أنس الرمضاني فتى تونسي من مواليد 1995 نابغة موسيقية على مستوى عالمي هو محور شريط وثائقي يخرج للناس قريبا. أنس مرتبط بالدراسة خارج حدود الوطن ... واذا كان الشبل في لندن فان والده الساهر عليه يقيم بين ظهرانينا. عبد الرؤوف الرمضاني أستاذ الموسيقى ووالد أنس حادثناه نستخبر عن ابنه النابغة اجلالا للأبوة وادراكا أن ليس أنسب منه للحديث في سياق الحال. قلنا : أنس الرمضاني عنوان لنبوغ تونسي في الموسيقى ومحور لشريط وثائقي منتظر فكيف الأمر؟ - قال وقد تملكه مزيج من الفخر والحياء : أي نعم لقد أنجز المنتج والمخرج السينمائي التونسي «هشام بن عمار» شريطا وثائقيا عن حياة أنس ومسيرته الفنية يحمل عنوان : كان يا ما كان في هذا الزمان». وقد كان منطلق فكرة هذا الشريط حين عاين السيد هشام بن عمار آداء أنس عزفا في عرض سمفوني في المسرح البلدي في مارس 2007 مع الأركستر السمفونية التونسية بقيادة المايسترو أحمد عاشور .. وعموما أترك مهمة الحديث عن الشريط لمخرجه الذي سيقدمه لرجال الاعلام والسينما في عرض خاص يوم 17 من هذا الشهر. الفتى أنس نبوغ لفت اليه انظار عالمية أثناء مسيرته منذ كان صبيا فهل لك ان تعرّفنا عليه أكثر ؟ - يجيب محدثنا مبتسما : بل منذ كان جنينا في رحم أمه .. كنت اسمعه الموسيقى والغناء، كان يتفاعل مع الأمر فأبتهج، أنا أستاذ موسيقى في نهاية المطاف وأنتشي بحبّها ... في سن الخامسة انطلق الصبي في تعلم العزف على آلة الكمنجة وقد ساعده في ذلك أنني أتولى شأن معهد موسيقي خاص بمدينة مقرين. بروز الفتى الى الجمهور كان عند عرضه «رقصة الكمنجة» وفاء لروح العازف الكبير رضا القلعي في اختتام مهرجان قرطاج في أوت 2005 وقد كان عمره آنذاك لا يتجاوز التسع سنوات. وفي 21 جوان 2006 شارك أنس مع الأركسترا الفيلارموني الضخم بمناسبة عيد الموسيقى العالمي منتقى عن القارة الافريقية والعالم العربي - كما تحصل في باريس في فيفري سنة 2007 على الجائزة العالمية الأولى في العزف على الكمنجة من بين 212 مشاركا من ألمع العازفين على هذه الآلة من شباب العالم أجمع. واستمر الولد في تألقه .. هنا لا يفوتني حدث هام لا بد أن أنوّه به هو رسالة التشجيع التي تلقاها أنس من فخامة الرئيس زين العابدين بن علي. رسالة شحذت الهمة وزادت من رغبة ابني والعائلة في الاجتهاد من أجل تشريف الوطن. سمعنا أن أنس يدرس الآن في لندن. كيف انتقل الى هناك؟ هل ضاقت البلاد بعبقريته؟ - كلا تونس أرحب من أن تضيق بأهلها جميعا فما بالك بالنابغين منهم وأبنائها البارين. كل ما في الأمر أن أنس تحول الى لندن منذ اكتوبر 2007 ليدرس في وهي مؤسسة مختصة في تدريس المواهب العالمية في ميدان العزف وهي ترعاه حرفيا هناك بالتعاون مع المنظمة العالمية La Fondation Zagarderre هل يزور أنس تونس كثيرا؟ ثم الا تخشى من اغترابه وأن يؤخذ منا؟ - أنس تونسي أولا وأخيرا .. هو دائم الحضور في تونس اذ يفعل ذلك كلما سمحت له الدراسة .. جذوة الانتماء الى هذه البلاد لم تخب فيه وليس لها أن تخبو .. واذا ما انتشر كونيا فلن يكون في ذلك سوى تميز للوطن الذي انجبه. ما شأن دراسة الفتى ؟ وما شأن حضوره الموسيقى حاليا؟ - أما من حيث الدراسة فلله الحمد أنس متميز في دروسه وأما من حيث حضوره الموسيقي فهو يشارك من حين الى آخر في عروض موسيقية على غرار عرض بباريس بالقاعة الشرفية Hôtel des Invalides وعلى غرار مشاركته في مارس 2009 في عرض خاص لفائدة منظمة خيرية بحضور ملكة بريطانيا. نختم بك وبحالة العائلة ما ضريبة هذا التألق ؟ - الحمد لله ... الفراق صعب عليّ وعلى أمه وأخته ... لكن لعل ما يخفف العناء أنه يزورنا من حين الى حين وأننا نزوره كلما سمحت الامكانية ... ثم ان اخته الصغيرة تهوّن علينا غربته اذ هي تحاكيه وتبشر مثله بنبوغ جديد كلما عزفت على البيانو.