عمّت الفرحة الشعبية بسقوط الرئيس حسني مبارك ربوع العالم العربي من المحيط الى الخليج، وامتدّت البهجة والاحتفالات الى العواصمالغربية حيث شاركت الجاليات العربية المصريين هناك فرحتهم بنجاح الثورة الشعبية، ولكن في مؤشر على الهوة بين الحاكم والمحكوم بقي قادة المنطقة صامتين إزاء ما يجري. وغمرت البهجة التونسيين في أعقاب الاعلان عن تنحّي مبارك، وتعالت الزغاريد من شرفات المنازل بينما كان أصحاب السيارات يطلقون العنان للمنبهات. وتجمّع مئات التونسيين أمام مقر السفارة المصرية وهتفوا بشعارات تمجّد إرادة الشعب المصري وتندّد بالرئيس المخلوع. فرحة واحتفالات وعمّت الفرحة والاحتفالات غزّة ورام اللّه والداخل عقب تنحّي مبارك. وقال الشبان الفلسطينيون ان ثورتي تونس ومصر ستكونان مقدمة لتحرير القدس بعد تحرير الشعوب العربية من خوفها. ووزّع فلسطينيون الحلويات في الشوارع وتبادلوا التهاني في حين سمع إطلاق نار في أرجاء متفرقة احتفاء بالمناسبة. وفي رام اللّه ردّد المحتفلون شعارات «تحيا مصر» و«الشعب يريد إنهاء الانقسام». وفي سوريا، حيث لم يصدر أي موقف رسمي عمّت الفرحة مختلف المدن، وقام الكثير من المواطنين السوريين بإطلاق الألعاب النارية ابتهاجا بتنحّي مبارك ونجاح الثورة. وشهدت عدة مدن لبنانية احتفالات ومسيرات شعبية احتفاء بتنحّي مبارك تخلّلها توزيع الحلويات وإطلاق أعيرة نارية وهتافات مؤيدة للثورة المصرية. وعمّت الفرحة الشارع الأردني وتوافد الأردنيون على مقر السفارة المصرية في عمّان وعلت هتافات «تحيا مصر» من حناجر المئات الذين احتشدوا في المكان. وفي سلطنة عُمان احتشد العشرات من أفراد الجالية المصرية أمام أحد الفنادق الكبرى بالعاصمة مسقط معبّرين عن فرحتهم بتنحّي مبارك ومطالبين بسرعة تحقيق العدالة واستعادة أموال الشعب المنهوبة. واحتفل اليمنيون في الشوارع بمختلف أنحاء البلاد بسقوط مبارك وطافت المظاهرات الاحتفالية الشوارع والميادين العامة في عدد من كبرى المحافظات الجنوبية. وفي بريطانيا تحول الاعتصام أمام السفارة المصرية بلندن الى احتفالات بعد سماع أنباء التنحّي. ترحيب دولي وتواصلت ردود الفعل الدولية المرحّبة بتنحّي مبارك. وتحدث الرئيس الأمريكي باراك أوباما عن تطورات الأوضاع في مصر دون أن يبدي أي ندم على رحيل مبارك الذي كان من أوفى حلفاء أمريكا بالمنطقة. وفي نيويورك جدّد أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون الدعوة الى انتقال منظم وسلمي وشفاف للسلطة في مصر. وفي أول ردود فعل الاتحاد الأوروبي أشادت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد كاترين أشتون بتنحّي الرئيس «الذي استمع الى صوت الشعب» وفتح الطريق أمام «إصلاحات سريعة وعميقة». وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن سعادتها بالتطورات السياسية الأخيرة في مصر، وقالت «كلنا شهود على تحول تاريخي». واعتبرت صحيفة ال«غارديان» البريطانية أن ما حدث في مصر له أهمية تاريخية، في إشارة الى إعادة بناء الدولة المصرية بحيث تستعيد دورها كقائد للعالم العربي بفضل المواطنين المصريين الذين قاموا بهذه الثورة مطالبين بحقوقهم السياسية. ورأت الصحيفة أن الثورة المصرية بدأت عهدا جديدا لعالم عربي شجاع.