واصلت يوم الأربعاء أشغال الندوة الدولية الثالثة والعشرين للتجمع الدستوري الديموقراطي في اطار الجلسة الثالثة والاخيرة والتي تمحورت حول موضوع الشباب والمشاركة السياسية. " وقد ثمن المشاركون في اشغال هذه الجلسة دعوة الرئيس زين العابدين بن علي الى اعلان 2010 سنة دولية للشباب منوهين بثراء خطاب سيادته الافتتاحي للندوة وبما تضمنه من مقترحات جادة للنهوض بأوضاع الشباب وحثه على الاقبال على المشاركة بفاعلية في الحياة السياسية. وتم خلال الجلسة التي ترأس أشغالها السيد عبدالله القلال عضو الديوان السياسي للتجمع ورئيس مجلس المستشارين تقديم ثلاث محاضرات أبرزت الاولى التي القاها السيد نادر الذهبي عضو مجلس الاعيان الاردني ورئيس وزراء سابق أن نظرة الشعوب الى المستقبل وما ينطوى عليه من تحديات يعني بالضرورة الاهتمام بالشباب لانه المعني قبل غيره بالمستقبل ولكونه القوة القادرة على تحقيق الافضل للامم والقاطرة الحقيقية لمسار التنمية. واكد ضرورة تكثيف الجهود لحماية هذه الشريحة من كل ما من شانه ن يعرقل انخراطها في العمل الجمعياتي ومشاركتها في العمل السياسي مشددا على أن عزوف الشباب عن العمل السياسي بات أمرا واقعا أثبتته الدراسات والبحوث الاجتماعية وهو ما يستدعي استنباط اليات وحوافز لتحقيق المصالحة بين الاجيال الشابة والعمل السياسي. ولاحظ ان التباعد بين الشباب والعمل السياسي بالبلدان النامية والبلدان العربية يعزى بالخصوص الى انصراف الشباب في مواجهة مشاكل البطالة واثبات الذات موضحا أن فتح منابر الحوار وقنوات التعبير أمام الشباب للتعبير عن مشاغله بات أمرا ملحا وضرورة حتمية لتجنبيه الانزلاق وراء تيارات ارهابية وحركات اصولية استفادت مما وفرته التقنيات الحديثة للاتصال من امكانيات واسعة لبث افكارها الهدامة. ونوه بريادة التجربة التونسية في التعاطي مع مشاغل الشباب وتوفقها في ارساء مقاربة تنموسة شمولية يلعب الشباب فيها دورا محوريا . وتطرقت السيدة ماريا راوخ كالات رئيسة جمعية الصداقة النمساوية التونسية في محاضرتها الى دور التربية والتعليم في تكوين شباب قادر على المساهمة بفاعلية في الحياة العامة وفي العمل السياسي معتبرة المكونين حجر الزاوية في هذا التوجه الذى أقبلت عليه عديد البلدان الغربية وبعض من البلدان النامية. وبينت ان المؤسسة التربوية تعد الفضاء الاول الذى يتعلم فيه الشباب ثقافة الحوار والاقناع والانصات الى الاخر والتعبير عن الذات مشيرة الى نجاح بلادها في هذا التوجه. وأوضحت أن كل الاحزاب السياسية النمساوية تولي الشباب أهمية بالغة وتتاسبق للفوز بثقته الامر الذى عزز نسبة مساهمته في العمل السياسي وفي دواليب الحياة العامة. واشادت بريادة التجربة التونسية في مجال الاحاطة بالشباب والاصغاء لمشاغله بما عزز نسبة اقباله على المشاركة في الحياة العامة وعلى العمل السياسي .