أخبار تونس – أكد التقرير الخاص بالوضعية البيئية والتنموية في البحر الأبيض المتوسط 2009 ضرورة دعم الحوار المتوسطي لإيجاد حلول ملائمة لما تواجهه بلدان المنطقة من تحديات تتصل بالمحافظة على التنوع البيولوجي والحد من انعكاس التغيرات المناخية والتصرف في الموارد الطبيعية ومعالجة النفايات بمختلف أنواعها. وتم تقديم هذا التقرير في إطار الاحتفال بالسنة الدولية للتنوع البيولوجي والسنة الدولية للشباب ووقع في هذه الوثيقة التركيز على 5 محاور أساسية تعلقت بأهم انعكاسات التغيرات المناخية التي ستواجهها المنطقة المتوسطية إلى جانب تحديد الموارد والأوساط الطبيعية للمنطقة والتحديات المتصلة بالمحافظة عليها فضلا عن استعراض الرهانات المطروحة في مجال استدامة أهم الأنشطة الاقتصادية وتقييم نتائج الإجراءات التي اتخذتها بلدان ضفتي المتوسط لحماية البيئة. ولدى إشرافه على تقديم التقرير دعا السيد نذير حمادة وزير البيئة والتنمية المستديمة الدول المتوسطية إلى توحيد جهودها وتعزيز آليات التعاون البيني من أجل تحقيق أهداف التنمية المستديمة وضمان نوعية حياة أفضل في المنطقة. وأشار التقرير في ما يتصل بالتغيرات المناخية التي ستشهدها المنطقة خلال فترة ما بين 2080-2099 إلى ارتفاع المعدلات السنوية لدرجات الحرارة والتي ستتراوح ما بين 2.2 و5.1 درجة وما سينجر عن ذلك من تأثيرات على البيئة في حوض المتوسط . وحسب التقرير فإن أبرز االتحديات الناجمة عن هذه الظاهرة الطبيعية تتصل بتوفير الموارد المائية والتنوع البيولوجي والأنشطة الاقتصادية المتصلة به . ويذكر أن ما بين 5% و10% من أصناف الثدييات مهددة بالانقراض في المتوسط وتعتبر المنطقة المتوسطية من بين أهم 25 منطقة تنوع بيولوجي في العالم اذ تضم نحو 8% من الأصناف البحرية المعروفة والمقدرة ب12 ألف صنف 19 %منها مهددة بالانقراض رغم أن مساحتها لا تتعدى 0.8% من مساحة المحيطات. ويشكو 60 مليونا من سكان المتوسط نقصا كبيرا في الموارد المائية حيث لا تتجاوز حصة الفرد الواحد من الماء 500 متر مكعب في السنة أي نصف المعدل العالمي المحدد ب 1000 متر مكعب للفرد الواحد سنويا. ويشار إلى أن البحر الأبيض المتوسط الذي تعيش على ضفتيه نسبة 7% من مجموع سكان العالم يواجه عدة تحديات بيئية ترتبط أساسا بالحفاظ على التنوع البيولوجي والتصرف الرشيد في الموارد الطبيعية ومكافحة التغيرات المناخية. ويذكر أن الدول المتوسطية تعرف حاليا عجزا ايكولوجيا يقدر ب7ر1 هكتار لكل ساكن أي ما يعادل أربعة أضعاف معدل العجز الدولي المقدر ب 4ر0 هكتار لكل ساكن وذلك يعني أن استغلال الموارد البيئية للمنطقة يتم بنسق أسرع من تجددها. كما يعتبر التصرف في الموارد المائية والحفاظ عليها من بين التحديات المتفاقمة والمطروحة في بلدان الفضاء المتوسطي الذي يبقى نصيب الفرد فيه من المياه أقل من المعدل العالمي المحدد بألف متر مكعب لكل ساكن ويشار في هذا السياق إلى توفق تونس في تعبئة أكثر من 90% من الموارد المائية المتاحة بفضل ما وضعته الدولة من برامج للحفاظ على هذه الموارد .