بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي تولى السيد محمد الغنوشي نائب رئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والوزير الاول اليوم بمدينة طبرقة افتتاح فعاليات الدورة التاسعة عشرة للجامعة الصيفية الوطنية التي ينظمها التجمع ايام 30 و31 جويلية و1 اوت حول موضوع “البرنامج الرئاسي للخماسية القادمة ..الابعاد والرهانات”. وابرز السيد محمد الغنوشي في بداية كلمته بالمناسبة اهمية هذه الدورة باعتبارها تتناول موضوع البرنامج الرئاسي وتشكل فرصة لتعميق الحوار حول مختلف جوانب هذا البرنامج الرائد والذي يتميز بالطموح والواقعية ويرمي الى الارتقاء بتونس الى مصاف الدول المتقدمة. واكد ان البرنامج الرئاسي للخماسية 2009-2014 كان محل اجماع كل فئات الشعب التونسي وشرائحه باعتباره يعكس مشاغله وتطلعاته ويواكب المستجدات على الساحة الوطنية والعالمية وما تطرحه المرحلة القادمة من رهانات ستدعي كسبها مزيدا من المثابرة والعمل واليقظة وبين نائب رئيس التجمع ان الاصلاحات الجذرية والعميقة التي تسنى انجازها بفضل القيادة الحكيمة للرئيس زين العابدين بن علي حققت لتونس نقلة نوعية في كافة الميادين بما ساهم في تهيئة الارضية الملائمة لمواصلة المسيرة التنموية في البلاد وتدعيم المسار الديمقراطي التعددي. وذكر في هذا الشان بمختلف المؤشرات النوعية والكمية التي تعكس نجاحات تونس في مختلف الميادين مبرزا التصنيفات المشرفة للبلاد والصادرة عن عديد الهيئات والمنظمات الدولية. مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والرهانات التي حدد لها البرنامج الرئاسي التوجهات والبرامج لرفعها وكسبها وبين السيد محمد الغنوشي ان تونس مقبلة على مرحلة جديدة مليئة بالتحديات والرهانات التي حدد لها البرنامج الرئاسي التوجهات والبرامج لرفعها وكسبها من اجل تحقيق التنمية الشاملة ومزيد تعزيز مقومات العيش الكريم والرفاه لكافة ابناء تونس. واوضح انه بعد ان عبر الشعب التونسي عن التفافه حول القيادة المتبصرة للرئيس زين العابدين بن علي ومساندته لبرنامجه الانتخابي، تم الشروع مباشرة في تنفيذ مختلف محاور هذا البرنامج من خلال اقرار جملة من الاجراءات ذات الاولوية ووضع المخطط الثاني عشر للتنمية الذي يمثل اداة لتنفيذ اهداف البرنامج للدخول بتونس مرحلة جديدة تؤمن استحثاث مسيرة التطوير والتحديث وتسريع نسق الانجاز والاضافة في كافة الميادين. واشار الوزير الاول الى ان من اولويات المرحلة القادمة الزيادة في الدخل الفردي والارتقاء بالقدرة الشرائية للمواطن واحداث المزيد من مواطن الشغل قصد الاستجابة للطلبات الاضافية المنتظرة والتقليص من نسبة البطالة بحوالي نقطة ونصف مع موفى سنة 2014 لاسيما من خلال تحقيق نمو يعتمد بصفة متزايدة على القطاعات ذات المحتوى التكنولوجي والمعرفي العالي بالاضافة الى الارتقاء بمؤشرات التنمية البشرية الى مستوى البلدان ذات التنمية البشرية المرتفعة ومزيد المحافظة على التوازنات المالية والتقليص من المديونية الخارجية بما يدعم استقلالية القرار الوطني ويحافظ على مصداقية البلاد. تثمين العنصر البشري وتأهيله. واضاف السيد محمد الغنوشي ان من المتطلبات الاساسية للترفيع في نسق النمو دعم نجاعة المؤسسة الاقتصادية وتثمين العنصر البشري وتاهيله بوصفه الثروة الحقيقية للبلاد وذلك لكسب رهان الجودة التي تقتضي اعتماد المعايير الدولية مؤكدا في ذات السياق ضرورة توجيه الاختصاصات الى القطاعات العلمية والهندسية بما يستجيب لحاجيات الاقتصاد الجديد ومواصلة الاصلاحات في اتجاه توفير الاطار التشريعي الملائم لتعزيز القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني وتامين اندماجه في الاقتصاد العالمي. واشار نائب رئيس التجمع الى ان البرنامج الرئاسي يتمسك بمبادئ وثوابت التغيير ويعتمد على الحكم الرشيد في اطار مقاربة ترتكز على تلازم البعدين الاقتصادي والاجتماعي الذي يبرز بالخصوص من خلال الحرص على مزيد تحسين ظروف العيش والترفيع في التغطية الاجتماعية الى حوالي 98 بالمائة مع موفى 2014 والبلوغ بنسبة العائلات المالكة لمسكن 90 بالمائة وتقليص نسبة الفقر الى المستويات المتعارف عليها الى جانب دعم التنمية الجهوية ودفع الاستثمار فيها. وشدد في ختام كلمته على ضرورة الوعي بدقة المرحلة القادمة ورهاناتها وترسيخ عقلية المغالبة والمثابرة والبذل والالتفاف حول الخيارات الوطنية لرئيس الدولة لمواصلة تحقيق مزيد من النجاحات والمكاسب مبرزا الدور الريادي للتجمع في المساهمة في تجسيم الاهداف التي تضمنها البرنامج الرئاسي “معا لرفع التحديات”. مساهمة فكرية نوعية لاطارات التجمع ونخبه في تنمية افاق مختلف انماط النضال التجمعي. وكان السيد محمد الغرياني الامين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي القى في بداية الجلسة الافتتاحية كلمة رفع فيها الى الرئيس زين العابدين بن علي ونيابة عن سائر التجمعيين والتجمعيات وفي مقدمتهم النخب والكفاءات اسمى مشاعر الاكبار والتقدير واخلص عبارات الوفاء والامتنان لما يحيط به التجمع من موصول الرعاية ولما يحظى به المجال الفكري من دعم ومكانة في برامج عمل التجمع وخاصة لما يعطيه سيادته من دفع كبير لنشاط الجامعات الصيفية الاقليمية ولنشاط الجامعة الصيفية الوطنية. ولاحظ ان هذا الدعم تجلى في خطاب رئيس الدولة بمناسبة اختتام اشغال اللجنة المركزية العادية الثالثة والذي اكد فيه على احكام الاستعداد لهذه الفضاءات الفكرية السنوية وتوسيع دائرة المشاركين فيها وانجاح مضامينها واهدافها. وثمن الامين العام المساهمة الفكرية النوعية لاطارات التجمع ونخبه في تنمية افاق مختلف انماط النضال التجمعي وبلورة ملامح النشاط الفكري والتكويني والتثقيفي الشامل والمتطور الذي بقدر ما يتفاعل مع كافة المشاغل فانه يستجيب لكل الطموحات والتطلعات الوطنية. ولاحظ ان ما يضفي اهمية بالغة على اشغال الجامعة الصيفية الوطنية لهذه السنة تناولها بالدرس رهانات وتوجهات واهداف البرنامج الرئاسي “معالرفع التحديات” لتعميق النظر في مختلف محاوره باعتباره برنامجا مستقبليا رائدا يرمي في شمولية غاياته الى مواصلة الارتقاء بالبلاد الى مراتب اكثر تقدما ضمن منظومة الدول المتطورة.