بمناسبة الاحتفال بمائوية شاعر تونس الخالد ابوالقاسم الشابي وضعت سلسلة “كتاب الحرية” بين يدي قرائها هذه الايام اول نص كتب للتعريف بهذا الشاعر الكبير ونشر سنة 1952 وهو من تاليف الاستاذ ابو القاسم محمد كرو مضاف اليه مدخل بقلم المؤلف حرره في فيفري 2009.الكتاب يحمل عنوان ” الشابي حياته شعره” وقد جاء في حوالي120 صفحة من الحجم المتوسط ويحمل الغلاف صورة للشابي في السابعة عشر من عمره وتشتمل الصفحات الاولى على مقتطف من خطاب الرئيس زين العابدين بن علي بتاريخ 27 اكتوبر 1989 يبرز العناية التي يوليها سيادته للمبدعين واهل الفكر في تونس وكذلك حرصه على تكريم الراحلين منهم وفي مقدمتهم الشاعر الكبير ابو القاسم الشابي. ونوه الاستاذ ابو القاسم محمد كرو في مدخل بعنوان ” الرئيس زين العابدين بن علي وابو القاسم الشابي” بالاجراءات الرئاسية المتمثلة في ادراج ابيات من قصيدة الشابي الفريدة “ارادة الحياة” في ختام النشيد الرسمي لتونس في عهد التغيير واصدار البنك المركزي لعملة ورقية مزينة بصورة الشابي واقرار الاحتفال سنة 2009 بمرور مائة سنة على مولد الشاعر. كتاب “الشابي حياته شعره”يحتوى على مجموعة من الفصول تكشف عن تفاصيل حياة الشابي وهمومه الابداعية ضمن سياق البيئة التي عاش فيها وهذه الفصول هي “الحياة الثقافية لمحات من الماضي” و “النهضة الحاضرة ” و ” حياة الشاعر” و “البيئة الاجتماعية” و “الادب المهجري واثره في شاعرية الشابي ” و “تصوير وتعبير ” و ” زواج وحب ” و ” مؤلفات الشابي “. واكد الاستاذ ابوالقاسم محمد كرو في الخاتمة على حمل الشابي للواء التجديد في الادب مشيدا بتضحياته الجمة وبعبقريته الباهرة ولد ابو القاسم الشابي في شهر مارس من سنة 1909 ببلدة الشابية احدى ضواحي مدينة توزر. وفي سنة 1921 وهو بعد في بداية الثانية عشرة من عمره ارسله والده الى العاصمة التونسية لدراسة العلوم الدينية واللغوية في الزيتونة وعلى اثر تخرجه من الزيتونة التحق بكلية الحقوق التونسية وتخرج منها سنة 1930 وخلال السنوات الثلاث الاخيرة من دراسته بذل الشابي نشاطا ادبيا واجتماعيا كبيرا توفي في 9 اكتوبر 1934 ولم يكن قد بلغ السادسة والعشرين عاما من مؤلفات ” الخيال الشعري عند العرب” محاضرة القاها الشابي بقاعة الخلدونية بالعاصمة وديوان “اغاني الحياة” و ” يوميات الشابي”.