أخبار تونس - لطالما مثلت تونس عبر التاريخ ملتقى الحضارات المتوسطية ونقطة التلاقي بين الحضارات الإفريقية والغربية حيث تتلاقح الشعوب والأديان وتستوعب مجالات الاختلاف والتكامل بينها، وتتواصل مع بعضها البعض أخذا وعطاء مما جعل من الحوار بين الحضارات تقليدا ثقافيّا قديما في تونس. وإيمانا من تونس بضرورة تأسيس شراكة دولية للحوار والتعاون والسلم والتنمية، تكرس التواصل بين جميع الأمم في كل مكان، بقطع النظر عن اللون أو الجنس أو الدين أو اللغة فهي تسعى إلى دعم البحوث والدراسات في مجال حوار الحضارات والأديان المقارنة. ويعتبر “كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان” الذي انطلق في محاضراته منذ جانفي 2002 فضاء يكرس مبادرة إنسانية متميزة لتعزيز التقارب بين الشعوب، وكرسي بن علي لحوار الحضارات والاديان هو كرسي قرر الرئيس زين العابدين بن علي بعثه، وأعلن عن ذلك بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة للتحوّل يوم 7 نوفمبر 2001. وقد جاء ذلك تجسيما للرؤية الشاملة للرئيس بن علي للعلاقات الإنسانية وللأسس التي ينبني عليها التفاعل بين الشعوب والأمم، والتي تشمل الانفتاح على الآخر واعتماد الحوار والتفاهم أساسا للتعايش. ومواصلة لهذا الخيار الثقافي والحضاري أدى السيد بو بكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية مؤخرا زيارة إلى مركز الدراسات والبحوث في حوار الحضارات والأديان المقارنة بسوسة. وتعرف الوزير على مختلف فضاءات هذا المركز المتمثلة في مقر الجمعية القرآنية بسوسة وقاعة صلاة ومكتبة وقاعة إعلامية على ذمة الباحثين تضم أقراصا لمجلدات من التراث العربي وقاعة للندوات. والجدير بالذكر أن المركز سيصدر قريبا كتابا يتضمن مجموعة مقالات لباحثين حول التسامح بين الأديان. ودعا الوزير إلى ضرورة دعم المركز بانتداب باحثين مختصين في تاريخ الأديان والى مزيد العناية باللغات الحية وتطوير التعاون الدولي وتبادل المحاضرين في مجال حوار الحضارات والأديان. وبيّن لدى اطلاعه على نشاط جمعية حفظ القران الكريم العناية الموصولة التي يوليها الرئيس زين العابدين بن على للقران الكريم وحفظته فقد دأبت تونس على تنظيم العديد من المسابقات في حفظ القرآن الكريم وتلاوته بين الحفظة والمقرئين من كامل أنحاء الجمهوريّة إذكاءً لروح المنافسة على حفظ كتاب الله الكريم.