أخبار تونس-أظهرت الثورة التونسية توحّد كلمة أبناء تونس في إعلاء كلمة الحق والحرية، وتجسدت في عدد من قوافل التضامن بين مختلف جهات الجمهورية في مد تضامني عفوي لا تحكمه رغبات أو أهواء شخصية. وفي هذا الإطار، توجهت صباح يوم الأحد 13 فيفري من مدينة صفاقس “قافلة الأخوة التونسية” إلى ولاية القصرين بمشاركة الآلاف من المواطنين للتعبير عن امتنانهم وتقديرهم لإخوانهم بهذه الربوع، لما قدموه من تضحيات على غرار بقية الجهات من أجل العزة والكرامة والحرية. ورفع المشاركون في هذه القافلة التي وشحتها أعلام تونس وباقات ورود شعارات تدعو إلى التعاون والتآخي والمحبة والقطع مع عقلية الجهويات والتفرقة والميز بين التونسيين والاحترام المتبادل. وقد انتظمت هذه القافلة بصفة عفوية بمشاركة عدد من شباب الجهة. وستلتقي هذه القافلة مع قافلات أخرى قادمة من تونس العاصمة وبنزرت وسوسة والمنستير لتتجه جميعها إلى ساحة الشهداء بالقصرين. وانطلقت من نفس الولاية، قافلة “الأخوة 1′′ متجهة نحو معتمدية الرقاب من ولاية سيدى بوزيد. وقد حلت القافلة التي ضمت أكثر من 400 سيارة وعدد من الحافلات بمعتمدية الرقاب حوالي الساعة العاشرة من صباح يوم الأحد13 فيفري محملة بمساعدات عينية مختلفة تتمثل خاصة في مواد غذائية وملابس وأغطية.وكان في استقبالها عدد من مواطني الجهة. وقد انطلقت إثر ذلك القافلة إلى معتمدية منزل بوزيان، لكنه تم منع القافلة من المرور بمعتمدية المكناسي حيث رأى الأهالي أن تقديم المساعدات يعد مسا بكرامة المواطنين الذين لم يقوموا بالثورة استجداء وطلبا للمعونة وإنما كانت ثورتهم ضد الظلم وطلبا لاسترجاع الكرامة. وبدورهم رفض أهالي منزل بوزيان استقبال القافلة مما أجبرهم على العودة إلى مدينة الرقاب . وأشار السيد عماد الهدار منسق القافلة إلى أن بعض المضايقات التي تعرض لها المشاركون محدودة جدا حيث تم إعلام أهالي الجهة بأن تنظيم هذا الموكب التضامني هو بادرة إنسانية صادرة عن مجموعة من المواطنين ولا تقف ورائها أية جهة سياسية أو غيرها. وأضاف قائلا” لقد تفهموا بادرتنا لكنهم رفضوا قبول المساعدات”. وتبعا لذلك قام منظمو القافلة بتوزيع ما يحملونه من مساعدات على عدد من السكان ممن التقوهم في طريقهم وألغوا بذلك بقية البرنامج الخاص بزيارة مدينة سيدي بوزيد. من جهة أخرى، بادرت مجموعة من المواطنين ومكونات المجتمع المدني فى ولاية سوسة بتوجيه قافلة تضامنية محملة بمساعدات مختلفة لفائدة متساكني عدة مناطق من معتمدية عين دراهم من ولاية جندوبة. وتأتي هذه المبادرة تفاعلا مع المشاهد التي بثتها مؤخرا التلفزة التونسية الوطنية حول الأوضاع الاجتماعية الصعبة لعدد من الأسر التونسية القاطنة بالمناطق الحدودية. وانطلق منظمو القافلة المحملة بكميات هامة من المواد الغذائية والملابس والحشايا والأغطية الصوفية فجر يوم الأحد من مدينة سوسة على متن وسائل نقل خاصة بالتنسيق مع الأمن والجيش الوطنيين.