أكد السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي أن المراهنة على الكفاءات التونسية بالخارج، خاصة التجمعية منها، في دفع مسيرة التنمية الوطنية وتنفيذ الاهداف الطموحة للبرنامج الرئاسي الجديد يظل خيارا استراتيجيا لا محيد عنه باعتبار الجالية جزءا لا يتجزأ من القوى الوطنية الحية التي تعول عليها تونس لرفع التحديات المطروحة ودعم إشعاعها بالخارج. وبين الأمين العام خلال المحاضرة التي قدمها صباح اليوم الجمعة بدار التجمع بالعاصمة، حول موضوع /دور هياكل التجمع بالخارج في تجسيم البرنامج الرئاسي “معا لرفع التحديات”/ لدى افتتاحه الندوة السنوية لإطارات التجمع بالخارج، أن العناية الرئاسية الموصولة بالنخب الوطنية بالداخل والخارج، جعلت الكفاءات التجمعية المقيمة بالخارج طرفا أساسيا في عملية التنمية بتونس، خاصة عبر تطوير مفهومي المشاركة والمبادرة وإحكام توظيف تصوراتهم ومقترحاتهم في النهوض بمختلف القطاعات والجهات. وأبرز حرص التجمع على توطيد علاقة الكفاءات التونسية المهاجرة مع وطنهم الأم وتفعيل إسهامهم في تثبيت مقومات تطوره وازدهاره عبر تنمية أنشطتها الفكرية والنهوض بقدراتها التجديدية والابتكارية وتطوير أدائها الحزبي وتثمين إمكانياتها العلمية والتكنولوجية وتوظيف خبراتها في تنشيط المسيرة التنموية للبلاد وتنشيط جاذبيتها الاستثمارية ومساندة جهودها في مجال التشغيل ودفع الاستثمار في الذكاء والمعرفة بما يسرع نسق ارتقائها الى مصاف الدول المتقدمة. ولاحظ السيد محمد الغرياني أن رفع التحديات وكسب الرهانات المطروحة التي تفرزها تحولات العصر وتطوراته السريعة، يستوجبان تعبئة كل القوى الوطنية من أجل تجسيم الخيارات والتوجهات الرئاسية الطموحة إلى جانب تشريك الكفاءات في رسم الخطط العملية، بما يعزز حظوظ تونس في الاندماج الامثل في الاقتصاد العالمي ومزيد الارتقاء بموءشرات التنمية في كافة القطاعات. وأوصى بضرورة الاستعداد الأمثل لتجديد هياكل التجمع بالخارج باعتبارها مناسبة لتفعيل دور الكفاءات التجمعية بالخارج في تأطير التونسيين ببلدان الإقامة وتعميق وعيهم بمسوءولياتهم في إنجاح برنامج سيادة الرئيس /معا لرفع التحديات/. وشدد الأمين العام على ضرورة استغلال هذا الموعد الانتخابي التجمعي لتطوير أشكال العناية بالشباب التونسي بالخارج وإثراء مسالك استقطابه وآليات التواصل معه ودعم أدواره في النهوض بالرسالة النضالية المتجددة لهياكل التجمع ببلدان الإقامة. وبين أن تجسيم البرنامج الرئاسي للخماسية 2009/2014 في الآجال المرسومة، يحتم ضرورة توسيع شبكة الكفاءات المنخرطة في المجهود الوطني لاستقطاب الاستثمار الأجنبي وتثكيف احدات المشاريع الاقتصادية الواعدة والمجددة وتشجيع الموءسسات الأجنبية على الانتصاب بالبلاد وخاصة بالمناطق ذات الأولوية. وأشار إلى أهمية الدور الموكول للكفاءات التجمعية بالخارج في النفاذ الفاعل الى شبكات التواصل بالأنترنات وتأمين التحرك الناجع في أوساط المجتمع المدني بمختلف مكوناتها وبجميع مستوياتها الوطنية والإقليمية والدولية. وثمن السيد عبد العزيز ابراهم رئيس دائرة التونسيين بالخارج العناية الرئاسية الموصولة بالتونسيين بالخارج بما عزز دورهم في اشاعة صورة تونس المشرقة بالخارج. وكان السيد محمد الغرياني اطلع في مستهل هذه الندوة على مكونات المعرض الخدماتي الموجه للجالية التوسية بالخارج الذي انتظم بباحة دار التجمع. وتعرف على التطور المطرد الذي يشهده قطاع الخدمات في تونس بما يساعم في تعزيز صلة التونسيين بالخارج بوطنهم الام. كما أعطى الأمين العام بالمناسبة إشارة انطلاق موقع الواب الذي أنجزته جمعية “الجسر” التونسية قصد دعم الخدمات الموجهة الى كافة شرائح التونسيين بالخارج. ومن جهته أكد السيد الناصر الغربي وزير الشوءون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج في المداخلة الثانية أن هذه الندوة السنوية تتيح لاطارات تونس بالخارج التحاور حول أبرز القضايا الوطنية وتطورات المسيرة التنموية بالبلاد، الى جانب التعبير عن مشاغلهم وطموحاتهم وعن مقترحاتهم الرامية إلى المساهمة في رفع التحديات وتجسيم البرنامج الرئاسي /معا لرفع التحديات/ لا سيما في ظل هذا الظرف العالمي الدقيق الذي يتسم بتسارع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. وثمن العناية الموصولة التي ما انفك يوليها رئيس الدولة لأبناء تونس بالخارج قصد تكريس حقوقهم وتحسين أوضاعهم والدفاع عن مصالحهم ودعم مساهمتهم في مسيرة التنمية الوطنية الشاملة وهو ما يتجلى في إفرادهم ببند خاص ضمن هذا البرنامج الرئاسي، يقر اليات جديدة للاحاطة بأفراد الجالية وتأطيرها والاستجابة لحاجياتهم وتعزيز مكاسبهم ببلدان الاقامة لاسيما مع بروز فئات جديدة من المهاجرين من بين الكفاءات ورجال الاعمال والمستثمرين. وبعد أن استعرض الرصيد الهام من المكاسب المحققة لفائدة الجالية التونسية وأبرزها إقرار يوم وطني للجالية يوافق 7 أوت من كل سنة واحداث ديوان التونسيين بالخارج منذ 1998 وتمثيلها صلب مجلس المستشارين، بين الوزير أن هذه السياسة الرائدة في مجال الاحاطة بالتونسيين بالخارج مثلت دافعا قويا لدعم صلتهم بارض الوطن والحرص على دفع مسار التنمية الشاملة وهو ما يتجلى بالخصوص في تطور حجم التحويلات المالية سنويا. ودعا الجالية التونسية الى تكريس ريادة حزب التجمع ودعم إشعاعه بالخارج ومزيد العمل على اثراء المكاسب والانجازات الوطنية فضلا عن دعم جسور التواصل والتفاهم مع مجتمعات الاقامة قصد تأمين مقومات ارتقاء البلاد إلى مصاف الدول المتقدمة. ورفع المشاركون في ختام أشغال هذه الندوة أسمى عبارات الوفاء والامتنان إلى الرئيس زين العابدين بن علي ولحزبه العتيد الموءتمن على التغيير وعلى مسيرة تونس المظفرة، لما يوليانه منه عناية موصولة بالجالية التونسية بالمهج،ر معربين عن التزامهم واستعدادهم لتجسيم الاهداف الواردة ببرنامج سيادته المستقبلي حتى يكونوا في مستوى ما حباهم به من ثقة وإحاطة. وناشدوا رئيس الدولة مواصلة قيادة المسيرة التنموية الموفقة لتونس التغيير على درب مزيد من النجاحات والمكاسب، موءكدين الحرص على مزيد دعم اشعاع تونس في الخارج والتصدي بحزم لكل من يحاول المساس من سمعتها والتشكيك في انجازاتها.