أدلى الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على هامش مشاركته في انطلاق برامج الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009 بتصريح لقناة تونس 7 أكد فيه أن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “ايسيسكو” دأبت على هذه السنة الحسنة المتمثلة في أن تختار في كل عام مدينة من المدن التي أسهمت في بناء الثقافة الإسلامية وتأصيلها وتعميقها ونشرها في العالم للاحتفال بها عاصمة للثقافة الإسلامية.وأوضح أنه من حسن اختيار المنظمة أن تكون هذا العام مدينة القيروان العاصمة الإسلامية المحتفى بها ملاحظاأنه بمجرد دخوله لهذه المدينة الأصيلة العريقة “اشتم عبق التاريخ وريح الاصالة” ومؤكدا أنها حقا مدينة عربية إسلامية بناها ذلك الفاتح العظيم عقبة ابن نافع في سنة 50 من الهجرة أي في وقت مبكر جدا في عهد معاوية رضي الله عنه لتستمر في رعايتها الثقافة الإسلامية بمختلف فروعها وجوانبها في العقيدة والتفسير والحديث والفقه وأصول الفقه بل وحتى في العلوم الأخرى الكونية والطبيعية والطب والفلك والتشريح فكان لها فضل في هذا كله . وأضاف الدكتور القرضاوى أن اتخاذ القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية أمر مهم باعتبار تاريخها العظيم ولان الثقافة هي أعظم ما يعبر عن الحضارة بل هي الحضارة مبينا ان الحضارة والثقافة يكادان أن يكونا شيئا واحدا. وأكد من جهة أخرى أن خطاب الرئيس زين العابدين بن علي في موكب انطلاق برامج الاحتفالات كان خطابا كاملا وذكر بمعاني مهمة في ثقافة الأمة وأبرز أيضا العناية بالثقافة الدينية الإسلامية ،وهي عناية يلمس آثارها بدون شك كل من يزور تونس سواء من الناحية العمرانية أو من خلال النهضة العامة وخصوصا البنية التحتية وكذلك من خلال الاهتمام بالإنسان خصوصا في المجال التعليمي والمجال الصحي. وأوضح قائلا أن هذه أشياء تحمد لتونس ولسيادة الرئيس زين العابدين بن علي فضلا عن الاهتمام بالجانب الإسلامي مشيرا في السياق ذاته إلى إذاعة الزيتونة التي قال إنها أصبحت إذاعة للقران الكريم وأصبحت إذاعة مسموعة وعليها إقبال شديد. ولاحظ أن كل هذا يمثل توجها لتقوية الجانب الروحي وربط الناس بتراثهم وجذورهم وهو ما يعد في حد ذاته شيئا مهما مشددا على أن تونس ليست بلدا على هامش العروبة أو على هامش الإسلام وإنما هي بلد عربي إسلامي عريق موغل في الأصالة والعراقة. وأكد ضرورة أن تكون للأمة الإسلامية عينان عين مفتوحة على التراث والأصول وعين على العصر ومنجزاته وتياراته بحيث لا تعيش في الماضي وحده ولا تعيش في الحاضر وحده أي أن تنتفع بالماضي وتستلهم من الماضي وتعيش في الحاضر وتستشرف المستقبل.