شارك السيد عبدالوهاب عبدالله وزيرالشؤون الخارجية في المنتدى الثاني لتحالف الحضارات المنعقد باسطنبول يومي 6 و7 أفريل 2009 وذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات والأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة السيد بان كي مون والوزير الأول الإسباني السيد خوزي لويس ثاباتيرو ورئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب اردوغان والرئيس البرتغالي السابق خورخي سان بايو وعدد من وزراء خارجية دول عربية وأجنبية.وأوضح وزير الشؤون الخارجية في مداخلته أن تونس تولي اهتماما بالغا لموضوع حوار الحضارات والأديان كركيزة هامة في سياستها الخارجية وذلك من منطلق إيمانها بأن السلام في العالم لا يمكن أن يتدعم إلا بالحوار والتسامح والتفاهم وأن تحقيق هذا الهدف يتطلب من الجميع مزيد الانفتاح على الآخر والابتعاد عن التعصب ومحاولات التشويه والافتراء وإيجاد حلول منصفة للقضايا الدولية المزمنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية بالإضافة إلى ما يشهده العالم من تفاوت مجحف في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وهو ما يحتم التفكير في إيجاد صيغة جديدة للعلاقات بين الدول والشعوب والأفراد. وبين السيد عبدالوهاب عبدالله في هذا الشأن أن الرئيس زين العابدين بن علي بادر منذ أوائل التسعينات باتخاذ جملة من الإجراءات قصد تنمية الوعي بأهمية الحوار بين الثقافات والشعوب وترسيخ قيم الحوار والاعتدال والتسامح لتكريسها على أرض الواقع وأكد الوزير في هذا الإطار المكانة الخاصة التي يحظى بها الشباب في تونس باعتباره يمثل الثروة الحقيقية لحاضر البلاد ومستقبلها مذكرا في هذا الصدد بمبادرة تونس لتنظيم حوار مع الشباب سنة 2008 والتي توجت بميثاق أجمع عليه شباب تونس واعتمده مرجعا أساسيا له في حياته الجمعياتية والسياسية. وأبرز بالخصوص دعوة الرئيس زين العابدين بن علي إلى وضع سنة 2010 تحت شعار “السنة الدولية للشباب” وعقد مؤتمر عالمي للشباب بإشراف الأممالمتحدة يتوج بإصدار ميثاق دولي يشكل رابطة شباب العالم إلى القيم الكونية المشتركة منوها في هذا الصدد بقرار القمة العربية وقمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بتبني ومساندة هذه المبادرة الرئاسية. كما استعرض وزير الشؤون الخارجية جملة من مبادرات رئيس الدولة من أجل تعزيز التفاهم بين الشعوب والثقافات والأديان وتكريس ثقافة الحوار مبرزا في هذا السياق إصدار عهد قرطاج للتسامح سنة 1995 وإحداث كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان سنة 2001 وإحداث جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية سنة 2002 وتكوين منتدى تونس للسلام في ماي 2005 وإطلاق مركز البحوث والدراسات في حوار الحضارات والأديان المقارنة في جوان 2005 بالإضافة إلى إصدار الآن تونس من أجل التحالف بين الحضارات في فيفري 2006 واحتضان تونس للمؤتمر الدول حول “الإرهاب..الأبعاد والمخاطر وآليات المعالجة” في نوفمبر 2007 واختيار القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لسنة 2009. وأوضح الوزير أن الحوار المتوازن والمجدي يتطلب العمل على تعزيز المؤسسات الأممية وتفعيل دورها وبذل المزيد من الجهود لمعالجة أسباب التوتر والنزاع والفقر في العالم من خلال الدفع بمختلف آليات التعاون والتضامن بين الدول على غرار صندوق التضامن العالمي الذي دعا إلى إنشائه الرئيس زين العابدين بن علي وأحدث بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة 2002. ودعا السيد عبدالوهاب عبدالله إلى ضرورة تجاوز إشكاليات التعاون بين الشرق والغرب والشمال والجنوب والعمل سويا على تغليب البعد الإنساني والإقرار بأن أمن الدولة واستقرارها و ازدهارها عامل اساسي لترسيخ أمن العالم واستقراره وازدهاره. ومن جهة أخرى، التقى السيد عبدالوهاب عبدالله بالسيد رجب طيب اردوغان الذي رجا الوزير إبلاغ تحياته الأخوية ومشاعر تقديره للرئيس زين العابدين بن علي . كما أجرى وزير الشؤون الخارجية محادثات مع عدد من نظرائه المشاركين في المنتدى تمحورت حول سبل تعزيز ودعم العلاقات الثنائية وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.