أحدث القطب التكنولوجي بسيدي ثابت ليكون قاعدة متطورة لتنشيط البحث والتجديد في مجالات واعدة ومجددة تجسيما للهدف المرسوم ضمن برنامج الرئيس زين العابدين بن علي لتونس الغد بإحداث قطب تكنولوجي أو محضنة مؤسسات على الأقل بكل ولاية في أفق 2009 .وتتمثل مهمة القطب في تثمين نتائج البحث ونقل التكنولوجيا ونشرها للنهوض بالقدرة التنافسية للمؤسسات الوطنية ودفع التجديد في مجال اختصاصه في البيوتكنولوجيا المطبقة في الصحة والصناعات الصيدلانية. ويضطلع القطب في هذا الإطار بدور أساسي في تشجيع البحوث وتأطير الباعثين وإحكام توظيف القدرات التونسية في مجالات حيوية دقيقة وذات قيمة مضافة عالية مثل صناعة التلاقيح والأمصال والأدوية والتجارب السريرية. وقد انطلقت شركة التصرف في القطب التكنولوجي بسيدي ثابت المحدثة في 23 جوان 2008 في استقطاب الباحثين والمستثمرين إثر التوقيع يوم 10 مارس 2009 على اتفاقية تعاون بين شركة التصرف ووزارة الصحة العمومية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز الشراكة بين مختلف المتدخلين في مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والتكوين والتجديد والإنتاج من خلال شركة التصرف التي تتولى مهمة التهيئة والتركيز والتصرف في القطب وستتيح هذه الشراكة للجامعيين والباحثين والمستثمرين وأصحاب المؤسسات الالتقاء وتبادل الخبرات لاقتراح أفكار مشاريع مجددة في ميدان البيوتكنولوجيا المطبقة في الصحة والصناعة الدوائية بالخصوص. وتتكفل الشركة بالاستناد إلى كافة المساهمين في رأس مالها على غرار الجهاز البنكي ومعهد باستور والشركة التونسية للصناعات الصيدلانية تهيئة فضاء الإنتاج والتطوير واستقطاب المؤسسات الاقتصادية للعمل للحساب الخاص إلى جانب إعطاء صبغة مجددة للمنتوج ولمناهج العمل. ويأتي إحداث شركات تصرف لاستغلال الأقطاب التكنولوجية بقرار من رئيس الدولة سنة 2007 لإضفاء مزيد النجاعة والمردودية على تسيير هذه الأقطاب بمشاركة البنوك والمؤسسات ذات العلاقة ويضم القطب التكنولوجي بسيدي ثابت فضاءات للبحث والتكوين والتجديد موزعة على مساحة 110 هك إضافة إلى 150 هك فضاءات صناعية في مجال البيوتكنولوجيا. وسيكون لهذا القطب دور هام في تشجيع البحوث وتأطير الباعثين وإحكام توظيف القدرات الوطنية سيما الكفاءات البشرية في مجالات حيوية دقيقة من اجل الارتقاء بالخدمات الصحية خلال الفترة القادمة مساهمة في تجسيم الخطة التى اقرها رئيس الجمهورية لجعل تونس قطبا لتصدير الخدمات الصحية في أفق2016 . ومن المؤمل أن ينشط القطب البحث والتجديد واستقطاب الاستثمار الداخلي والخارجي في مجالات إستراتيجية واعدة لا سيما صناعة الأدوية والتلاقيح والأمصال والتشخيص الجيني والتجارب السريرية والبروتينات العلاجية. كما سيتيح هذا الانجاز إحداث مزيد من مواطن الشغل للحاصلين على شهادات جامعية عليا من خلال حفز الباحثين على إحداث المؤسسات المجددة علاوة على حث المؤسسات الاقتصادية على مزيد الاستثمار في التجديد التكنولوجي لدعم قدراتها التنافسية وجلب الاستثمار الأجنبي. وينتظر ان يشهد القطب مع موفي سنة 2010 بعث المشاريع الأولى للبحث والتطوير اثر دخول محضنة المؤسسات حيز العمل وتتوفر بالقطب حاليا إمكانيات للتكوين والبحث على غرار المعهد العالي للبيوتكنولوجيا والمركز الوطني للعلوم والتكنولوجيا النووية والمعهد الوطني للبحث والتحليل الفيزيائي الكيميائي إلى جانب مكونات أخرى هي بصدد الانجاز كمحضنة المؤسسات ومركز الموارد التكنولوجية فضلا عن عديد المؤسسات ذات الصلة المباشرة بنشاط القطب مثل معهد باستور والجامعات. ويخضع القطب لأغلب المقاييس العالمية للأقطاب التكنولوجية من خلال وجود مخابر البحث مع توفير كل التسهيلات اللازمة للانتصاب من اجل الحصول على تطبيقات صناعية جديدة ومجددة في مجالات تكنولوجية أساسية مثل البيوتكنولوجيا المطبقة في الصحة والعلوم الصيدلية والآليات الجديدة للتشخيص خاصة التشخيص الجيني. ويتمتع القطب التكنولوجي بسيدي ثابت بعديد التشجيعات والحوافز باعتبار مساهمته المؤكدة في إعطاء القيمة المضافة للكفاءات التونسية في مجال التجديد وروح المبادرة ليكون بذلك إحدى الواجهات الحديثة لتونس القرن الحادي والعشرين.