمة الشجية. ويدمج مخرج الشريط التصوير الاحترافي بالتصوير الهاوي ليدعم شهاداته بشهادات أخرى رصدتها الكاميرا الصغيرة لأسرة الشاب أنس أو تلك المتعلقة بمحادثات “الويب كام” أو “السكايب” والهاتف المحمول، مما أضفى مزيدا من الدقة والتلقائية على العمل السينمائي الجديد وأدرجه في عصره الرقمي. وفي حديث خصّ به “أخبار تونس” أكد المخرج هشام بن عمار أنه سيشاهد شريطه الجديد “كان يا مكان في هذا الزمان” الذي يعتبره بمثابة “رسالة حب” وعربون وفاء لكل من ساعده، لأول مرة على الشاشة الكبيرة مع جمهور السينمائيين المحترفين والنقاد والإعلاميين وبعض الأصدقاء حيث ركّب صوره وأعده وشاهد كل أطواره على الشاشات الصغيرة. كما عبر هشام بن عمار عن رغبته في مواصلة عرض شريطه في تونس للجمهور الواسع قبل ان يخوض به غمار المهرجانات السينمائية فإذا نجح هذا العمل في تربته الأم “أرض تونس” فسيلقى كل الدعم والترحيب في مختلف المحافل لعل أولها سيكون “اللقاءات الدولية للفيلم الوثائقي بتونس” DOC A TUNIS في ربيع العام القادم.