توفقت ولاية توزر تحقيق نتائج طيبة في اقتصاد مياه الري بالواحات بفضل الإستراتيجية الجهوية التي بدأ تنفيذها سنة 1995 وتنتهي مراحلها إلى الأخيرة في 2011 .وساهمت الإستراتيجية في تجهيز نحو 7062 هك من المناطق السقوية بتقنيات اقتصاد مياه الري أي بنسبة 87 بالمائة من المساحة الجملية في حين لم تتعد النسبة الوطنية 83 بالمائة وذلك باستثمارات حجمها 63 مليون دينار إلى غاية 2009 منها 33 مليون و500 ألف دينار أسندت كمنح تشجيعية لفلاحين نفذوا برامج لاقتصاد مياه الري بمستغلاتهم. واشتملت هذه الأشغال المنجزة بناء سواقي إسمنتية ومد قنوات بلاستيكية وتجديد كامل شبكة الري بالجهة مع استعمال تقنية الري الموضعي قطرة- قطرة خصوصا بالبيوت المحمية لإنتاج الباكورات. ومكنت الإستراتيجية من التحكم في ضياع المياه بالخنادق وربح نسبة من المياه في حدود 30 بالمائة. كما ساهمت في إقبال الفلاحين على تنويع الزراعات من أشجار مثمرة وخضروات وأعلاف باستغلال فائض مياه الري إذ تطورت المساحات المزروعة من 100 هك إلى 800 هك بالنسبة إلى الخضروات ومن 150 هك إلى 600 هك للأعلاف فضلا عن أهمية هذه الإستراتيجية في التقليص من ظاهرة مياه النشعيات النز . وكان استعراض هذه النتائج محور يوم إعلامي بإشراف السيد صلاح رمضان وإلى الجهة صباح الاثنين وذلك في إطار احتفال الجهة باليوم الوطني للاقتصاد في الماء تحت شعار” اقتصاد وتثمين مياه الري . ” ويتبين أن ولاية توزر انخرطت منذ سنوات في البرنامج الوطني للاقتصاد في مياه الري ومن مكوناته صيانة التجهيزات المائية بالواحات لتلافي الاعطاب التي تساهم في ضياع المياه. وتتكفل المصالح الفلاحية في هذا الإطار بالصيانة الدورية للتجهيزات من محطات الضخ وشبكات الري ومعدات الآبار. كما بادرت إلى تثمين مياه النز من خلال مشروع نموذجي بواحة شمسة أتاح توظيف مياه النز المتأتية من واحتي شمسة وابن الشباط لإحداث فضاء غابي على مساحة 130 هك. تضمن المشروع غرس أشجار غابية ورعوية لحماية الواحتين من زحف الرمال بعد أن تحولت هذه المياه إلى بحيرة طرحت أشكالا بيئيا بالنظر خاصة إلى ارتفاع ملوحة مياه النشعيات التي تبلغ في فصل الصيف 12 ملغ في اللتر الواحد. يشار إلى أن ولاية توزر تنتمي إلى حوض مائي هام بصحراء شمال إفريقيا يتوفر على موارد مائية تقدر ب 234 مليون متر مكعب في السنة متأتية خصوصا من المائدة العميقة التي توفر سنويا 174 مليون متر مكعب يستغل منها 143 مليون متر مكعب وتأتى بقية الموارد من المائدة السطحية التي توفر 33 فاصل 85 مليون متر مكعب ومياه السيلان التي لا توفر سنويا سوى 26 مليون متر مكعب. وتختص المناطق الغربية من الولاية بمعتمدية حزوة بانخفاض نسبة الملوحة فيما تتميز المناطق الشمالية بوفرة المياه المتأتية من المائدة السطحية والعيون الطبيعية ومياه السيلان بعد انجاز سدين بمرتفعات معتمدية تمغزة.