أخبار تونس – عملا على تطوير الاختصاصات الكلاسيكية للتدريس والبحث عن روح التعددية والتثاقف والانفتاح والتسامح تحتضن تونس وعلى مدى يومين منذ أمس الخميس 14 ماي ملتقى دولي حول “دور الجامعات ومؤسسات البحث العلمي في حوار الأديان والحضارات” بتنظيم من كرسي اليونسكو للدراسات المقارنة للأديان بتونس بمشاركة أساتذة جامعيين وباحثين في المسألة الدينية من تونس والجزائر والمغرب ومصر كوسوفو وفنلندا وألمانيا وبلجيكيا وايطاليا. ويبحث الملتقى في إشكالية تكوين الكفاءات المشتركة في مجال الأديان والثقافات المقارنة من خلال مواد أساسية مثل التاريخ والآداب واللغات إلى جانب تعميق تجربة مراكز حوار الأديان والحضارات والثقافات داخل الفضاءات الجامعية والبحثية والتساؤل عن الدور الخصوصي الذي يمكن أن تضطلع به هذه المراكز وما تتميز به عن غيرها. وركّز المشاركون على أهمية التزام المؤسسة التعليمية بالحياد في المجال الديني و تنمية الحس النقدي لدى الدارسين ومساعدتهم على التفكير بأنفسهم وإنارتهم لا إبهارهم بما يسمح بتحقيق عملية الانفتاح على الغير والتلاؤم مع العصر والابتعاد عن شبح الثأر من الماضي والتصادم من اجل الهيمنة وتناولت المداخلات دور اللسانيات وتناغم اللغات في تدعيم الحوار بين الأديان والحضارات. كما تم التطرق إلى أنشطة كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان وإبراز التجربة التونسية في التعرف على الذات وعلى الآخر والاعتراف المتبادل من خلال دفع التعاون والوفاق ووضع الماضي المشترك في خدمة الحاضر والمستقبل. كما سيتعرض الملتقى إلى دور الشباب في المشاركة الفاعلة والنشيطة في الحوار بين الأديان والثقافات وسجلت مداخلات الجلسة الأولى انتقال مسؤولية حوار الأديان والحضارات من المؤسسات الدينية إلى المؤسسات العلمية والتعليمية علاوة على ضرورة تغليب الحقيقة العلمية على كل الاعتبارات الأخرى مؤكدة ضرورة نشر ثقافة التسامح والوسطية والتعددية الفكرية والدينية والاعتراف بالآخر اعترافا صادقا في المناهج والمقررات التعليمية في كافة مراحل الدراسة من التعليم الأساسي إلى التعليم الجامعي.