أخبار تونس - مع مطلع كل سنة جديدة يجدد الناس أمنياتهم وآمالهم ويعربون عما يختلج بنفوسهم من أمنيات تختلف باختلاف أهداف أصحابها. فهناك الأمنيات الذاتية التي نفعيتها لا تكون إلا على صاحبها وهناك الأمنيات الأكثر اتساعا التي تهمّ المحيطين بالفرد وتخرج من إطار الفرد الضيق لتشمل الجميع لكنها كلها تبقى أمنيات يسعى الإنسان إلى تحقيقها. بين النجاح والسعادة والصحة الجيدة والأمن والسلام... تتراوح الأمنيات، فالتونسيون جميعهم يستبشرون بحلول العام الجديد ويتبادلون التهاني بهذه المناسبة فهم يستقبلون السنة الجديدة بالاحتفالات والأمل عسى أن يتحقق في هذه السنة ما لم يكن ممكنا في السنة الماضية. سنة مضت وأخرى حلّت حيث يبني العديد على آخر سنة في العشرية الأولى للألفية الثانية طموحات كبيرة عسى أن تكون طالع خير على الناس جميعا بمختلف شرائحهم وأن لا تبقى الأمنيات مجرد أمنيات بل تتحول إلى حقيقة. فبعد أن ودّع التونسي سنة مليئة بالأحداث الهامة والتي أضافت الكثير لمسيرة تونس الحافلة هاهو يستقبل سنة جديدة تطلب الكثير من العمل حتى يتواصل العمل على درب النجاح. وبما أن التونسي جزء من إطار عالمي تهزه النزاعات فإنه يطمح أيضا إلى السلام والأمن اللذين يغيبان على عدد من الأماكن في العالم. وبمناسبة الاحتفال بالسنة الجديدة 2010 وتوديع 2009 عمت حالة من البهجة والمسرة العارمة كافة أنحاء العالم، وباختلاف الشعوب تتنوع وتتفاوت مظاهر الاحتفالات من بلد إلى آخر وشهدت الساحات الكبرى بأشهر العواصمالغربية عند الساعة الصفر ذروة هذه الاحتفالات بعد أن تجمع الناس بأعداد غفيرة أملا في أن يكون العام الجديد مليئا بالسلام والحب والسعادة. ففي سيدني أكبر المدن الاسترالية تجمّع حوالي مليون ونصف شخص فوق محيط جسر “هاربور” للاحتفال برأس السنة الجديدة وعندما وصلت عقارب الساعة إلى الثانية عشر تعالت أصوات البهجة وهتافات الفرحة تحت هالة من الأضواء الزاهية للألعاب النارية التقليدية حيث استخدمت قرابة 5 آلاف طن من الاسطوانات المفرقعة ودام هذا العرض المدهش قرابة 11 دقيقة. أما منطقة الميناء بمدينة هونغ كونغ فقد عرفت حضور ما يزيد عن نصف مليون شخص لمتابعة حفل الالعاب النارية التي اختار لها المشرفون على الحفل أعلى مكان في المدينة فوق ناطحات السحاب لتكتسب المدينة طابعا احتفاليا مشهودا أدخل الفرحة والابتهاج على المشاهدين المحتفين برأس السنة الجديدة. ولم تكن العاصمة الروسية موسكو بمعزل عن هذه الاحتفالات الكبيرة بالرغم من انخفاض درجات الحرارة وتواصل سقوط الثلوج حيث تابع المحتفون عروضا مميزة من أجل نسيان كدر العام المنقضي والنظر بعيون متفائلة ومتطلعة إلى السنة الميلادية الجديدة. وعلى الجانب الآخر من المحيط احتفل قرابة مليون شخص في مدينة نيويورك بالعام الجديد ونسج على منوالهم سكان المدن البرازيلية لكن بطريقتهم الخاصة من خلال لباس زيّ موحد أبيض اللون للتعبير عن أعلى درجات السرور والفرح التي تتملكهم في الاحتفال بالسنة الجديدة. كما احتفت عاصمة الانوار باريس بطريقتها الخاصة بدخول العام الجديد وتحول برج إيفيل الشهير إلى شجرة ميلاد عملاقة تشعّ بالالوان الجميلة المتراقصة بينما غصّت ساحة “الشانزيليزي” بآلاف المحتفلين. وسادت علامات الاحتفال والبهجة عواصم أوروبية أخرى مثل برلين حيث تجمع المحتفلون عند بوابة برايدنبرغ أما العاصمة الاسبانية مدريد فقد اكتست حلّة زاهية وعرفت احتفالات كبرى لاسيما وأن هذه المدينة تحتضن هذه السنوات مقر رئاسة الاتحاد الاوروبي.