تم يوم الأربعاء بالمنطقة الصناعية بباجة الافتتاح الرسمي لمؤسسة “كرومبارغ شوبارت” الألمانية المختصة في صنع كوابل السيارات.وينتظر أن يوفر هذا المشروع أكثر من 4500 موطن شغل بعد استكمال مختلف مكوناته. وتولى السيدان محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي وعفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة الإشراف على تدشين هذه الوحدة الصناعية بحضور سفير ألمانيابتونس والسيد هانس اوتو كرمبارغ رئيس سلسلة “كرومبارغ شوبارت” المنتصبة بكل قارات العالم والتي يعود تأسيسها إلى أكثر من قرن من الزمن. واختارت مؤسسة “كرومبارغ شوبارت” أن تكون ولاية باجة أهم موطن إنتاج لها في تونس إذ تبلغ مساحة فضاء الإنتاج 22 ألف متر مربع. وقد بدا المشروع الذي تم انجازه أواخر سنة 2008 بعد في تشغيل 1375 شخص فيما سيبلغ عدد مواطن الشغل التي سيوفرها أواخر سنة 2009 نحو 2800 موطن منهم 106 مهندسا وقرابة ال500 تقني. وأفاد السيد هانس اوتو كرومبارغ رئيس سلسلة “كرومبارغ شوبارت” أن المؤسسة قد برمجت رغم صعوبة الظرف الاقتصادي العالمي القيام بتوسيعات بفضل توفر مناخ الاستثمار الملائم في تونس . وعبر السيد محمد النوري الجويني من جهته عن ارتياحه لتدشين المشروع الجديد لمؤسسة “كرومبارغ شوبارت” بباجة الذي من شانه أن يساهم في تنمية الجهة عبر إحداث عدد كبير من مواطن الشغل ودعم قدرة الجهة على جلب المزيد من المشاريع الوطنية والأجنبية. وابرز المتابعة اللصيقة التي حظي بها المشروع من كل الهياكل المركزية والجهوية المعنية مشيدا بالجهود التي بذلتها المؤسسة لتحقيق هذا الانجاز في وقت قياسي. وأكد السيد محمد النوري الجويني أن هذا المشروع يتوج الجهود المشتركة للنهوض بالتعاون الثنائي القائم بين البلدين لا سيما وأن ألمانيا تعد احد الشركاء الثلاثة الرئيسيين لتونس. وبين أن هذا الاستثمار يترجم الثقة التي تحظى بها تونس لدى المسؤولين بالمؤسسة خاصة في خضم الأزمة العالمية والصعوبات الكبيرة التي تعرفها سوق السيارات مشيرا إلى أن اختيار تونس لتنمية وتنويع أنشطة “كرومبارغ شوبارت” المعروفة يمثل أنموذجا للشراكة الناجحة التي تنشدها البلاد. ولاحظ الوزير أن قرار المؤسسة التمركز بولاية باجة يبرهن عن تقدير للجهود المتواصلة التي تبذلها تونس لإرساء سياسة تنموية متوازنة تتميز بتطوير القدرات التنافسية لكل جهة. وشدد في ذات النسق على عزم تونس لدعم وتنويع علاقاتها الاقتصادية مع ألمانيا مسجلا الحركية التي عرفها الاستثمار الألماني بتونس خلال الثلاث سنوات الأخيرة بما دعم وجود المؤسسات الألمانية التي ساهمت في دفع التنمية الصناعية بالبلاد. ويصل عدد المؤسسات الألمانية أو ذات المساهمة الألمانية في تونس إلى 265 مؤسسة تعمل في قطاعات ذات قيمة مضافة عالية. وأشاد السيد محمد النوري الجويني في نفس الإطار بإقدام عدد من المؤسسات الألمانية على توسيع أنشطتها بتونس مؤكدا أن ذلك يقيم الدليل على أهمية النتائج التي تحقهها هذه المؤسسات في تونس كما يعكس مدى تنافسية المحيط العام الذي تعمل فيه المؤسسات في تونس. وبين أن تونس ستعمل على دعم ديناميكية التعاون بين البلدين وعلى تنمية التبادل التجاري في إطار شراكة فاعلة تغذيها قصص نجاح المؤسسات الألمانية مثل مؤسسة “كرومبارغ شوبارت” ومساهمات مختلف الأطراف الفاعلة. وبين السيد عفيف شلبى بدوره أن اختيار مؤسسة “كرومبارغ شوبارت” التمركز بتونس يستجيب لإستراتيجية الدولة في مجال التنمية الجهوية. وعدد المشاريع الهامة التي ستتمركز بتونس رغم الأزمة الاقتصادية العالمية اعتبارا للقدرة التنافسية العالية للبلاد مذكرا في هذا السياق بالمكانة التي أصبح يحتلها قطاع الصناعات الالكترونية والكهربائية في الصناعة التونسية. وبين أن قيمة صادرات هذا القطاع قد وصلت إلى قرابة ال4 ملايين دينار سنة 2008 مقارنة بمليون دينار سنة 2000 فيما تطور عدد المؤسسات الناشطة به إلى 350 مؤسسة تشغل قرابة ال60 ألف شخص. واستعرض الأهداف الطموحة التي وضعتها الدراسة الإستراتيجية للقطاع الصناعي في أفق سنة 2016 التي ترنو خاصة إلى مضاعفة الاستثمار والصادرات الصناعية . وأكد الوزير على مدى حرص تونس على التطوير المتواصل للبنية الأساسية لجلب المستثمرين الأجانب للوصول إلى الأهداف التي رسمها الرئيس زين العابدين بن على لدعم تموقع تونس كقطب عالمي للإنتاج الصناعي. وذكر في ذات النسق بالامتيازات المتنوعة والمناخ الاجتماعي السليم السائد بتونس وتوفر يد عاملة عالية الكفاءة فضلا عن تطور تنافسية القطاع الصناعي وهي عوامل من شأنها أن تحفز عددا كبيرا من المؤسسات على اختيار التمركز بتونس. وأدى السيدان محمد النورى الجويني وعفيف شلبي على صعيد آخر زيارة إلى المنطقة الصناعية بباجة الشمالية حيث تابعا عمل مصنع”زولنار الكترونيك” لصناعة القطع الكهربائية. ويشغل هذا المصنع الذي تقدر استثماراته بنحو 300 ألف دينار 40 شخصا حاليا. واطلع الوزيران على ظروف العمل بمصنع “سوسام” للكوابل المجمعة الذي يوفر حاليا 700 موطن شغل. وينتظر أن يشغل أواخر السنة الجارية ألف شخص. كما تعرفا بالمنطقة الصناعية هنشير بوموس بمجاز الباب على تقدم انجاز مؤسستي” كوفات” و “كوفيكاب” وهما مؤسستان صناعيتان مختصتان في صنع الكوابل بمختلف استعمالاتها. علما وأنه ينتظر أن يصل حجم استثمار مؤسسة “كوفيكاب” إلى 375 مليون دينار. كما اطلعا بالمناسبة على تقدم انجاز دراسة مشروع المنطقة الصناعية الجديدة ب هنشير بوموس التي ستمتد على مسحة 102 هك. وقد قدرت تكلفة انجاز الشبكات الداخلية والخارجية للمنطقة بقرابة العشرين مليون دينار.
