أخبار تونس – تعد الدكتورة أمان كبارة شعراني رئيسة المجلس النسائي اللبناني من خيرة الأساتذة العربيات اللاتي يعملن بجد على ترقية المرأة العربية والنهوض بها الى أعلى المراتب حيث تشتغل أستاذة بالجامعات اللبنانية وأنجزت عدة دراسات في ميادين علوم التربية والدراسات الاسلامية. والى جانب عملها الاكاديمي تنشط الدكتورة أمان شعراني في عدة مجالات اجتماعية سيما في ميدان العمل التطوعي والتوعية والتدريب. وبمناسبة مشاركتها في أشغال المؤتمر 13 للاتحاد الوطني للمرأة التونسية حيث كانت قد سلمت إلى السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة رئيسة منظمة المرأة العربية درع المجلس النسائي اللبناني في موكب انتظم في افتتاح المؤتمر بتونس العاصمة، اتصلت أخبار تونس بالسيدة أمان شعراني بسوسة فكان هذا الحوار: كيف تقيمين ما تحقق للمرأة التونسية في المؤتمر ال13 للاتحاد الوطني؟ لامست تقدما كبيرا لديكم هنا في تونس في ما يتعلق بمسألة المساواة بين المرأة والرجل وعلينا أن لا ننسى أن تونس كانت أول دولة عربية اقترحت عدة قوانين في “مجلة الأحوال الشخصية” ثم طورت هذه المجلة باستمرار بإحداث قوانين جديدة تجعل المسألة لا تتعارض مع الدين الإسلامي لكن أعطت حق المرأة في ممارسة حياتها بما يضمن لها حقوق الزواج والطلاق والمشاركة في الاستثمار. كما يمكن تقييم ما وصلت إليه المرأة التونسية بمقارنة وضعها مجملا بعديد الأقطار العربية، ففي لبنان مثلا بلدي لدينا ما لا يقل عن 18 طائفة وكل طائفة من هذه الطوائف تتطلب قوانين خاصة بها، لكن ذلك لم يمنع من قيام عدة محاولات ناجحة لفك القيود المسلطة على المرأة في لبنان علما وأن الحركة النسائية بدأت في بلدي سنة 1952 ونحن نطمح الآن إلى صياغة قانون مدني متطور يكفل حق المرأة والرجل على السواء على شاكلة تقارب بعض الشيء ما تحقق في تونس منذ عدة سنوات خلت. ما هي أهم التحديات التي تطرح على المرأة اليوم في العالم العربي حسب رأيك مع احتداد سطوة الأزمات الاقتصادية العالمية وظاهرة العولمة التي لها انعكاسات على المستوى الاجتماعي والأسري؟ في الحقيقة هنالك تحديات عديدة تعيشها المرأة العربية اليوم ويختلف ذلك من قطر الى آخر وداخل الأقطار في حد ذاتها ومما زاد الطين بلة في هذا المجال قلة التنسيق بين بعض الأطراف في العالم العربي وكلما درسنا وضع المرأة العربية بدقة وكشفنا حقيقة ما يعتمل في الداخل من مصاعب وعراقيل، إلا وكانت النتائج المرجوة طيبة للغاية عندها فقط يمكن أن نحد من الانعكاسات السلبية لاحراجات المرأة واكراهاتها. أعتقد أن أكبر العوائق على الإطلاق في نظريو التي تعترض المرأة اليوم هي قضية الأصولية على سبيل المثال إذ تسعى قوى الظلامية وهي متسترة بالدين لتعمل على تفكيك تلك المكاسب التي تحققت للمرأة بينما واقع الأمر يفترض أن يكون الدين الإسلامي وغيره من الأديان أحد العوامل الكبيرة التي تحظ على المحبة والعطاء والأخلاق الحميدة بلا حد. ومن هنا يمكنني أن أخلص إلى القول إن كل القوى الهدامة التي ترسخ التمييز بين المرأة والرجل لا تخفي الا الشر في باطنها وهي تشد الى الخلف وتثبط من العزائم وما على المرأة الا ان تمضي الى الأمام بمعية شريكها الرجل لتبني غدا أفضل ومستقبلا مشرقا وضاءا. ومن التحديات الاخرى يمكن ذكر تحديات تعليم المرأة وترقية صحتها وفسح المجال لها لتقبل على المشاركة الاقتصادية ففي مسألة التعليم مثلا علينا الإقرار بالوضع الكارثي في بعض الأقطار العربية فالأمية متفشية بين جنس الإناث بنسب عالية فكيف يحسن بنا أن ننهض بمجتمعاتنا وبشريحة هامة من النساء العربيات هن يشرفن على تربية الأجيال ورعايتها وهن لازلن أميات؟ تبدو مهمة تسيير قطاعات المرأة عسيرة إذن في هذا الظرف بالذات لبناء مجتمعات متطورة سليمة في بنيتها الاجتماعية والفكرية والثقافية؟ من دون شك، لا بد من تنسيق الجهود لإنجاح منظمة المرأة العربية وفي هذا الإطار لا مناص لي من أن أعرج على الدور الفعال الذي نهضت به السيدة ليلى بن علي التي ترأس حاليا هذه المنظمة العتيدة زد إلى ذلك جهود سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لبسط قضية المرأة في شتى المنابر والفعاليات. ما الذي شد انتباهك في هذا المؤتمر الذي تشارك فيه أكثر من ألف مؤتمرة فضلا علن عديد الوفود الجمعياتية وأجهزة الاعلام وسائر المتتبعين لقضايا المرأة؟ اتسمت أشغال المؤتمر بطرح رؤية المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات وفي أخذ القرار وفي الممارسة ثم أهم شيء شد انتباهي هو التمسك بمبدأ بالعدالة الاجتماعية. كما التمست إرادة كبرى في تونس لدى المؤتمرات في تحديد الآليات المناسبة لتحقيق الأهداف المرجوة لتطوير وضع المرأة وترقية الشؤون الأسرية. كيف تهتدين إلى ممارسة حياتك اليومية وأنت واحدة من هؤلاء النسوة اللاتي يشتغلن بالتفكير ليلا ونهارا قصد صنع مستقبل زاهر ووضاء للمرأة؟ وما هي آفاق قضايا المرأة من وجهة نظرك؟ فعلا أنا اشتغل على عدة واجهات حيث أعمل كأستاذة جامعية ثم تقلدت منصب عميدة بجامعة لبنان كما اشتغل بالموازاة مع ذالك باحثة في مجال الدراسات الإسلامية وعلوم التربية ودخلت الميدان الاجتماعي زيادة على الحقل الأكاديمي عبر الإشراف على مهام التوعية والتدريب والعمل التطوعي في مجالات قضايا المرأة واهتماماتها. وأشعر أنه من واجبي كامرأة أن أقوم بمهمتي على أفضل وجهة لأسهم بقدر فعال في فك الضيم على المرأة وتخليصها من العزلة ومن النظرة الدونية وأجد أنني أوفق في حياتي اليومية بين الجانبين النظري و جانب الممارسة.