اختتم السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث صباح أمس فعاليات الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة. وقد التأم موكب اختتام هذه الاستشارة في اطار الدورة الثامنة والعشرين لمعرض تونس الدولي للكتاب، وذلك بقاعة الندوات بقصر المعارض بالكرم، ويذكر ان انطلاق او افتتاح الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التأم في اطار الدورة السابقة لمعرض تونس الدولي للكتاب. وقال وزير الثقافة والمحافظة على التراث في كلمته بهذه المنسابة في ما يخص الدراسة الميدانية المعتمدة في الاستشارة: «... قد أفرزت نتائج بعضها يبعث على القلق لامحالة... من ذلك ان 20٪ من المستجوبين لم يقرؤوا كتابا واحدا في حياتهم، او ان عدد الكتب التي تطالع سنويا لا يتجاوز الخمسة لدى 60٪ من المستجوبين (أي أقل من كتاب واحد كل شهرين). ولحسن استثمار نتائج هذه الاستشارة، وما أذن به رئيس الدولة في هذا الاطار، يقول السيد عبد الرؤوف الباسطي: «ستسعى الوزارة الى تشريك كل الأطراف المعنية بهذه الاستشارة في عمليات استثمارها من خلال لجان ستتفرّع عن اللجنة الوطنية وستنكب كل واحدة منها على وضع التصورات العملية والتنفيذية لما جاء في كل محور من توصيات». نتائج الاستشارة رئيس اللجنة الوطنية للاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة، الدكتور رضا النجّار، تولى في اختتام هذه الاستشارة ابراز نتائجها والتوصيات التي وصلت اليها اللجنة بعد هذه الاستشارة. وقد ذكر ان «أكثر من ربع التونسيين قرؤوا كتابا واحدا خلال سنة 2009 (31.88٪) ولكن المحيّر أن 22.74٪ من المستجوبين لم يقرؤوا ولو كتابا واحدا في حياتهم». كما جاء في احصائيات الدراسة الميدانية المنجزة حول علاقة التونسي بالكتاب والمطالعة ان أكبر نسبة مطالعة لدى من تتراوح أعمارهم بين 15 و18 سنة (41.82٪) وأدناها 26.67٪ لدى من تجاوزت سنهم 55 سنة. من جهة أخرى بيّنت الدراسة ان 7 تونسيين من 10 قد قرؤوا أول كتاب قبل سن التاسعة. وبالنسبة الى الكتب التي يفضّل التونسي مطالعتها، فإن الرقم القياسي لكتب الأدب حيث بلغت نسبة التونسيين الذي يفضّلون مطالعة الكتب الادبية 69.82٪، لكن في الكتب الادبية نفسها ثمة مفارقة في نسبة ميولات القراء، حيث ان 36.89٪ يحبّذون الادب والتاريخ الأدبي في حين بلغ نصيب كتب علوم الاجتماع وكذلك الاقتصاد والسياسة نسبة 31.10٪ وأما الشعر فكان أقل حظّا وذلك بنسبة 6.10٪. وبينما احتلت الكتب الادبية المرتبة الاولى من حيث الميولات بالنسبة للقارئ التونسي، احتلت الكتب المسرحية المرتبة الاخيرة بنسبة 4.27٪. الكتاب التونسي مقروء ومن نتائج الدراسة الميدانية كذلك، أن لغة المطالعة متساوية بين اللغتين العربية والفرنسية، كما بيّنت الدراسة ان أكبر نسبة للكتب المقروءة من نصيب الكتب التونسية (65.34٪)، وفي المرتبة الثانية تأتي كتب الدول الأوروبية بنسبة 62.58٪. لماذا لا يقرأ التونسي؟ ومن ضمن ما ذكر الدكتور رضا النجّار في مداخلته أن مبررات عدم المطالعة لدى المستجوبين الذين لا يطالعون، هو عدم توفر الوقت وهؤلاء بلغت نسبتهم 52.7٪ وأما بقية المبررات فتتمثل في عدم التعوّد على المطالعة وكذلك عدم الرغبة في المطالعة، والمبرر الأخير لدى أقل نسبة هو اختيار وسائل ترفيه أخرى غير الكتاب. التوصيات وفي ما يخص التوصيات المتخذة بعد الاطلاع على نتائج الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة، فقد وقع تقسيمها الى ثلاثة أنواع، توصيات في مجال الكتاب والنشر وأخرى في مجال المطالعة وتوصيات عامة. فيما يخص مجال التكوين ودور وسائل الاعلام ودور المجتمع المدني. الكتاب والنشر وفي ما يخص الكتاب والنشر، فإن التوصيات ستهتم بالاطار القانوني والترتيب عبر تحيين مختلف النصوص المنظمّة للقطاع والعمل على تناسقها، وذلك من خلال مجموعة من التوصيات كمراجعة كرّاس الشروط المتعلقة ببعث مؤسسة نشر قصد وضع شروط أكثر مهنية. كما ستهتم التوصيات بحقوق التأليف وخاصة بتعزيز الايداع القانوني، وسيقع بعث مركز وطني للكتاب ستعهد له مجموعة من المهام على غرار السهر على إسناد كل المنح التي توفرها الدولة للقطاع حسب مقاييس علمية وموضوعية وعلنية... كما سيقع الاهتمام باقتصاديات الكتاب وترويجه، بالاضافة الى الاهتمام بالمكتبة الوطنية الرقمية. المطالعة وأما فيما يخص التوصيات الخاصة بمجال المطالعة، فسيقع تأهيل شبكة المكتبات العمومية، وكذلك المكتبات المدرسية والجامعية فضلا عن المكتبات الخاصة، مع اعداد خطة شاملة للترغيب في المطالعة عبر اعطاء دفع جديد للخطة الوطنية للترغيب في المطالعة واعتبارها شأنا وطنيا عاما...