أخبار تونس- حرصت تونس على تنزيل حقوق المرأة ضمن الاختيارات الوطنية الكبرى التي اقترنت فيها التنمية بالديمقراطية وجعلت من حقوق الإنسان منظومة متكاملة مترابطة المكونات والأبعاد. وفي إطار تقييم النتائج المنبثقة عن الدورة 54 للجنة وضع المرأة التابعة للأمم المتحدة والخاصة بمتابعة تنفيذ منهاج عمل “بيجين زائد 15 “، تحتضن تونس يومي الأحد25 والاثنين 26 أفريل الجاري ندوة عربية حول “مسار مؤتمر بيجين زائد 15 وما بعد”. وتنتظم هذه الندوة التي تنعقد تحت سامي إشراف السيدة ليلى بن علي حرم رئيس الدولة رئيسة منظمة المرأة العربية تحت شعار “المسار المستقبلي لتمكين المرأة العربية” ببادرة من المنظمة التونسية للأمهات ووزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين بالتعاون مع منظمة المرأة العربية وحضور شخصيات نسائية من تونس ومن الدول العربية ولا سيما السيدات ودودة بدران المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية وربيحة ذياب وزيرة شؤون المرأة بفلسطين ولولوة العوضي الأمين العام للمجلس الأعلى للمرأة بالبحرين. واستعرضت المشاركات خلال أشغال يوم أمس الأحد 25 أفريل بعض الأمثلة البارزة للإصلاحات التشريعية التي شهدتها المنطقة العربية في اتجاه النهوض بأوضاع المرأة والأسرة كم درسن أهم التحديات المطروحة على غرار : - الفجوة القائمة بين التشريع والواقع بسبب استمرار الموروثات الثقافية السلبية - الصور النمطية للمرأة - التوزيع غير العادل للأدوار داخل الأسرة - تكريس الإعلام بوسائله المختلفة للنظرة النمطية لدور المرأة والمستمدة من التفسيرات الخاطئة للموروث الثقافي والديني - النقص المسجل في البيانات والتحاليل كتأثير الظواهر العالمية المستجدة على أوضاع المرأة العربية كما اهتمت ضيفات تونس خلال اليوم الأول للندوة بضبط أولويات العمل في إطار خطة مستقبلية متكاملة تنصهر في أهداف منهاج عمل “بيجين” والأهداف التنموية للألفية. وقد أعربت السيدة ببية بوحنك الشيحى وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين في افتتاح أشغال الندوة عن الأمل في أن تكون هذه الندوة خير حافز على درب بناء مجتمعات عربية جديرة بالإنسان العربي الحديث خالية من التمييز وتضمن لجميع أفرادها من الجنسين الحياة الحرة الكريمة وتربي لديهم التعلق بقيم المساواة والعدل والتضامن والتسامح. ويشار إلى أن تمكين المرأة العربية في مسار التنمية الشاملة والمستدامة يمثل إحدى اهتمامات السيدة ليلى بن علي التي أكدت على إحكام ضبط أولويات العمل للمرحلة القادمة وتكثيف الجهود من أجل ضمان تنفيذ أفضل لما يتم إقراره من برامج صلب منظمة المرأة العربية بما يراعي خصوصيات أوضاع المرأة في هذه المجتمعات. ويعد اقتراح السيدة ليلى بن علي بتخصيص جائزة أفضل إنتاج إعلامي حول المرأة من أهم المبادرات المتميزة والرائدة في مجال تمكين المرأة العربية لما للإعلام من أهمية إستراتيجية في تصحيح صورة المرأة وإبراز قدراتها. ّكما يعكس اقتراح حرم رئيس الدولة تخصيص فعاليات المؤتمر الثالث لمنظمة المرأة العربية المزمع عقده في أكتوبر 2010 لبحث موضوع “المرأة شريك أساسي في مسار التنمية المستدامة” الاهتمام الموصول بالأنشطة الهادفة إلى مزيد الدفع بمسار النهوض بالمرأة العربية. ويشار في هذا الإطار إلى إحداث لجنة المرأة العربية والقانون الدولي الإنساني التي دعت إلى إنشائها السيدة ليلى بن علي تدعيما للتوجه الرامي إلى تمكين المرأة العربية وحمايتها من كل ما يهدد سلامتها الجسدية والمعنوية خاصة في مناطق النزاع.